مطالب بإنشاء مسرح للهواه الشباب

alarab
ثقافة وفنون 29 مارس 2023 , 12:25ص
حنان الغربي

نظمت وزارة الثقافة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، مساء أمس الأول، احتفالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف السابع والعشرين من مارس من كل عام، على مسرح الدراما في كتارا.
حضر الاحتفالية سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر، والدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل وزارة الثقافة المساعد للشؤون الثقافية، والدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، وعدد من المسؤولين في وزارة الثقافة و»كتارا» وجمع من المسرحيين والمثقفين.
وتضمنت احتفالية اليوم العالمي للمسرح قراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح، والتي كتبتها هذه السنة الفنانة سميحة أيوب، إلى جانب عرض العرض المسرحي «غجر البحر» لفرقة قطر المسرحية، بالإضافة إلى ندوة «المسرح القطري.. بين الواقع والمأمول»، شارك فيها الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، والكاتب والمخرج حمد الرميحي، والفنان والمخرج جاسم أحمد الأنصاري.

رسالة اليوم العالمي 
ودعت رسالة اليوم العالمي للمسرح، المسرحيين أن يقفوا صفا واحدا يدا بيد وأن يعلوا أصواتهم على المنصات، لتوقظ كلماتهم ضمير العالم بأسره، مطالبة المسرحيين بأن يبحثوا في داخلهم عن الجوهر المفقود للإنسان الحر السمح المحب المتعاطف الرقيق المتقبل للآخر، وأن يعملوا جاهدين على نبذ تلك الصورة القميئة للوحشية والعنصرية والصراعات الدموية والأحادية في التفكير والتطرف والغلو.
 وقالت الفنانة المصرية سميحة أيوب في رسالتها التي قرأها الفنان القطري جاسم الأنصاري: «لقد مشى الإنسان على هذه الأرض وتحت هذه السماء منذ آلاف السنين وسيظل يمشي فلتخرجوا قدميه من أوحال الحروب والصراعات الدموية ولتدعوه لتركها على باب المسرح لعل إنسانيتنا التي أصبح يعتريها الشك تعود مرة أخرى يقينا قاطعا يجعلنا جميعا مؤهلين بحق أن نفخر بأننا بشر وبأننا جميعا أشقاء في الإنسانية».
وأضافت: «إنها رسالتنا نحن المسرحيين حملة مشعل التنوير منذ أول ظهور لأول ممثل على أول خشبة مسرح أن نكون في طليعة المواجهة لكل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، نواجهه بكل ما هو جميل ونقي وإنساني».
وعقب قراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح عرضت مسرحية «غجر البحر» لفرقة قطر المسرحية، وهي من تأليف طالب دوس وإخراج ناصر عبدالرضا، حيث حذرت المسرحية من تغييب العقل وفتح المجال لسيطرة الوهم والتخاريف.

حلول للحراك المسرحي
وعقب المسرحية عقدت ندوة «المسرح القطري.. بين الواقع والمأمول» والتي تناول فيها المتحدثون بدايات المسرح القطري، مرورا بتشكل الفرق المسرحية الخاصة، وعوامل ازدهار المسرح في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مقدمين العديد من النماذج من الأعمال المسرحية التي شاركت في العديد من المهرجانات العربية والدولية.
وطرح المشاركون العديد من الحلول التي يمكن أن تساهم في نهضة الحراك المسرحي ومنها إنشاء مسرح للشباب من الهواة، ليكون رافدا للحركة المسرحية، وعودة المسرح للمدارس، وإرسال مبعوثين لتعلم فنون المسرح بالخارج، وأن تقوم الفرق الأهلية بدورها في تعزيز الحراك المسرحي، إلى جانب زيادة الدعم المخصص للفرق بما يساهم في تقديم أعمال إبداعية جادة وهادفة.
كما اقترح عدد من المسرحيين خلال النقاشات التي أعقبت الندوة العمل على إنشاء جمعية تجمع الفنانين والمسرحيين لتكون صوتا لهم.

مسرحيون يتحدثون
وعلى هامش الاحتفال باليوم العالمي للمسرح أكد سعد بورشيد الفنان والأستاذ بكلية المجتمع  لـ «العرب»: رغم كل المعوقات والصعاب وآخرها كان وباء كورونا، فإن المسرح القطري استمر بفضل التزام المسرحيين القطريين بهذا المسرح الذي يعكس ثقافتنا وتراثنا وهويتنا، وتاريخنا.
بدوره تمنى الفنان والمؤلف علي ميرزا، ازدهار المسرح القطري، وكثرة الأعمال خصوصا أن احتفالات اليوم العالمي للمسرح في دولة قطر قديما كانت تمتد لأسبوع كامل بعروض متعددة ومتنوعة.
من جانبه قال الدكتور أحمد عبدالملك الروائي والأكاديمي: قد تكون هذه الليلة بادرة خير خصوصا مع عرض هذه المسرحية الجميلة ويكون هذا حافزا للفرق للبحث عن نصوص جديدة تخرج فيها التقليدية.
وأكد الفنان سالم المنصوري للعرب أن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح عادة مسرحية حميدة، ترعاها وتشرف عليها وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، وثمن جهود الوزارة والمركز فيما يتعلق بالاهتمام بيوم المسرح العالمي وبمواكبة مثل هذه الأحداث الفنية الهامة.
وقال المؤلف طالب الدوس: بالرغم من كل التحديات التي تواجه المسرحيين على مستوى الفن المسرحي عالمياً إلا أننا مستمرون، وسنتخطى الصعاب، فهذا الميدان هو ميدان للإنسانية وليس للمسرحيين فقط.
وأكد الفنان علي الخلف، أن روح المسرح ما زالت موجودة وعامرة والدليل عرض «غجر البحر» الرائع.