فاطمة الخليفي مديرة حديقة القرآن النباتية: حماية كوكبنا مسؤوليتنا جميعاً

alarab
محليات 29 أبريل 2022 , 01:21ص
الدوحة - العرب

بمناسبة اليوم العالمي للأرض الذي يوافق 22 أبريل ويحتفي به العالم تحت شعار «استثمروا في كوكبنا»، سلطت فاطمة الخليفي، مديرة حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر، الضوء على جهود دولة قطر وحديقة القرآن النباتية في مجال حماية البيئة.
وقالت الخليفي: بالرغم من مرور أكثر من 52 عامًا على ذكرى إطلاق اليوم العالمي للأرض، نطمح لأن يؤدي هذا اليوم دوراً مهماً في مجال الحفاظ على البيئة، نظراً لأنه يذكرنا جميعاً بأهمية التفكير في القيم الإنسانية والتهديدات التي يتعرض لها كوكب الأرض، كما يقدّم السبل للمساعدة في حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.
أضافت: ونحن في حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر، نعتز بمساهمتنا في تخفيض نسبة الانبعاث الكربوني عبر إنتاج المزيد من الشتلات البرية ذات الاستهلاك المنخفض من المياه ولها القدرة على النمو المستدام رغم ندرة المياه وضعف خصوبة التربة، وصون النباتات في موائلها الطبيعية وخارجها، والحفاظ على الأنواع النادرة ضمن الجهود التي تنفذها الحديقة، فضلاً عن إسهاماتنا في استعادة التوازن البيئي والحدّ من التصحّر في البلاد، فقد تمت زراعة 2080 شجرة حتى الآن في حملة «غرس» بأيدي أفراد المجتمع، فضلاً عن زراعة 4000 شجرة في المناطق البرية في قطر بالتعاون مع إدارة الحماية والحياة الفطرية بوزارة البيئة والتغير المناخي، إضافة إلى وصول مخزوننا من النباتات الحية إلى ما يقرب من 55 ألفا من النباتات والأشجار والشجيرات بمشتل الحديقة في المدينة التعليمية. ونجحنا في حفظ ما لا يقل عن مليوني بذرة في مرافئ مهيئة لحفظ البذور حية لأكثر من 15 عامًا، وقد شارك في فعاليتنا المتنوعة نحو 233 ألفا و267 فردا من مختلف فئات المجتمع.
وبمناسبة ذكرى يوم الأرض، علينا جميعاً أن نذكر أنفسنا دائماً أن علاقة الإنسان بالأرض تقوم على أساس المعاملة بالمثل، لأن الحفاظ عليها هو أهم أسباب استمرارية الحياة البشرية بأكملها، فحماية الأرض والعناية بها والاستثمار في كوكبنا مسؤولية كل فرد منا.
وتابعت: في دولة قطر يُعدّ الحفاظ على البيئة وتنميتها من الأولويات الوطنية، وواحدة من الركائز الرئيسية الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030. وقد تجلى ذلك في العديد من مبادرات التوعية البيئية، وبرامج مراقبة جودة الهواء، ومبادرات إعادة تأهيل الروض والمراعي في المناطق الصحراوية، والأعمال الزراعية، ومشاريع حماية الحيوانات. وعلى مدار السنوات الماضية كان هناك تعاون وثيق بين حديقة القرآن النباتية وأبرز الجهات المعنية بالبيئة في قطر والعالم لحماية كوكبنا، كما تتسق جميع أعمالنا ومبادراتنا مع ذلك الالتزام.

نباتات البيئة القطرية 
وأكدت أنه بيئتنا أمانة لدينا، لذا فإننا لا ندخر وسعًا في الحفاظ على النباتات في البيئة القطرية بالمشاركة في إعادة تأهيل الموائل الطبيعية في البيئة الصحراوية، وغيرها من الجهود التي تُسهم في صون النظام البيئي في قطر، ودعم مبادرات التنمية المستدامة وحماية البيئة. وضمن شراكتنا مع منظمة الهلال الأحمر القطري تعهدنا بالتبرّع لها بمليونين ونصف المليون شجرة، حيث سيغرس المُتطوّعون هذه الأشجار في كل أنحاء وربوع الوطن، وستكون تلك هي مُساهمتنا في المبادرة البيئيّة التي أطلقتها منظمتا الهلال الأحمر العربي والصليب الأحمر بهدف زراعة 50 مليون شجرة في جميع أنحاء العالم العربي، وخطط دولة قطر لزراعة 10 ملايين شجرة بحلول عام 2030. 
وأوضحت أن الهدف الرئيسي هو توطيد الروابط بالمجتمع في كل الجهود والمبادرات، وقالت: ولهذا فإننا نتعاون عن قرب مع المجتمع المحلي لتعزيز الوعي البيئي الذي ينعكس بالضرورة على صحتنا واقتصادنا ومناخنا. تتجلى جهودنا في حملاتنا للتوعية البيئية اتساقًا مع الجهود العالمية لبرامج الأمم المتحدة للبيئة وركيزة التنمية البيئية في رؤية قطر الوطنية 2030، وفي برامجنا التعليمية المختلفة مثل «امرح وتعلم»، و»الأمن الغذائي»، و»باحث النبات اليافع»، فضلاً عن حملة «غرس» وبرنامج «لكل ربيع زهرة». تُكرس الحديقة خبرتها في البستنة والمعرفة النباتية لتعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية، وتقدم للأجيال القادمة الأدوات المطلوبة للإسهام الجاد في جهود ومبادرات حماية البيئة والتنمية المستدامة لكوكب الأرض.

رؤية مستقبلية 
وأضافت: لقد وضعت حديقة القرآن النباتية نصب عينيها، منذ لحظة تأسيسها، رؤية مستقبلية لا تقتصر فقط على زراعة النباتات التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية بل تتسع باتساع آفاق المقاصد الإسلامية السامية في الحفاظ على جميع النباتات والأشجار واستدامتها باعتبارها قوام الحياة على الأرض. 
وأردفت: في يوم الأرض ندعو أفراد المجتمع لأن يساهموا بالعمل الإيجابي في حماية البيئة سواء بزراعة شجرة، أو بتقليل الانبعاث الكربوني، والذهاب للعمل عبر وسائل النقل العامة، فضلاً عن تطبيق ممارسات ترشيد الاستهلاك والتوجه نحو الممارسات الصديقة للبيئة. وخير الختام قول الله تعالى ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾ [النمل: 60]