مع دخول فصل الشتاء وموسم التخييم السنوي، تنشط الرحلات البرية والبحرية التي تستمر لأيام أو أسابيع، الأمر الذي يتطلب وضع نظام غذائي صحي أثناء قضاء هذه الرحلات مثل تحضير الوجبات الخفيفة الصحية مسبقاً.
وقدمت الأستاذة موضى حمد الهاجري مدير قسم التغذية العلاجية والمجتمعية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، مجموعة من النصائح الصحية لأصحاب التخييم والرحلات والنزهات البرية والبحرية، خاصة في ظل الشتاء الراهن بهدف الحفاظ على وزن الجسم مع تناول أطعمة مفيدة أثناء موسم التخييم الذي يشجع على الأكل والطبخ.

تقول الهاجري «كل منا يبحث عن متنفس له، بعد أن أثقلت الانشغالات والضغوطات اليومية حياته، ولذا تأتي الحاجة إلى القيام برحلة عائلية قصيرة داخل البلاد من خلال موسم التخييم للهروب من الضغوطات، ومن المؤكد فإن البطون في العطل المنعشة تشتهي كل ما طاب وتحديداً في هذه الأجواء، إذ لا تخلو الأجواء من حفلات الشواء، وتناول الأطعمة المختلفة بجانب الحلويات» محذرة من أن «هذه الأمور قد تهدد الصحة والرشاقة، ونحن نريد الاستمتاع بموسم التخييم بدون مشاكل صحية مثل زيادة الوزن أو ارتفاع السكر أو ارتفاع الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم».
ودعت إلى «الحرص على تناول الوجبات الخفيفة الصحية التي تحتوي على البروتينات، والدهون الصحية، بجانب احتوائها على الكربوهيدرات، والابتعاد عن تناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على الكربوهيدرات والسكريات والدهون المشبعة مثل الشيبس والحلويات والشكولاتة، مما قد يسبب الارتفاعات والانخفاضات الحادة في مستوى السكر في الدم». 
نصحت مدير قسم التغذية العلاجية، بوجبات خفيفة صحية مثل اللبن الزبادي اليوناني الخالي من الدسم لاحتوائه على كمية أعلى من البروتينات من اللبن العادي، وأصابع الجبن مع الفواكه، والبسكويت المصنوع من القمح الكامل، والمكسرات غير المملحة أو غير المحمصة، والحبوب والفواكه المجففة والخضراوات والسلطات والفواكه والسندويتشات الصحية.

احتمالات مغرية
وحذرت الهاجري، من تناول العينات الصغيرة من الطعام خلال موسم التخييم والرحلات والأجواء الترفيهية الأمر الذي قد يؤدي إلى احتمالات مغرية لتناول الطعام في المطاعم والمقاهي والبوفيهات، إلا أنها أتاحت نهج العينات الصغيرة بشرط تقسيم الصحن الصحي إلى 3 أقسام نصف الصحن يحتوي على الخضراوات سواء كانت مطبوخة أو سلطة خضراء فريش بأنواعها وربع الصحن يحتوي على النشويات مثل الخبز أو الأرز أو المعكرونة أو البطاطس وغيرها، أما الربع الآخر فيحتوي على البروتين مثل الدجاج أو اللحم أو السمك المشوي أو المسلوق والابتعاد عن طريق طهي الطعام بالقلي. 
وطالبت بضرورة شرب الماء للوقاية من الجفاف لأنها من ضروريات التخييم لأهميتها في الحفاظ على الوزن والطاقة في الجسم، إذ تزيد أهمية شرب الماء في العطل والرحلات، ولذا ينصح الرجال بشرب 13 كوباً من الماء يومياً، أما النساء يجب أن يشربن 9 أكواب من الماء يومياً.

سعرات زائدة
عن تناول الكرواسان والكعك الحلو والمعجنات والأطعمة الدسمة مثل شرائح اللحم البارد، أكدت الهاجري أنها غير مناسبة كوجبات أثناء موسم التخييم لكونها ثقيلة على المعدة ويصعب هضمها، إضافة لكونها غنية بالسعرات الحرارية التي لا يحتاجها الجسم والتحذير من تناول الأطعمة الخفيفة بدافع الملل أثناء موسم التخييم. 
وأضافت إنه «من المهم أيضا استبدال المشروبات الدسمة مثل السحلب والشوكولاتة الساخنة بالمشروبات العشبية مثل الشاي الأخضر أو القرفة، لأنها لا تحتوي على سعرات حرارية، إلى جانب الاعتماد على شوربات قليلة السعرات الحرارية بدلاً من الشوربات الدسمة مثل شوربة الكريمة لأنها غنية بالسعرات الحرارية أو تحضير شوربة الكريمة باستخدام حليب منزوع الدسم».

طعام الأطفال
وتنتاب الأمهات حيرة شديدة في اختيار نوعية الطعام الواجب تقديمه عند خروج أطفالهن في رحلة ليوم واحد، دعت الهاجري الأمهات للاهتمام بنوعية الطعام لأنه مصدر الطاقة الوحيد الذي يمنح الطفل القوة والنشاط للتمتع بأنشطة الرحلة، مضيفة أنه توجد أغذية غير مفضلة خاصة المملحة كالشيبس والمكسرات المملحة لاحتوائها على نسبة عالية من الصوديوم؛ ما يزيد من احتياج الجسم للماء في الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة.
وتابعت قائلة «كذلك الحلويات والشوكولاتة، لأن السكر الأبيض فيها يرفع غلوكوز الدم، ويحفز المخ على إرسال إشارة عصبية إلى البنكرياس ليفرز الأنسولين، فيحدث استقلاب، وهبوط مفاجئ في غلوكوز الدم؛ ما يشعر الطفل بالجوع مرة أخرى، ويفضل استبدال ثمار الفاكهة الطازجة بها، وكذلك المشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكافيين المدرة للبول».
وطالبت بالابتعاد عن الأطعمة سريعة التلف وتجنب الأجبان والألبان والدواجن والبيض، نظرًا لسرعة تلفها، ما قد يصيب الطفل بالتسمم الغذائي، والابتعاد كذلك عن المشروبات المعلبة لاحتوائها على نسبة عالية من السكر، وكمية قليلة من الألياف، ما يجعلها غير صحية للأطفال وقت الرحلات، ويفضل أن تُعِدي عصائر طازجة في المنزل قليلة السكر كالليمون والبرتقال المثلج، وتجنب الوجبات السريعة لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون، والسعرات الحرارية، وكمية قليلة من الألياف والفيتامينات والمعادن، ما يجعلها وجبة فقيرة في قيمتها الغذائية.

7 نصائح للاستجمام بالكشتة

يظل اللجوء إلى رحلات التخييم أحد الخيارات المفضلة للكثيرين من الباحثين عن الاستجمام والهدوء، حيث يستطيع المخيمون بفضل تلك الرحلات الابتعاد عن الزحام وضجيج المدن وضوضاء وصخب الحياة. 
ويمكن إتباع هذه الإرشادات والنصائح من أجل الاستجمام بالتخييم، أولا التخطيط الجيد للرحلة قبل الانطلاق بها ووضع خطة مفصلة تشمل موعد التخييم والموقع إذا كان على الشاطئ أو في الصحراء، ثانيا احتساب تكاليف رحلات التخييم مما يسهل على المخيمين الكثير من الأشياء وسيجعلهم يستمعون بقدر أكبر في ضوء الميزانية التي خصصتها لنفسك، ثالثا إقامة الخيمة عكس اتجاه الرياح للابتعاد عن الدخان، رابعا الاطلاع على نشرة الطقس الإخبارية للتأكد من أن الطقس مناسب لانطلاق للرحلة، خامسا التأكد من تشغيل إعدادات الموقع على هاتفك الجوال لسهولة وصول الآخرين إلى موقع التخييم بسهولة، سادسا تبليغ أحد من أفراد العائلة أو الأصدقاء بموقع التخييم، سابعا قراءة ومعرفة قانون التخييم بدولة قطر والذي من خلاله يتم تنظيم المخيمات ومنع حالات الفوضى ومن خلال هذا القانون يتم تحديد مراكز التخييم المسموح بالتخييم فيها.

الطريقة الصحيحة لشواء اللحم

نصحت الأستاذة موضى الهاجري مديرة قسم التغذية العلاجية، المخيمين بضرورة الحفاظ على الصحة أثناء شوي اللحم بشكل صحي وسليم والحذر من وضع اللحم فوق الجمر مباشرة للتسريع في عملية الشواء، والحذر من دخان الفحم الذي يحتوي على مواد مسرطنة، موضحة أنه «من الأفضل وضع الفحم إلى جانب اللحم وليس تحته مباشرة، ويُعدّ ترك اللحم لفترة طويلة فوق حرارة الفحم أمرا سيئا، ومن شأن سقوط قطرات من دهن اللحم على الجمر، أن يؤدي إلى تصاعد الدخان بشكل كبير، ويكون مليئا بالغازات السامة».
وأضافت إنه من المهم وضع أوراق الألومنيوم أثناء عملية الشوي لعدم تعريض شريحة اللحم للحرارة العالية، لأن ذلك سيتسبب باحتراق الطبقة الخارجية، وترك الطبقات الداخلية غير ناضجة، وعدم شوي اللحم المجمد مباشرة، وأنه لابدّ أن يتجنّب سحبها من الثلاجة ووضعها مباشرةً على النار.
ودعت إلى تقليب شرائح اللحم مرة واحدة فقط وأنه من الأخطاء الشائعة القيام بتقليب شرائح اللحم عدة مرات أثناء شويها، خاصةً عندما تكون الحرارة مرتفعة. 
وتقول الهاجري إنه «عادة يحصل التسمم الغذائي في المخيم نتيجة عدة أسباب وتأتي من هنا أهمية مدى رصد التسمم من البداية، مثل نقص النظافة أو تلوث أماكن ذبح الحيوانات، أو استخدام لوح واحد للتقطيع يكون للخضراوات واللحوم والدواجن والأسماك وتناول أطعمة انتهت مدة صلاحيتها أو تناول طعام غير مطبوخ بشكل جيد أو ملوث بالبكتيريا، أو عدم حفظ الأطعمة في درجة الحرارة المطلوبة أو عدم التخزين الجيد للأغذية خاصة المعلبة منها.