أكد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية أن العلاقات الثنائية مع دولة قطر تكتسب أهمية استثنائية، وأن البلدين حليفان استراتيجيان، يجمعهما تحالف صادق ومتين، قوامه الاحترام المتبادل، ورعاية المصالح المشتركة، والوقوف مع الحق، ولطالما كنا سويا كتفا إلى كتف، في العسر واليسر، والرخاء والشدة.
وقال «إن هناك التزاما بالحفاظ على الزخم الحالي وتعزيزه في جميع المجالات، ضمن رؤية استراتيجية طويلة الأجل، لتكتسب علاقاتنا مزيدا من القوة عاما بعد آخر».
جاء ذلك خلال احتفال سفارة جمهورية تركيا لدى الدولة بمرور 99 عاما على تأسيس الجمهورية، بحضور سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة رئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز تركي السبيعي، وزير البلدية، وسعادة السيد غانم بن شاهين بن غانم الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، مدير إدارة المراسم في وزارة الخارجية، وسعادة السفير علي إبراهيم، سفير دولة إريتريا، عميد السلك الدبلوماسي.
وقال سعادة السفير «توجت العلاقات التركية القطرية بآلية الانعقاد المنتظم لاجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا سنويا، بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأخيه صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث بلغ عدد الاتفاقيات منذ تأسيس اللجنة في 2014 ما يقرب من 100 اتفاقية.
ونوه بأن حجم التبادل التجاري بين بلدينا الذي زاد خلال السنوات الخمس الأخيرة 60 في المائة كما زاد حجم الصادرات التركية إلى قطر بنسبة 200 في المائة في نفس الفترة.
وشدد سعادته على أهمية كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، ذلك الحدث الأكبر الذي ننتظره جميعا، والذي وصفه صاحب السمو بأنه ليس حدثا رياضيا فقط، بل هو مناسبة إنسانية كبرى، مؤكدا أن فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان أعطى تعليماته الواضحة بوضع كافة إمكانياتنا تحت تصرف أشقائنا في قطر، لضمان نجاح استضافة المونديال، ومن المقرر أن يحضر فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان بنفسه افتتاح المونديال في 20 نوفمبر المقبل.
وقال: تقف الجمهورية التركية اليوم على أقدام راسخة، لأنها تستند إلى بيئة ديمقراطية قوية، واقتصاد متنام، وتتمتع باستقلال في سياستها الخارجية، واعتماد على الذات في مصادر التسلح والقدرات الدفاعية، ما جعل العالم أجمع يشهد بكفاءتها وتطورها، وحين تخلى عنا البعض وقيدوا تزويدنا بالسلاح الذي نحتاجه لأمننا، قمنا بتصنيع سلاحنا محليا بكفاءة أعلى وتكلفة أقل، حتى أصبحت تركيا اليوم مصدر إلهام ليس فقط في المنطقة ولكن على الصعيد العالمي كذلك.
وقال الدكتور كوكصو: تواصل تركيا استضافة أكثر من 4 ملايين سوري تحت وضع الحماية المؤقتة، إضافة إلى أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غرب سوريا يتشبثون بالحياة بفضل المظلة الأمنية التي توفرها بلادنا، بالتعاون مع المانحين الدوليين والشركاء الإقليميين، وعلى رأسهم دولة قطر الشقيقة، ذات الأيادي البيضاء التي يشهد لها الجميع.
كما أننا نقدم مساعداتنا الإنسانية إلى أفغانستان وسوريا والصومال وفلسطين، فضلا عن مناطق الصراع والأزمات في مختلف مناطق العالم.
وأضاف سعادة السفير التركي: سعت بلادنا لعقد شراكة استراتيجية مع العديد من الدول الشقيقة، إلا أن التعاون الثنائي بين تركيا وقطر يكتسب أهمية قصوى للطرفين، وتضاعف حجم التنسيق بين حكومتي قطر وتركيا خلال السنوات الماضية، ونحن لا نزال ملتزمين بالحفاظ على الزخم الحالي وتعزيزه في جميع المجالات وبرؤية استراتيجية طويلة الأجل.
ويأتي الاجتماع الثامن للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية المشتركة الذي عقد بتاريخ 14 من أكتوبر الحالي في إسطنبول برئاسة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ليعطي مثالا على هذا الترابط والالتزام القويين.
وأضاف: تظهر أرقام الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، تجاوز حجم التجارة بين تركيا وقطر 1.4 مليار دولار، بزيادة 60% مقارنة بالأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، وأصبحت تركيا الدولة السابعة التي تستورد منها قطر أكثر من غيرها، لافتا إلى أن هناك ما يزيد على 700 شركة تركية تعمل في قطر في مختلف القطاعات، بجانب 200 شركة قطرية تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات في تركيا»، ووصلت استثمارات قطر المباشرة في تركيا إلى 33.2 مليار دولار، بينما بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الانشاءات التركية في البنية التحتية في قطر 22 مليار دولار.
وفيما يتعلق بمجال السياحة، قال سعادة السفير: ارتفع عدد الزائرين القطريين لتركيا من نحو 30 ألفا في 2016 إلى 140 ألف سائح العام الجاري، معربا عن الفخر بمساهمة شركة تركية في بناء استاد الثمامة الذي ستقام فيه مباريات ربع النهائي لكأس العام، ويمكن العثور على بصمة الشركات التركية الأخرى في إنشاءات باقي الملاعب المونديالية.
وقال سعادته: نحن سعداء جدا ومتحمسون لاستضافة قطر «كأس العالم لكرة القدم 2022»، كأول دولة مسلمة.
ومن خلال الاجتماع الـ 8 للجنة الاستراتيجية العليا، أتيحت لنا الفرصة للإعراب عن دعمنا الصادق والملموس لدولة قطر، وينوي فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان حضور حفل الافتتاح في تاريخ 20 نوفمبر 2022، لافتا إلى أن قطر تشارك تركيا بأكثر من 2000 ضابط وشرطي، لديهم الخبرة في مجال أمن الأحداث الرياضية الضخمة، في قوة تأمين البطولة بالتعاون مع أشقائهم في قطر ضمن بروتوكول التعاون بين بلدينا حول تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم.