«رفقاء» كانت الأمل لتحقيق حلمها.. اليتيمة مريم تتألق في مجال التمويل الإسلامي

alarab
أفراح ومناسبات 29 أبريل 2025 , 01:26ص
الدوحة - العرب

في قرية صغيرة بجمهورية مالي غرب أفريقيا حيث تنتشر مظاهر الفقر في كل زقاق، ولدت مريم الأسن ميغا في 4 يوليو 2003. وهي تنتمي لأسرة فقيرة تعاني من ظروف معيشية صعبة، وقد تفاقمت أحوال الأسرة بعد وفاة والدها إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج بسبب غلاء الدواء وأحوال الأسرة المتردية، لتبقى الأم وحيدة في مواجهة تحديات الحياة كما هي حالة معظم نساء مالي الأرامل، حيث كانت تجد صعوبة كبيرة في توفير الاحتياجات الأساسية لابنتها، خاصة في مجال التعليم.

في عام 2013، سمعت أم مريم عن قطر الخيرية التي تقدم الدعم للأيتام من خلال مبادرتها «رفقاء» لرعاية الأيتام عبر العالم. فتقدمت بطلبها ومن حسن حظها تم قبول ابنتها مريم في برنامج كفالة الأيتام التابع لقطر الخيرية. كانت هذه الخطوة بمثابة بداية جديدة لحياة مريم وأسرتها.
منذ بداية الكفالة في 28 أبريل 2013، تغيرت حياة مريم بشكل جذري. فقد وفرت قطر الخيرية الدعم المالي الذي ساعد في تغطية تكاليف تعليمها واحتياجاتها المعيشية، ولم تعد الأم قلقة على مستقبل ابنتها، حيث توفرت على تعليم جيد في بيئة مستقرة.

النجاح الأكاديمي
بفضل الدعم المستمر من قطر الخيرية، استطاعت مريم أن تتجاوز التحديات وتحقق نجاحًا أكاديميًا متميزًا، وفي عام 2021، انتهت مرحلة الكفالة بعد أن بلغت مريم مرحلة متقدمة في تعليمها، ورغم ذلك واصلت مسيرتها التعليمية باجتهاد حتى حصلت على درجة البكالوريوس في تخصص «التمويل الإسلامي: حالة البنك الإسلامي السنغالي» (Finance Islamique: Cas de la Banque Islamique du Sénégal)، وقد كان هذا الإنجاز علامة فارقة في حياتها، حيث أصبحت مريم مثالًا للتفوق والنجاح رغم الصعوبات.

متخصصة في التمويل الإسلامي
بعد تخرجها، حصلت مريم على فرصة عمل في البنك الإسلامي السنغالي، حيث بدأت حياتها المهنية كمتخصصة في التمويل الإسلامي. كانت هذه الخطوة الأولى نحو تحقيق استقلاليتها المالية ومساعدة أسرتها. وقد أظهرت تفانيا كبيرًا في عملها، وطموحًا في تطوير مهاراتها والارتقاء في سلمها الوظيفي.

الطموحات المستقبلية
مريم لا تكتفي بما حققته حتى الآن، بل تحلم بالمزيد، وتخطط لمواصلة دراستها العليا في مجال التمويل الإسلامي لتوسيع معرفتها وتأهيل نفسها لشغل مناصب قيادية في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تحلم مريم بإنشاء مؤسسة خيرية خاصة بها لمساعدة المحتاجين والأيتام، حيث تؤمن بأن العطاء هو أفضل طريقة لرد الجميل للمجتمع الذي ساندها في أصعب لحظات حياتها.
مريم لا تفكر فقط في نجاحها الشخصي، بل تحمل في قلبها رغبة قوية في مساعدة الآخرين. تقول مريم: «لقد غيرت قطر الخيرية حياتي، وأريد أن أكون سببًا في تغيير حياة غيري من المحتاجين». تشارك مريم حاليًا في بعض الأعمال التطوعية وتبحث عن فرص لتقديم الدعم للأسر الفقيرة، خاصة في مجال التعليم.

كلمات الشكر والامتنان
في النهاية، تود أم مريم أن تعبر عن امتنانها العميق لقطر الخيرية والكافل الكريم الذي دعم ابنتها طوال هذه السنوات. تقول الأم: «أشكر من كل قلبي قطر الخيرية والكافل الذي غيَّر حياة ابنتي إلى الأفضل. لولا دعمهم، ما كانت مريم لتصل إلى ما هي عليه اليوم».
قصة مريم الأسن ميغا هي قصة نجاح وإصرار، تظهر كيف يمكن للدعم الإنساني أن يغير حياة الأفراد ويحول أحلامهم إلى واقع. فبفضل كفالة قطر الخيرية، استطاعت مريم أن تتخطى ظروف الفقر وأن تصبح شابة متعلمة وقادرة على المساهمة في بناء مجتمعها. هذه القصة تذكرنا بأهمية العطاء ودوره في صناعة مستقبل مشرق للأيتام والمحتاجين.