«حوار مع» تستعرض ركائز تطوير النحو العربي

alarab
ثقافة وفنون 28 ديسمبر 2021 , 12:40ص
الدوحة - العرب

ناقشت مبادرة «حوار مع»، «المحاور النحوية وأثرها في تطوير النحو العربي»؛ حيث تم بث الجلسة مساء الإثنين عبر قناة يوتيوب الملتقى القطري للمؤلفين. جاء ذلك ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، التي أطلقها الملتقى، بالتعاون مع اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم، الذي يتواصل من 18 ديسمبر الحالي حتى الأول من مارس المقبل، وهو اليوم العربي للاحتفاء بلغة الضاد. وقد استعرض الدكتور علي عفيفي مقدم المبادرة سيرة ضيفه الدكتور أنس محمد رأفت سعيد؛ فذكر أنه تخرج في قسم اللغة العربية، بكلية الإنسانیات والعلوم الاجتماعية بجامعة قطر، سنة 1996، بتقدير ممتاز، وحصل في عام 2002 على درجة الماجستير بتقدير جيد جدًا، والدكتوراه عام 2010، بمرتبة الشرف الأولى، وعمل معيدًا بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة المنوفية (مصر) في عام 1998، ثم مدرسًا للنحو والصرف بالكلية ذاتها، كما عمل محاضرًا بكلية أحمد العسكرية بدولة قطر، إضافة إلى تقديمه الاستشارات اللغوية للمؤسسات الثقافية في دولة قطر، ومنها وزارة الثقافة، أما إنجازاته في مجال الكتابة، فله كتابان منشوران، الأول بعنوان «المحاور النحوية جمع ودراسة موضوعية»، والثاني بعنوان «النحو العربي في إطار المحاور النحوية تأسيس وتأصيل وتحليل». وأكد الدكتور أنس خلال الجلسة أن المحاور النحوية متعلقة بتأسيس علم النحو؛ فالمؤسس الأول لعلم النحو أبوالأسود الدؤلي، الذي كان في عهد علي بن أبي طالب أميرًا على البصرة، التي اشتهرت بكونها ميناء وسوقًا تجاريًا يجتمع فيه التجار من كل مكان، عربًا وعجمًا ورومًا، فبدأ اللحن يتفشى في الألسن، حتى وصل اللسانَ العربيَّ، ثم بدأ يدخل في القرآن الكريم، فانزعج لذلك أمير البصرة، الذي كان من قبيلة «كنانة»، وكان فصيح اللسان، فقرر وضع مباحث في المرفوعات والمنصوبات والمجرورات وغيرها، وأشار إلى أن مؤسس النحو وضع القواعد بتلقائية بعيدًا عن الفلسفة، وكانت غايته حماية اللغة العربية في ظل التنوع الثقافي الذي تعيشه البلدان العربية، واختلاط العرب بغيرهم.  وأكد الدكتور أنس أن قراءات القرآن الكريم متعددة حتى أن الصحابة لم يكونوا ملمين بجميع القراءات، وبالتالي فإن من لا يعلم نوع القراءة يعتبرها لحنًا، وهو ما دفع الدؤلي للاجتهاد لأجل المحافظة على اللسان العربي وتدوينه، وجاء بعده سيبويه، الذي طور علم النحو، ووضع له قواعده الأساسية.  وقال «يقصد بالنحو أن تتكلم مثلما تكلمت العرب التي نزل القرآن بلسانها، وهو ما يقتضي النزول للقبائل العربية، وتصنيفها للوصول للقبيلة التي احتفظت بالقدر الأكبر من الفصاحة، والابتعاد عن القبائل القريبة من العجم والروم». وأضاف: كانت قريش أفصح القبائل العربية؛ حيث ابتعدت عن الألفاظ الغريبة، التي تنفر منها الأذن والنفس، وهو ما جعل كلمات القرآن الكريم سهلة ميسورة، خاصة أن تناقل اللغة يتم بالسمع، ومن هنا بدأت المحاور النحوية، التي تقوم بمهمة البناء على المطرد، وإنزال المؤثرات النحوية منزلة المؤثرات الحقيقية. والمحاور النحوية هي مجموعة من الركائز المنطقية والعقلية المساعدة على وضع قواعد اللغة العربية. وأشار إلى أن اهتمامه بالمحاور النحوية بدأ منذ أن كان طالبًا في الجامعة؛ حيث كان يقف عند مسائل غريبة، وإشكاليات كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بالقرآن الكريم، وكانت المعضلة الكبرى، التي واجهته تتمثل في ترتيب المحاورالنحوية؛ فلم يهتم النحاة بترتيبها، وكان عدم الاهتمام سببا رئيسًا في حصول الخلاف بينهم أثناء محاولاتهم حل المسائل النحوية. وعرف المحاضر مفهوم المحاور النحوية؛ بأنها مجموعة الركائز العقلية والمنطقية، التي اعتمد عليها النحاة، لوضع القواعد، كما عرف النحو بأنه انتحاء سمت كلام العرب؛ أي يعلم طلاب العربية كيف يتحدثون مثلما تحدثت العرب الأولى، ثم بين المحاور النحوية مرتبةً؛ فبدأ بمحور المعنى لأنه أساس الكلام، ثم ذكر محور الإطراد لأن القواعد لا تُبنى إلا على المطرد، ثم محور إنزال المؤثرات النحوية منزلة المؤثرات الحقيقية، وبين المقصود من المحور الأخير. وأوضح د. أنس أن المحاور كانت لوضع القواعد وحل المشكلات النحوية، وضرب أمثلة لذلك، ووجه رسالة لمعلمي اللغة العربية يدعوهم فيها إلى الاهتمام بالنحو الوظيفي، وعدم التركيز على ماذا قال سيبويه وغيره؛ لافتا إلى أن هذا العلم وضع أساسًا للحفاظ على اللغة العربية، وحتى يتكلم الناس باللسان العربي السليم، فإذا تخرج الطالب من الجامعة غير متقن اللغة العربية، فهذا يعني أن أساتذتها لم يؤدوا الأمانة، وقال «إن كتب النحو لم تكتب ليكون الطالب مشغولا بأقوال النحاة، بل كتبت ليكون الطالب قادرًا على التحدث باللغة التي نزل بها القرآن الكريم».