العربي: صيانة الأمن القومي العربي أهم ما صدر عن قمة شرم الشيخ
حول العالم
29 مارس 2015 , 08:31م
شرم الشيخ
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن صيانة الأمن القومي العربي كان أهم ما صدر عن هذه القمة ، واعتمد مبدأ إنشاء قوة عسكرية عربية باعتباره حلما وميلادا جديدا للجامعة العربية.
وأشار نبيل العربي ، خلال المؤتمر العربي المشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في ختام أعمال القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين بشرم الشيخ اليوم، إلى أن هناك قرارا هاما في هذا الصدد بالنظر للتهديدات غير المسبوقة التي تحيط بالأمة العربية.
وأضاف أن هناك تكليفا للأمين العام ليبحث مع فريق من قادة الأركان بعد شهر إجراءات تشكيل القوة على أن تعرض النتائج على الترويكا العربية التي تضم الكويت الرئيس السابق للقمة العربية ومصر الرئيس الحالي والمغرب الرئيس القادم للقمة العربية، ثم يتم عرض ذلك على باقي القادة العرب ويحال الأمر بعدها إلى مجلس الدفاع العربي المشترك.
وقال العربي إنه ليس هناك وسيلة لإرغام أي دولة للمشاركة في القوة، مضيفا أن رؤساء الأركان سيجتمعون خلال شهر لبحث كافة التفصيلات في ظل الموافقة الجماعية على مبدأ إنشاء القوة العربية ، على أن يتم الانتهاء من الدراسات الفنية الخاصة بها.
وبالنسبة للعراق وموقفها من القوة العربية المشتركة، قال العربي إن الموقف العراقي في هذا الصدد لا ينبع من المعارضة لها وإنما تحفظ في الشكل انطلاقا من الحاجة إلي مزيد من التشاور، وسيتم الاتصال بكافة الدول الراغبة في إعداد الآليات المتعلقة بهذا الموضوع.
وأوضح أن العالم يتجه الآن إلى إنشاء وحدات جاهزة للتدخل السريع في الدول الراغبة في المشاركة في حالة الحاجة إلى ذلك، مشيرا إلى أن حق الدفاع الشرعي العربي موجود في ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة والوضع الحالي ليس تهديدات من دول وإنما من تنظيمات ، وإذا كان هناك تهديدات بشكل آخر مستقبلا سيكون لكل مقام مقال.
وأوضح أمين عام الجامعة العربية أن تشكيل مثل هذه القوة سيكون رادعا ، مضيفا أن هناك تدخلات ضخمة من دول مجاورة للدول العربية.
ونوه نبيل العربي بأنه لأول مرة الدول العربية تقرر أن يكون هناك رد فعل جماعي إزاء التهديدات، مضيفا أن التكامل الاقتصادي هو أيضا من متطلبات الأمن القومي العربي، داعيا إلى استكمال إجراءات إقامة الاتحاد الجمركي العربي.
وأضاف أنه تم الانتهاء من النظام الأساسي لمحكمة حقوق الإنسان العربية وعند تصديق 7 دول عربية ستدخل المحكمة حيز التنفيذ.
من ناحية أخري، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى أن الموضوع السوري بحث في الاجتماع الوزاري في التاسع من مارس الجاري، مضيفا أن كل الأطراف قد فشلت حتى الآن وسبق التوصل إلى ضرورة أن يكون هناك تغيير يتعين أن يقرره الشعب السوري نفسه.
وأضاف العربي أن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ذكر اليوم أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلا في إيجاد حل وأن الجامعة العربية بذلت كل ما يمكن أن تفعله إزاء الموضوع السوري قبل إحالة الموضوع إلى الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، قال العربي إنه كانت هناك تطورات منذ شهور وقتال في اليمن، مشددا على دعم الشرعية فضلا عن ظهور روح جديدة لدى الجامعة والدول العربية التي قررت اتخاذ رد فعل جماعي لدعم الشرعية من خلال عمليات / عاصفة الحزم / انطلاقا من الشعور بضرورة أن نعمل معا في روح من التكافل والتكامل.
وأوضح أن الجامعة العربية لا تنظر أبدا إلى سنة وشيعة على الإطلاق في تعاملها مع القضايا ، لافتا إلى أن إثاره الموضوع له أغراض سياسية من بعض الدول لإثارة الفتنة، والمسلمون يتبعون كتابا واحدا ويجب ألا نسقط في هذا الفخ أبدا.
وحول دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام القمة العربية لإنشاء ترويكا عربية للتوجه إلى الكونجرس الأمريكي للتحرك إزاء القضية الفلسطينية ، قال العربي إن بيان الرئيس الفلسطيني أظهر تزايدا في تأييد القضية الفلسطينية على مستوى العالم ، وأن عودة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي عقبة يجب التغلب عليها ، كما أن هناك عدم تفاهم بين الإدارة الامريكية وإسرائيل ويجب الاستفادة من ذلك.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن ما تميزت به الدورة الحالية للقمة العربية هو اتخاذ قرارات من أجل مواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي، موضحا أن الدورة الحالية للقمة العربية مثلت إرادة وتصميما لمواجهة التحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي بكل حزم وبكل وعي لما تمثله هذه التحديات من تهديد لبقاء الأمة واستقرارها وأمنها وتطلعات أبنائها.
وشدد شكري على أن قرار تشكيل قوة عربية كان أحد أوجه مواجهة الأمة العربية للتحديات التي تواجه أمنها القومي وللتأكيد على وجود هوية عربية تتخطى مجرد اللغة والثقافة والتاريخ المشترك لتعطينا زمام الحاضر وصنع المستقبل.
وأوضح وزير الخارجية المصري أن الأزمة والتطورات الخاصة بالأوضاع في اليمن كانت في صدارة الاهتمامات من جانب القادة خلال القمة، حيث حرص جميع القادة على تأكيد دعمهم للرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي ولوحدة واستقرار وأمن اليمن، باعتباره جزءا من الأمن القومي العربي بما يتطلب اللجوء إلى تقديم دعم سياسي وعسكري عربي لاستعادة الشرعية الدستورية استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادى.
وأشار إلى أن القمة حرصت أيضا على متابعة الأوضاع الخطيرة في كل من سوريا وليبيا وتأكيدها على ضرورة دحر التنظيمات الإرهابية ، فضلا عن اعتزام الدول العربية الاستقرار في إيلاء القضية الفلسطينية الأهمية التي تتناسب مع محوريتها بالنسبة للأمة العربية التي يزداد إصرارها على حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية اتساقا مع مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.
وأوضح أن مصر وهي تترأس هذه الدورة تدرك حجم التحديات التي تواجهها الأمة العربية ولكنها عازمة على العمل بكل جد كعهدها دوما مع الأشقاء العرب لا لكى تجتاز التحديات فحسب بل لتكون هذه الدورة برئاسة مصر نقطة انطلاق لتفعيل الرؤى العربية للتأثير في الحاضر ولصياغة المستقبل.