«التخييم» ينتشل سوق السيارات المستعملة من الركود
اقتصاد
28 نوفمبر 2015 , 12:03ص
نور الحملي
أكد تجار سيارات مستعملة أن موسم التخييم دفع عددا من المواطنين والمقيمين على حد سواء، إلى الإقبال على شراء سيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي أعاد بعض النشاط إلى سوق السيارات المستعملة خلال هذا الشهر.
وتوقع هؤلاء، في حديثهم لـ «العرب»، أن يزيد الإقبال خلال الشهر المقبل على هذا النوع من السيارات المخصصة للطرق الوعرة بسبب موسم التخييم، فيما أكدوا شبه ركود في حركة بيع السيارات السيدان بسبب طرح وكالات السيارات الطرازات الحديثة لعام 2016.
وقالوا إن طرازات العام الجديد أدت إلى إحداث شبه ركود في سوق السيارات السيدان المستعملة في الدوحة، لافتين إلى إقبال عدد كبير من المواطنين والمقيمين على شراء موديلات السنة الجديدة، والتي تشملها عروض ممتازة في أغلبها.
بداية، يقول تاجر السيارات محمد صلاحات إن موسم التخييم دفع عددا من المواطنين والمقيمين الراغبين في التخييم، إلى شراء السيارات المستعملة ذات الدفع الرباعي، مؤكداً أن هذا أدى إلى زيادة حركة البيع بعض الشيء.
إلا أنه في الوقت ذاته، يشير إلى أن طرح وكالات السيارات الطرازات الحديثة لعام 2016، أدى بالطبع إلى عزوف حصة كبيرة من زبائنهم عن شراء المستعمل في الوقت الحالي، مما أدى إلى انخفاض مبيعاتهم خلال هذا الشهر مقارنة بشهري سبتمبر وأكتوبر.
ويضيف صلاحات أن موسم الدراسة ساهم كثيراً في تعويض جزء من الخسائر التي تكبدتها معارض السيارات المستعملة خلال موسم الصيف، الذي كان يعاني ركوداً شديداً، إلا أنه ما لبث أن عاود الركود مرة أخرى مع طرح الطرازات الحديثة من السيارات.
ويؤكد أن أحد التحديات التي تواجه أصحاب معارض السيارات المستعملة في الدوحة كذلك، هو لجوء المواطنين والمقيمين إلى مواقع التسويق عبر الإنترنت لعرض السيارات وشرائها ما أضر بمصالحهم، وساهم بشكل لافت في عزوف الزبائن عن الإقبال على معارضهم لتمسي عملية بيع وشراء السيارات عبر الشبكة العنكبوتية الخيار الأسهل والأكثر ضمانة لديهم.
ومن المعروف أن تذبذب سوق السيارات المستعملة، ما بين الارتفاع والانخفاض يعتمد بالدرجة الأولى على حالة العرض والطلب، فضلا عن طرح وكالات السيارات الموديلات الجديدة كل عام، مما يسهم بشكل مؤثر في انخفاض سوق السيارات المستعملة وعدم الإقبال على شرائها في هذه الفترة، حيث يفضل الزبون شراء السيارة الجديدة، كنوع من الضمان والأمان بالنسبة له، وعدم تعرضها لأية أعطال فضلا عن أنها تتمتع بالصيانة الكاملة لسنوات بعد الشراء، وغيرها من المزايا العديدة للسيارة الجديدة.
كما أن ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات وارتفاع أجور الصيانة، يجعل الزبون يبتعد عن شراء سيارة مستعملة، ويفضل شراء سيارة جديدة، رغم ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، ولكن هذا الفرق في السعر يكون ثمن راحة الإنسان وراحة باله.
وفي هذا الصدد، يشير تاجر السيارات سيد سلامة إلى أن السيارات المستعملة ليست بالضرورة أن يكون بها عيوب، بل على العكس، فإن هناك سيارات مستعملة تكون بحالة جيدة جداً، وأسعارها تقل عن الجديد بأكثر من %40.
ويضيف سلامة: «يفضل الزبائن اقتناء سيارة مستعملة تعينه على القيام بواجباته اليومية، بدلاً من شراء السيارات الحديثة التي يزيد ثمنها بنحو الضعف، ولكن تواجهنا بعض التحديات التي تتسبب في ركود حركة البيع، منها موسم الصيف وطرح الطرازات الحديثة، فيما عدا ذلك تكون حركة البيع جيدة».
ويشير إلى أن سوق السيارات المحلية حالياً تعاني بسبب مواقع التسويق عبر الإنترنت التي يجد فيها الناس وسيلة أسهل وأسرع لترويج مركباتهم، ويجد فيها المشتري الطريق الأقصر للوصول إلى الطراز الذي يرغبه وبسعر أقل، ما يجعل السوق التقليدية تعاني من ركود حاد جدا في المبيعات عبر تلك المعارض.
ويضيف أن جميع وكالات السيارات المختلفة بالدولة تتنافس في طرح عروض ترويجية موسعة تشمل تخفيضات في الأسعار، تسهيلات في الدفع، عروض التأمين والتسجيل المجاني، بالإضافة إلى تيسيرات الحصول على التمويل اللازم للشراء، بهدف زيادة المبيعات، مؤكداً أن هذه العروض الترويجية تجذب بالطبع فئة كبيرة من الزبائن لشراء الطرازات الحديثة، وبالتالي فإنها تسحب من حصة زبائن السيارات المستعملة، الأمر الذي تسبب بشكل كبير في شبه ركود في سوق المستعمل في الوقت الحالي.