تصويت في 300 مركز انتخابي في نيجيريا اليوم بعد مشاكل تقنية

alarab
حول العالم 29 مارس 2015 , 11:19ص
أ.ف.ب
يتوجه الناخبون في حوالي ثلاثمائة مركز تصويت في نيجيريا مجددا اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع بعد يوم أول تخللته مشاكل تقنية وأعمال عنف من الانتخابات الرئاسية الأكثر احتداما في تاريخ البلاد.

وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة أن التصويت علق في ثلاثمئة مركز - من أصل 150 ألفا في سائر أرجاء نيجيريا - ستفتح أبوابها في الساعة 8.00 "السابعة بتوقيت جرينتش" من اليوم الأحد.
وفي هذه المراكز ستوضع أنظمة قراءة البطاقات الانتخابية البيومترية جانبا للعودة إلى استخدام الطرق اليدوية الكلاسيكية للتحقق من الهوية على ما أكد المتحدث باسم اللجنة الانتخابية كايودي ايدوو مساء السبت.

وينتخب حوالي 69 مليون ناخب في الإجمال من أصل 173 مليون نسمة- العدد الإجمالي للسكان في نيجيريا البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في إفريقيا- الرئيس وأعضاء مجلس الشيوخ الـ109 والنواب الـ360 في أول بلد منتج للنفط وأول قوة اقتصادية في القارة.

وقد صوت الرئيس غودلاك جوناثان المرشح لولاية جديدة أمس السبت في قرية أوتووكي مسقط رأسه في الجنوب النفطي المأهول بغالبية من المسيحيين، حيث سجلت أعطال أيضاً في المنظومة الجديدة لقراءة البطاقات الانتخابية البيومترية التي وضعتها اللجنة الانتخابية المستقلة.

وجميع الذين لم يتمكنوا على غرار الرئيس وزوجته من التعريف بأنفسهم بواسطة نظام القارئ الإلكتروني تم تسجيلهم يدويا. وبعد الإعلان عن تعليق عمليات التصويت حتى الأحد في 300 مركز، قال الحزب الديمقراطي الشعبي الحاكم مساء السبت إن هذا الخلل تسبب "في إحراج كبير على المستوى الوطني".

وعبر فيمي فاني-كايودي المتحدث باسم حملة جوناثان الانتخابية عن أسفه قائلا "كان الأولى إجراء اختبار أثناء إحدى الانتخابات الصغيرة، قبل تعميم (هذه المنظومة) في انتخابات بهذا الحجم".

لكن المؤتمر التقدمي بزعامة الجنرال السابق محمد بخاري الخصم الرئيسي للرئيس جوناثان في الانتخابات الرئاسية دافع عن المنظومة الجديدة لتسجيل الناخبين أثناء الحملة الانتخابية، معتبرا أنها تسمح بتجنب عمليات التزوير الانتخابي المتكرر في نيجيريا.

وندد بخاري الذي صوت بعد ظهر السبت في معقله دورا في الشمال المسلم، بـ"كل الأفكار السلبية بشأن الانتخابات النيجيرية التي لم تجر إذ أن خمس ولايات تأثرت" بالأعطال.

غير أن الاضطرابات التقنية لم تكن المشاكل الوحيدة التي واجهتها مراكز التصويت في البلاد حيث توجه الناخبون بأعداد كبيرة بدءا من مخيمات النازحين في مايدوغوري بشمال شرق البلاد وصولا إلى مدينة لاجوس الكبرى في الجنوب. ووصل مسؤولو عمليات التصويت والمعدات الانتخابية إليها في أغلب الأحيان بعد التوقيت الرسمي لبدء الاقتراع.

أما جماعة بوكو حرام التي هددت بتعطيل الانتخابات فيبدو أنها كانت على الموعد، إذ يشتبه في قيام هذه الجماعة التي أعلنت مبايعتها تنظيم الدولة الإسلامية بهجمات دامية عدة على مراكز تصويت ومسؤولين محليين.

وقد قتل مسلحون أمس السبت سبعة نيجيريين في أربع قرى في ولاية غومبي "شمال شرق" -غالبا ما استهدفها إسلاميو بوكو حرام في الماضي.

وأعلن نائب عن ولاية بورنو "شمال شرق" السبت أنه تم قطع رؤوس 23 قرويا مساء أمس في بلدة بوراتاي على يد إسلاميين على ما يبدو دون أن يعرف ما إذا كان ذلك له صلة بالانتخابات.

واليوم الأحد انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن منذ الفجر في كل أراضي نيجيريا تخوفا من وقوع اعتداءات جديدة للإسلاميين وأعمال عنف سياسية.

وأمس السبت حظر تنقل العربات في جميع المدن خلال قسم كبير من النهار. كذلك في لاجوس خلت الشوارع التي تعج عادة بالازدحام والحركة خلال الليل والنهار، إلا من بعض حواجز الشرطة والشرطة.

وأثناء الانتخابات الأخيرة في 2011 قتل حوالي ألف شخص في مواجهات تلت عمليات التصويت.

وستعلن نتائج عمليات التصويت بحسب اللجنة الانتخابية في غضون الثماني وأربعين ساعة بعد إغلاق آخر مراكز الاقتراع -وهي مهلة قابلة للتمديد نظرا إلى الاضطرابات التقنية الأخيرة.

وتعتبر الانتخابات الرئاسية في عطلة نهاية هذا الأسبوع برأي المعلقين الأكثر احتداما في تاريخ الديمقراطية النيجيرية.

وقد دعا جوناثان "57 عاما" الناخبين إلى منحه ولاية ثانية رغم حصيلة أدائه التي انتقدت كثيرا وتخلل عهده صعود التمرد الإسلامي في الشمال وتدهور تاريخي لأسعار النفط العالمية التي أثرت سلبا في الاقتصاد.

أما بخاري "72 عاما" الذي قاد البلاد بيد من حديد على رأس حكم دكتاتوري عسكري في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، فيقدم نفسه على أنه "ديمقراطي متنور" ويحظى بدعم المعارضة الأكثر وحدة من أي وقت مضى.