الجامعة تحتفل بخريجات الشريعة والهندسة والقانون

alarab
محليات 29 مايو 2022 , 12:18ص
الدوحة - العرب

نظمت جامعة قطر حفلًا لتكريم خريجاتها من كليات: الشريعة والدراسات الإسلامية والهندسة والقانون ضمن الدفعة الخامسة والأربعين، دفعة (2022)، وذلك مساء أمس، وقد بلغ عدد الخريجات المكرمات في هذا الحفل المشترك 574 خريجة من كليات الشريعة والدراسات الإسلامية والهندسة والقانون، وذلك وفقًا للتالي: 92 خريجة من كلية الشريعة، و196 خريجة من كلية الهندسة و286 خريجة من كلية القانون. 
وفي كلمته بالمناسبة؛ قال الدكتور إبراهيم الأنصاري، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «إن من محاسن الصدف أن يجتمع في هذا الحفل خريجات ثلاث كليات من كليات الجامعة يبدو للوهلة الأولى أنها مختلفة التخصصات تماما، بين كلية مشغولة ببناء الدنيا وتعميرها، وكلية مشغولة بالآخرة، وكلية مشغولة بتنظيم أمور الناس والفصل في نزاعاتهم، لكن هذه النظرة نظرة بدائية، فالعلوم كُلٌّ متكامل وبناء متعاضد يشد بعضه بعضا، وما سميت الجامعة جامعة إلا لأنها تجمع هذه العلوم وغيرها في نسيج واحد، فهندسة البناء وهندسة النظام وهندسة الروح يحتاجها كل واحد منا في كل مفاصل حياته، ونقول ذلك أيضا عن باقي كليات الجامعة الفتية». وأضاف الدكتور الأنصاري: «كان يحلو لنا ونحن في رحلة الطلب أن يفخر بعضنا على بعض بتخصصه، وأظنكم مررتم بهذه التجربة، ومع إدراكنا للحياة أكثر؛ عرفنا أن الفخر الحقيقي والمجد الحقيقي هو في التميز والإضافة والتطوير في كل مجال وفي كل تخصص، فالناجح المبدع هو المتميز في أي تخصص كان، والذي يكتفي بالحد الأدنى أو دونه فهو: إما عادي أو فاشل في أي تخصص كان. والمميزون هم الذين يضيفون لحياتهم وحياة الناس قيمة ومعنى، والفاشلون هم الذين ينشرون عقدهم النفسية فتعقد حياة الناس». وقال الأنصاري مخاطبا الخريجات من الكليات الثلاث: «أنتن الآن بين مرحلتين؛ مرحلة طلب العلم ومرحلة الحياة العملية، وستقابلون في حياتكم العملية مواقف وقضايا ومشاريع وأعمالا تحتاجون فيها لبعضكن البعض، ويستفيد كل منكن فيما يتولى من أعمال من خبرة إخوانه وأخواته في التخصصات الأخرى، فكنَّ الجهاز العصبي المنسجم والدورة الدموية النشطة التي تغذي مفاصل هذا الوطن فبهذا التعاون والتكامل تبنى الأوطان وتتطور الأجيال وترتقي الأمم». وقال: «إن خروج الخريجات للحياة العملية لا يعني توقف طلب العلم وانقطاع طريقه، فالعلم لا يتوقف نموه، ومن غادر صفّ التعلم فقد حكم على نفسه بالجهل والتخلف، وإن جامعتكن وكلياتكن وأساتذتكن على استعداد لمواصلة فتح أبواب التعلم والارتقاء بكن. ومن الوفاء أن تحملن في أعماقكن العرفان لهذه الجامعة، وأن تصطحبن أسماء من علمكن فيها في دعائكن وثنائكن، فإن العلم نسَبٌ بين أهله، والدعاء صلة على بعد الأماكن والأزمان وهنا لفتة خاصة؛ إن كل علم نافع كما يكون وسيلة للعيش الكريم؛ فهو أيضا وسيلة للتعرف على الخالق العظيم وتوثيق الصلة به سبحانه، والسير إليه دون إخلال بمتطلبات الحياة، بل إن العلاقة الصحيحة بالله تعالى تطوِّر جميع جوانب الحياة وتزيدها متانة وقوة وإثمارا. والحذر الحذر من أن يجعل أحد هذا العلم الذي أهداه الله إليه ووفقه لاكتسابه وسيلة لخداع الناس أو ظلمهم أو التسلط عليهم، فإن هذا ليس من شكر النعمة ولا من القيام بحقها، وحريٌ بنعمة لم تشكر أن تسلب من صاحبها أو يحرم بركتها ونفعها».