بعد إنجازها التاريخي في روسيا.. كرواتيا تحلم بنهاية مختلفة في 2022

alarab
آخرى 28 أكتوبر 2022 , 12:55ص
الدوحة - العرب

يستعد جيل من المواهب الاستثنائية الكرواتية للدفاع مرة أخرى عن ألوان بلدهم بهدف إهداء مواطنيهم على الأقل نفس الفرحة التي عاشها الشعب في روسيا 2018، وإن أمكن، بنهاية مختلفة هذه المرة. ويتطلع منتخب كرواتيا ممثل البلقان والمصنف الثاني عشر على العالم، من خلال الاعتماد على جودة الفريق بقيادة المدرب زلاتكو داليتش، إلى تحقيق إنجاز عظيم مرة أخرى.
ولا شك أن النتائج الأخيرة التي حصدها المنتخب الكرواتي تعطي أملًا كبيرًا لجماهيره. بفضل الانتصار على النمسا في الجولة الأخيرة من دوري أمم أوروبا، حققت كرواتيا التأهل إلى المربع الذهبي من المسابقة القارية، حيث ستواجه منتخبات إيطاليا وأسبانيا وهولندا. إنها نتيجة مهمة لأبناء داليتش الذين لا يريدون إضاعة لحظة تاريخية من حيث الجودة التي يزخر بها الجيل الحالي.
نادرة هي الأجيال التي تتوفر على لاعبين من حجم لوكا مودريتش وإيفان بيريسيتش ومارسيلو بروزوفيتش وإيفان راكيتيتش وديان لوفرين، وغيرهم. ولا شك أن فلسفة داليتش إذا كان هناك شيء واحد يمكن اعتباره مفروغًا منه في فريق زلاتكو داليتش، إلى جانب الأداء الرائع للوكا مودريتش، فهو الرسم التكتيكي الذي قاد كرواتيا إلى حصد النجاحات في السنوات الأخيرة. فخطة ٤-٣-٣ التي يراهن عليها المدرب أعطت أكلها ومن المرجح أن يستمر داليتش في الاعتماد على نفس الخطة التي تجسدت حتى الآن في أسلوب لعب هجومي للغاية. فمنذ أن تولى تدريب الفريق في عام ٢٠١٧، قاد هذا المدرب المولود في ليفنو في ٢٦ أكتوبر ١٩٦٦، كرواتيا في ٦٢ مباراة، برصيد ٣١ انتصارًا و١٤ تعادلًا و١٧ خسارة.
لوكا مودريتش
هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس: على الرغم من أننا نتحدث عن مجموعة متراصة للغاية وذات جودة هائلة، إلا أن هناك لاعبًا لا يُضاهى في المنتخب الكرواتي وهو لوكا مودريتش.
ولإثبات هذا الأمر البديهي، ليس من الضروري حتى سرد القائمة الطويلة من الألقاب التي فاز بها لاعب خط الوسط بقميص ريال مدريد، بل يكفي التذكير بأن FIFA اختارت مودريتش أفضل لاعب في العالم عام ٢٠١٨، وهي مناسبة قال فيها الدولي الكرواتي ما يلي: «أشعر بالفخر، وهذه ليلة خاصة جدًا بالنسبة لي. إنها واحدة من أجمل اللحظات في مسيرتي. فتقدير الناس شيء لا يقدر بثمن، لا سيما أولئك المقربون مني والذين يحبونني. هذه الجائزة هي أيضًا للشعب الكرواتي، الذي شجعنا منذ اللحظة الأولى في كأس العالم في روسيا».
الحديث هنا عن نجم ذي مسار متميز للغاية تأثر بالفترة التاريخية التي مرّت بها أوروبا الشرقية عندما كان لوكا طفلًا. ومع ذلك، فإن الصعوبات أخرجت أفضل ما لدى مودريتش الذي نشأ وترعرع في ظل القيم التي دفعته إلى أن يصبح لاعبًا استثنائيًا، داخل الملعب وخارجه، وليس فقط مع الكرة بين قدميه. لقد ساعدته موهبته الفطرية على أن يصبح أحد أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، والهدف الآن هو إثبات ذلك مرة أخرى في قطر ٢٠٢٢.
تاريخ كرواتيا
من بين جميع المنتخبات التي ظهرت بعد تفكك يوغوسلافيا، كانت كرواتيا الأكثر نجاحًا في تاريخ كأس العالم والمسابقات الأخرى. سجل المنتخب الكرواتي مشاركته الأولى في نهائيات كأس العالم في فرنسا ١٩٩٨، وذلك بعد عامين من ظهوره الأول في كأس أوروبا للأمم. وفي باكورة مشاركاتها في أم البطولات، خلقت كتيبة البلقان المفاجأة ولم تسقط حتى نصف النهائي أمام فرنسا المضيفة، التي توّجت بعدها بطلةً للعالم. وعلاوة على ذلك، نالت كرواتيا الميدالية البرونزية بعد فوزها على هولندا (٢-١) في مباراة تحديد المركز الثالث.
في روسيا ٢٠١٨، كان الكروات قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المجد، على الرغم من أنه يمكن القول إنهم صنعوا التاريخ على أي حال، على الأقل في بلدهم، من خلال الوصول إلى نهائي كأس العالم حيث انهزموا (٤-٢) أمام فرنسا، لتحتل مركز الوصافة.