نادي قطر يستحق الصدارة عن جدارة واستحقاق

بغداد بونجاح أعاد اكتشاف نفسه.. وفيراتي إضافة فنية كبيرة للدحيل

التحكيم هذا الموسم أكثر من ممتاز ونرفع القبعة للحكام القطريين

ثقتي كبيرة أن السد سيعود أقوى.. فهو زعيم الكرة القطرية مهما تعثَّر

بعد تدهور نتائج فريق السد بشكل غير مسبوق في الموسم الحالي، باتت جماهير الزعيم تشعر بقلقٍ كبير على مستقبل فريقها محليًا وقاريًا، خصوصًا بعد الخسارة الأخيرة أمام العربي بثلاثة أهداف لهدف في الجولة الثامنة من دوري نجوم بنك الدوحة، والتي كشفت حجم التراجع في الأداء والمستوى رغم وفرة النجوم المحليين والعالميين في صفوف الفريق. الزعيم الذي اعتاد المنافسة على الألقاب والهيمنة على البطولات، وجد نفسه هذا الموسم بعيدًا عن القمة، ومهددًا بفقدان بريقه الآسيوي الذي طالما تميز به.
وفي ظل هذا الواقع، ارتفعت الأصوات المطالبة بضرورة عودة المدرب السابق تشافي هيرنانديز، الذي كان وراء الانطلاقة المذهلة للفريق في السنوات الماضية، لما يمتلكه من فكر تكتيكي مميز وشخصية قيادية قادرة على إعادة الانسجام للفريق. حول هذا التراجع وأسباب الأزمة الحالية، وحظوظ الأندية الأخرى، وملاحظاته على مستوى الدوري، تحدث نجم السد والعنابي السابق ضاحي النوبي لـ «العرب» في حوارٍ صريح ومفتوح، تناول فيه العديد من الجوانب الفنية والتحليلية، مؤكدًا ثقته في أن السد قادر على النهوض مجددًا، إذا ما تم اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

◆ كيف ترى تراجع السد هذا الموسم؟
¶ الحقيقة أن تراجع السد لم يكن متوقعًا أبدًا، خصوصًا بالنظر إلى جودة اللاعبين المحليين والمحترفين في صفوفه. الفريق يمتلك أسماء من الطراز الرفيع، لكن المشكلة ليست في الأسماء، بل في الأداء الجماعي وفقدان الهوية التي عرف بها الزعيم لسنوات طويلة. هناك غياب واضح للانسجام بين الخطوط، وافتقاد للحلول في الثلث الهجومي رغم وجود نجوم كبار مثل أكرم عفيف وفيرمينو والهيدوس. السد بحاجة ماسة إلى مدرب يملك الكاريزما والفكر التكتيكي لإعادة ترتيب الأوراق.

◆هل ترى أن عودة تشافي هي الحل؟
¶ بكل تأكيد، تشافي هو الأنسب للمرحلة الحالية. هو يعرف عقلية اللاعبين وطبيعة النادي وجماهيره، وسبق أن جعل من السد نموذجًا في الأداء الجماعي والضغط العالي والكرة الممتعة. رحيله ترك فراغًا كبيرًا لم يُملأ حتى الآن، وأعتقد أن عودته ستكون بمثابة نقطة تحول، لأن شخصيته القيادية وتأثيره النفسي على اللاعبين لا يُقدّران بثمن. لا ننسى أن الفريق معه وصل إلى مستوى آسيوي مميز وكان قريبًا من التتويج القاري.

◆ برأيك.. ما أبرز الأسباب الفنية وراء تدهور المستوى؟
¶ من وجهة نظري، هناك ثلاثة أسباب رئيسية: أولًا غياب الهوية التكتيكية، ثانيًا ضعف الجانب الدفاعي في التغطية والتمركز، وثالثًا تراجع الثقة عند اللاعبين نتيجة توالي النتائج السلبية. السد فريق بُني على الهجوم والسيطرة، لكن عندما يفقد توازنه في الدفاع ويتراجع النسق البدني، تظهر الفوارق بوضوح، كما أن غياب القائد الفني داخل الملعب مؤثر جدًا.
◆ ما تقييمك لمستوى دوري نجوم بنك الدوحة هذا الموسم؟
¶ الدوري هذا العام قوي وممتع، وهناك تقارب في المستويات بين أغلب الفرق. نادي قطر يقدم مستويات رائعة ويستحق الصدارة وبجدارة. لديه منظومة متكاملة من إدارة فنية ولاعبين يعرفون ماذا يريدون من كل مباراة. الريان أيضًا فريق كبير، وقد تحسّن أداؤه كثيرًا، فقط يحتاج إلى التوفيق في بعض المباريات، وأعتقد أنه سيكون منافسًا قويًا على اللقب إن استمر بهذا النسق. وظهر نجوم واعدة ، وهذا شيء يبعث على التفاؤل. أعجبني كثيرًا محمد خالد من العربي . كذلك أحمد الجانحي وأيوب العلوي من الغرافة،  وهؤلاء الشباب يحتاجون إلى الثقة والدعم المستمر من الأجهزة الفنية  .
◆ من أكثر المحترفين الذين لفتوا نظرك هذا الموسم؟
¶ بغداد بونجاح لفت الأنظار مجددًا، وأثبت أنه مهاجم من طراز خاص، استطاع أن يعيد اكتشاف نفسه ويعود لمستواه الحقيقي مع السيلية. أيضًا الإيطالي ماركو فيراتي مع الدحيل يقدم إضافة فنية رائعة، وجوده في وسط الميدان يمنح الفريق ثقة كبيرة بفضل خبرته العالية وقدرته على ضبط الإيقاع، وهو نموذج للاعب المحترف الحقيقي.

◆ كيف ترى أداء الحكام في الدوري حتى الآن؟
¶ التحكيم هذا الموسم أكثر من ممتاز، والحكام يقدمون مستويات مشرفة جدًا. الأخطاء البسيطة واردة في أي بطولة، لكنها لا تؤثر على عدالة المنافسة. نرفع القبعة لكل حكم قطري يعمل بجد ويطور نفسه، وأرى أن التحكيم المحلي وصل إلى مرحلة نضج كبيرة بفضل البرامج التطويرية والدعم من اتحاد الكرة.

◆ ما الرسالة التي تود توجيهها لإدارة السد وجماهيره؟
¶ رسالتي بسيطة وواضحة: لا تفقدوا الثقة، فالسد نادٍ كبير، ويمر بفترة مؤقتة يمكن تجاوزها بالعمل والهدوء. على الإدارة أن تتخذ قرارها سريعًا بشأن الجهاز الفني لأن التأخير سيكلف الفريق أكثر، خصوصًا على المستوى القاري. أما الجماهير، فأقول لهم كونوا كما عهدناكم، أوفياء في كل الظروف، لأن السد يحتاج دعمكم الآن أكثر من أي وقت مضى.