«منصة طافية».. براءة اختراع جديدة لجامعة قطر

alarab
محليات 28 ديسمبر 2022 , 12:30ص
علي العفيفي

حصلت جامعة قطر على براءة اختراع جديدة باسمها عن منصة طافية للاستخدام في المياه الضحلة المصممة لأغراض بيئية، حيث تسعى حاليا لتطويرها بالتعاون مع شركاء خارجيين وتوظيفها في العمل البحثي أو الاستخدام السياحي.
ونجحت الجهود البحثية لمركز العلوم البيئة في جامعة قطر في تطوير المنصة الطافية بغرض دراسة تجمعات محار اللؤلؤ في مواقع ساحلية مختلفة، حيث تم التحقق من قدرتها على إنجاز المهام البحثية في المياه الضحلة التي لا يتجاوز عمقها المتر الواحد في المياه القطرية الوطنية البحرية الممتدة لعدة كيلومترات من الخط الساحلي.
وتضم البيئة البحرية الضحلة في الدولة أكثر النظم البحرية أهمية مثل حواجز المحار، والأعشاب البحرية، وطبقات الطحالب، ولكنها تتفاعل أيضًا بشكل تكاملي مع النظم البيئة الأخرى البحرية مثل غابات أشجار القرم والشعاب المرجانية ومع ذلك، فإن هذه النظم البيئية الضحلة المهمة لا يمكن وصول العلماء إليها تقريبا لوقوعها في منطقة وسطى حيث يصعب الوصول إليها من الساحل بواسطة الزوارق لضحالة المياه وكذلك بعدها عن المناطق البحرية العميقة.
وطور العلماء في مركز العلوم البيئية، المنصة الطافية بغرض تسهيل جمع العينات اللازمة والوصول إلى المناطق التي يصعب وصول القوارب الكبيرة إليها، حيث يكون من الضروري جمع مياه البحر والتربة والكائنات البحرية، وبعد جمع العينات يتوجب بسرعة معالجة هذه المواد ونقلها مرة أخرى إلى السيارة المتوقفة على بعد عدة كيلومترات على الشاطئ.
ويقول الدكتور برونو جيرالديس أستاذ مساعد في مركز العلوم البيئية مصمم المنصة الطافية، إنه «يجب على العلماء في دولة قطر عند دراسة هذه الموارد الطبيعية، أن يحملوا عشرات الكيلوغرامات من العينات لمسافة كيلومترات، مشيا في المياه الضحلة والمشي عدة مرات في المناطق التي غمرتها المياه على غطاء أرضي يحتوي على الكثير من الصخور الحادة».
ويضيف جيرالديس أنه بناء على ذلك «قمت بتصميم هذه المنصة الطافية الجديدة لحل هذه المشكلة اللوجستية التي تواجه علماء مركز العلوم البيئية بجامعة قطر باستمرار»
وعن سمات المنصة الطافية، يوضح أنها تجمع بين الصلابة لمقاومة القيعان الصخرية الحادة، وقدرة طفو جيدة لتحميل 400 كجم، وكفاءة في نقل العينات في المياه الضحلة، والتوازن والاستقرار الجيد لنقل الأشخاص والعينات، والعمل كمنصة لمعالجة العينات التي لا تزال في موقع البحث، وخفة الوزن لسهولة نقلها إلى البر.
وأكد الدكتور برونو جيرالديس أن النموذج الأولي للمنصّة الطافية عمل دون مشاكل خلال إجراء العديد من المسوحات في مشاريع بحثية مختلفة منذ عام 2018 وتم التحقق من قدراته بنجاح من نقل المعدات والعينات والباحثين.
وصرح جيرالديس بأن المنصة الطافية نالت براءة اختراع برقم «US2021 / 0387701A1»، حيث تحتفظ جامعة قطر بحقوقها، موضحا أنها جاهزة حاليا لمرحلة التسويق ولتحقيق المستوى النهائي في مؤشر مستوى الجاهزية التكنولوجية.
وأضاف إن مركز العلوم البيئية بالجامعة يبحث الآن عن شركاء لزيادة تطوير واستكمال هذه المنصة بهدف تحسين استراتيجيات التصنيع، وبشكل خاص استراتيجية المحركات والدفع والتحسينات الجمالية واستراتيجية خط الإنتاج، مبينا أنه يمكنه التصنيع لاستخدامين مختلفين الأول العلمي والتقني كأداة عمل في مفهوم الخدمة الشاقة للوصول إلى هذه البيئات الضحلة، والثاني في الاستخدام السياحي للنزهات، أو حمامات الشمس أو فقط للسباحة مع الأصدقاء والعائلة على انفراد في المناطق البحرية الضحلة بعيدًا عن الشواطئ المزدحمة.
ويستطيع العلماء أثناء استخدام المنصة، جمع المواد ووضع العينات على الفور في وعاء موضوع على سطح المنصّة، باستخدام نفس السطح المستوي للزورق واعتبارها كمنصة علمية للمعالجة الأولية للعينات البيولوجية والجيولوجية والكيميائية.