«التحضر الزائف وازدواجية المعايير محور «واحة الحوار»

alarab
محليات 29 مارس 2022 , 12:04ص
الدوحة - العرب

أطلق مركز مناظرات قطر الحلقة الرابعة من «واحة الحوار» بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الأحداث العالمية المقترنة بالحرب الروسية الأوكرانية. انطلقت حوارات الواحة بالمتحدثين الرئيسيين؛ كل من الإعلامي علي الظفيري بشبكة الجزيرة- ود. علي السند الإعلامي والأستاذ المساعد في الدراسات الإسلامية من دولة الكويت - ود. نايف بن نهار الشمري، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر.
وتناول الحوار مظاهر الازدواجية الغربية وجذورها بالإضافة إلى الأبعاد الشعبية لذلك، ودور الإعلام ومكانته في ممارسة الازدواجية والترويج للتحضر الزائف، كما تطرق الحوار للتقييم الذاتي للعالمين العربي والإسلامي وأهمية مواجهة محاولات هيمنة النموذج الغربي. 
وقال الإعلامي علي الظفيري: الموضوع يتناول مسألة في غاية الأهمية من وجهة نظري، تتعلق بأمرين حساسين جدًا، الأول يتمثل في سيادة مفهوم التحضر والتقدم والرقي دون تدقيق ومراجعة وتفكيك، وذلك وفقا لنظرية الداروينية الاجتماعية التي اعتمدت خطا لمسار البشرية أوله التخلف والرجعية والهمجية، وآخره التقدم والرقي والتحضر، وهو يشير حصراً للإنسان والثقافة في أوروبا والغرب، أي أن أوروبا والغرب قررت أن ما هي عليه اليوم، أو لنكن أكثر دقة في القرنين الماضيين، هو قمة ما وصلت إليه البشرية من حضارة! وفي هذا الأمر مغالطة تاريخية وفكرية خطيرة للغاية، ولا بجب التسليم والقبول بما تحمله من معنى. 
وأضاف: هذا ما يأخذنا للأمر الثاني الذي تناولته المحاضرة والمتعلق بازدواجية المعايير، وكلا الأمرين يقودان إلى نتيجة واحدة، فالغرب المتحضر والمتقدم والراقي، ولأنه كذلك، يملك حصرًا تطبيق المعايير التي يراها وفي المكان والزمان والقضية التي يختارها، فما يكون انتهاك واختراقًا هنا، قد لا يكون كذلك في مسائل أخرى لا تعني الغرب، أو أن الانتهاك لا يشكل تهديدًا للمصالح الغربية، أو ربما يحققها، مما يعطي الغرب عبر أدواته ومؤسساته السياسية والحقوقية والإعلامية والدولية القدرة على تجاوز ما يشاء، وإدانة ومواجهة ما يشاء من أحداث. 
وأعرب الدكتور علي السند عن إعجابه بالحوارات المفتوحة، وقال إن «واحة الحوار» مكان ملائم لبناء الرؤى المتوازنة من خلال تداول الآراء، كما «تمثل الواحة شكلا من الفعاليات التي تتسم بالجدية، والرغبة الملحة في فتح آفاق المعرفة، ومد جسورها نحو الواقع ومستجدات الأحداث، من أجل بناء رؤية متزنة للعالم من حولنا.
وأوضح أن «واحة الحوار» منحت فرصة لتشريح البنية القيمية للغرب القائمة على تقديس القوة المنفصلة عن الحق، والمنفعة المنفصلة عن القيمة، وتأليه الطبيعة على حساب مكانة الإنسان، لافتاً إلى أن هذه البنية ترى شعوب العالم غير الغربي وغير المنصاع لقيم الحداثة الغربية مجرد مادة استعمالية تنبع قيمتها من نفعيتها، فإن لم تحقق النفع، فلا بأس من التخلص منها كما فعل هتلر في مذابح الهولوكست.
 وكانت الجلسة فرصة من أجل مشاركة الشباب في بناء الرؤى وتبادل الآراء، واشراكهم في مناقشة قضايا تحمل أبعادًا سياسية وفكرية عالمية، فمثل هذه الجلسات النقاشية هي أشبه بالورش العلمية التي تصقل فيها المهارات وتستنير بها العقول.
وشدد الدكتور نايف بن نهار الشمري على أهمية أن يكون نقد المعايير الغربية وسيلة لا غاية، وسيلة لتحقيق توازن حضاري يسمح بتحويل النموذج الغربي من مرجعية وحيدة إلى مجرد نموذج من النماذج بما يجعل من الممكن إنجاز محاسبة حضارية لهذا النموذج.
وأوضح أن فكرة ازدواجية المعايير ليست مقصورة على المجتمعات الغربية، فهي حاضرة كذلك في المجتمعات الإسلامية، مع أن هناك نصًا قرآنيًا واضحا يمنع فكرة ازدواجية المعايير، وهو قوله تعالى: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم».
‫ ‬‬وضمت الواحة أيضاً عروض تفاعلية مصورة عبرت عن القضية وعرضت آراء شبابية من حول العالم، كما أدلى الشباب الحاضرين بآرائهم عبر مداخلات وأسئلة وجهت للمتحدثين الرئيسيين، كان من بينها:
وأكدت الطالبة أسماء عيسى الحر – أمن دولي ودبلوماسي من جامعة قطر – أهمية الواحة كونها حديث الشارع اليوم إضافة إلى تعطش طلبة العلم لمثل هذه الحلقات النقاشية التي تثير الكثير من التساؤلات لدى المستمع.