. الاقتصـــاد المرن یوفر ركيزة قوية تساعد على التخطيط للمستقبل
. مســــتویات التضخم لدينا معتدلة نسـبیاً وفقاً للمعدلات العالمية
أكد سعادة الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي قوة ومرونة الاقتصـاد القطري.
وقال سعادته: "على الرغم من التحديات الاقتصادية التي فرضـــھا تفشي وباء كورونا (كوفید – 19)، فقد أثبت اقتصـــاد دولة قطر قوة ومرونة نتیجة التوجیھات الرشـــیدة لحضـــرة صـــاحب السمــو أمیر البلاد المفدى "حفظه الله"، وخطة الدعم الاقتصادي والمالي التي تم تنفیذھا لمساعدة القطاعات المتضررة من إجراءات الحد من تفشي الوباء"
وتابع:" نجحت الـدولـة في حمـایـة المجتمع من الآثـار الكـارثیـة للوبـاء من خلال اتبـاع نھج متوازن واتخاذ تدابیر وسـیاسـات في مجال الصحة العامة مما سمح بعودة الحياة الطبیعیة بشكل سلس وآمن."
وأضاف في كلمته خلال افتتاح مؤتمر اليوروموني التاسع بفندق ریتز كارلتون – أرحب بكم في افتتاح مؤتمر اليوروموني في نســــختھا التاســــعة ، تحت شــعار "الاستراتیجیة والتمويل في المشــھد العالمي الجديد": "یُســرني بھذه المناسبة أن أتقدم بجزيل الشكر لمعالي الشــــيخ خـالـد بن خليفـة بن عبدالعزیز آل ثـاني، رئیس مجلس الوزراء وزیر الداخلیة على رعایتھ الكریمة لھذا المؤتمر، والشكر للأخوة في اليوروموني للمؤتمرات على تنظيم ھذا المؤتمر السنوي، كما أشكر السادة الضیوف الكرام الذين حضروا من مختلف البلدان للمشاركة في المؤتمر."
وقال محافظ المركزي: "یضـع أمامنا مؤتمر اليوروموني الیوم تحديات كبيرة تتمثل في التخطیط السـلام للمسـتقبل، حیث شـھد العامان الماضيان أحداثاً تشير إلى مدى صعوبة التنبؤ بالمسـتقبل، وإلى أھمیة جاھزیة واسـتباقیة البنوك المركزیة لمواجھة تلك التحدیات، ولا شـك أن التخطيط للمستقبل ھو أمر بالغ الأھمیة."
وتابع : "وجود الاقتصـــاد المرن یوفر ركيزة قوية تســـاعد على التخطیط للمســـتقبل، فتتضـــح ھذه المرونـة من خلال البیـانـات المرتبطـة بـالمیزانیـة الحكومیـة والحســــاب الجـاري، والاحتیـاطیـات الرسـمیة للدولة، وقوة القطاع المالي، بجانب التنویع الاقتصـادي، ولا تزال الآفاق مشـرقة، حیث أن النشـاط الاقتصـادي آخذ في الانتعاش مدفوعاً بعوامل عدة منھا انتعاش الطلب المحلي ونمو ائتمان القطاع الخاص والاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم فیفا 2022م"
وأشار إلى أنه ومع ارتفاع أســـعار النفط والغاز العالمية تتوقع المؤســـســـات الدولیة نمواً أعلى للناتج المحلي الإجمالي في عام 2022م في حدود 3.5٪، لافتا إلى أنه من ناحیة أخرى، تظھر مســــتویات التضــــخم معتدلة نسـبیاً وفقاً للمعدلات العالمية التي نشـھدھا، مع الإشـارة إلى أن التوترات الجیوسـیاسـیة الحالیة في أوروبا لم تؤثر بشـكل كبیر على مستويات التضخم حيث أنھا ظلت معتدلة.
وقال المحافظ : "وعلى الرغم من انخفاض المخاطر المرتبطة بالوباء، علینا التشــــدید على ضــــرورة مراقبة مخاطر اضطرابات سـلاسـل التوريد عن كثب.. وأود أن أشـیر إلى أن النشـاط الاقتصادي لدولة قطر الیوم يعتبر أقوى بكثير ممـا كـان علیـھ في عـام 2020م ، كمـا أن دولـة قطر تتبوأ مكانة متميزة بوصــــفھـا إحدى الدول الرائدة في العـالم في إنتـاج وتصــــدیر الطـاقـة النظيفـة المتمثل "بـ الغازالطبیعي المسال "، وھو ما يمنحنا الثقة للتخطيط للمستقبل."
وشدد محافظ المركزي أنه على الرغم من صـعوبة التحدیات التي شـھدھا القطاع المالي العالمي خلال الفترات الأخیرة، لا تزال البنوك القطرية تتمتع بقـدر جیـد من الرســــملـة وارتفـاع الســــیولـة والحفـاظ على جودة الأصـول، كما ظلت ربحية البنوك مستقرة في حين لا تزال نسـبة القروض المتعثرة تعتبر من ضمن الأدنى في المنطقة،
وأضاف: "علاوةً على ذلك، تمكنت البنوك من دعم عملائھا والمقترضـین أثناء الجـائحـة، وھو مـا یؤكـد على قوة وفـاعلیـة الأنظمـة المصــــرفیـة مـدعومـة بـالإطـار التنظیمي والإشـــرافي، حیث أننا وضـــعنا نصـــب أعيننا لدى اتخاذ الإجراءات المختلفة أھمیة ضـــمان الاستقرار المالي والاقتصــادي."
وأضاف محافظ المركزي:"وفقاً لنتائج البیانات الایجابیة التي حققھا الاقتصــاد والقطاع المصـرفي، بصفة خاصـة، لدى تقييم المرحلة الأخیرة، قررنا بدء مرحلة الخروج التدريجي من
إجراءات دعم القطاع المصـرفي، فقد تم وضـع خطة لإنھاء التسـھیلات التي قدمھا المصرف المركزي للبنوك مع نھایة العام الجاري، بالتزامن مع التقييم المرحلي لوضــع البنوك،
وأوضح قائلا: "قمنا برفع معدلات أسعار الفائدة تماشـیاً مع سـیاسـة الحفاظ على سعر الصـرف، مع استمرار التأكید على البقـاء یقظین في كـل مـا یخص التطورات العـالميـة من أجـل حمـایـة قوة قطـاعنـا المصــــرفي وسلامته
وقال المحافظ: "مع توقع اسـتمرار أسعار النفط عند متوسـط معدلاته الحالية، سـیعمل ذلك على دعم الانتعاش المسـتمر في النمو الاقتصـادي للبلاد على المدى المتوسـط ، مما یسـمح لنا بامتصـاص
دورة التشدید المالي التي بدأتھا بالفعل معظم البنوك المركزیة في جمیع أنحاء العالم."
وتابع: "یمكننـا أن نرى ومن خلال التـاریخ الطویـل للمـال، أن كیفیـة اســــتخـدام المجتمع لها تتأثر بالتكنولوجیا المتاحة، وبالتالي، فإن مفھوم المال في المجتمع یتغیر بمرور الوقت، حیث یشـــھد العـالم تطوراً من حیـث الإبـداع وثورة في التكنولوجیـا تنعكس في الابتكارات الرقميـة التي تعمـل على إعادة تشـــكیل العالم، بما في ذلك القطاع المالي، الذي من شـــأنه طرح العدید من الفرص والتحدیات، ولا یجب أن یغیب عن أذھاننا أھمیة التفكیر في ھذه القضـایا من منظور تكنولوجي ومن منظور السیاسة العامة، حیث تلعب التكنولوجیا دوراً ھاماً في تحســین حیاة الناس حیث تسـاھم في حمایة البیئة وتعزیز الشـمول المالي. ومما شـھدناه خلال جائحة كورونا، تعلمنا كيف يمكن للرقمنة أن تدعم النشاط الاقتصادي،فضلا عن توفير حلول للحفاظ على الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية من خلال التغلب على العقبات وتعزیز الإنتاجیة.
وأضاف: "إننا في مصــــرف قطر المركزي نعمـل من خلال مبـادرة تطویر البیئـة الرقـابیـة التنظیمیـة على تعزیز المجتمع الرقمي والبیئة المالیة المتطورة والتي نســعى من خلالھا لجعل قطر دولة رائدة إقلیمیـاً في مجـال الخـدمـات المصــــرفیـة الرقمیـة، وفي ھـذا الإطـار، أود أن أشارككم عـدد من المبادرات التي نفذناھا للتسريع في ذلك، حیث قمنا بصـیاغة ونشـر العدید من اللوائح المتعلقة بالتكنولوجیا المالیة، بما في ذلك إرشــــادات التأمین الإلكتروني، ولوائح خدمات الدفع، ومبادئ ضــــوابط "اعرف عمیلـك الإلكترونیـة"، ولتلبیـة احتیـاجـات الـدفع المتزایـدة للمقیمین والزوار، تم زیـادة عـدد شــــركـات توفیر خـدمـات التكنولوجیـا المـالیـة في البیئـة الافتراضــــیـة التجریبیـة قبل الترخيص لھا، بما یضــــمن أن تكون ھذه الشــــركات خیارات دفع أكثر كفاءة وأمان وفاعلیة، واكد أنه وكجزء من التحدیث الحالي لبرنامج نظام الدفع، سـیتم تنفیذ منصـة مدفوعات متكاملة تماماً، بما في ذلك نظام بنیة تحتیة مركزي لشبكة مدفوعات فوریة على مستوى الدولة، كما یقوم مصرف قطر المركزي بـإنشــــاء البنیـة التحتیـة اللازمـة لتمكین البنوك من قبول المـدفوعـات من المحـافظ الرقمیة، وفي ھذا الصـدد، فقد عملنا على تصـمیم اسـتراتیجیة جدیدة للتكنولوجیا المالیة ونعتزم
إطلاقھا بإذن الله خلال الربع الأخیر من ھذا العام.
واشار إلى أن دولة قطر ســوف تســتضــیف في نھایة ھذا العام أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في منطقة الشــــرق الأوســــط، وقد تم إعداد الملاعب وفقاً لأفضــــل المعاییر الدولیة، وأخذاً بأحدث التقنیات الخاصـة بالتبرید والإضـاءة التي تعمل بالطاقة الصـدیقة للبیئة،
وختم قائلا:"نرحب بالجمیع للمشاركة في ھذا الحدث العالمي. أشكركم على حسن الاستماع، وأتمنى للمؤتمر أن یحقق النتائج المرجوة."