«حمد الطبية»: افتتاح مستشفيي مسيعيد وراس لفان بأحدث التقنيات.. قريباً

alarab
محليات 28 أكتوبر 2021 , 12:40ص
الدوحة - قنا

تجهيز مركز الرعاية المخصص لكبار السن لتوفر خدمات تشخيصية وعلاجية وإقامة قصيرة

ملتزمون بالعمل على الحدّ من انتشار السرطان بين السكان عبر برامج البحوث والتعليم وتوفير خدمات علاجية متميزة للجميع

 

أكد السيد حمد آل خليفة، رئيس تطوير المرافق بمؤسسة حمد الطبية ورئيس خدمات الأعمال بالوكالة، على التطور الواسع والكبير الذي شهدته المؤسسة خلال السنوات الماضية ما جعلها من أفضل المؤسسات الصحية على مستوى العالم.


وأشار آل خليفة في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا» إلى أن مؤسسة حمد الطبية، التي تم إنشاؤها في عام 1979، بهدف تقديم أفضل مستوى خدمات رعاية صحية آمنة وفعالة للسكان في الدولة، وبدعم من القيادة الرشيدة، توسعت تدريجيا بحيث أصبحت المستشفيات العاملة التابعة لها حاليا، تغطي جغرافيا النمو المتسارع في الكثافات السكانية والعمرانية والأنشطة الاقتصادية ومدن الصناعات البترولية والإستراتيجية بالدولة، بينما لا تزال الخطط الطموحة توضع للتوسع الأفقي والرأسي والتحديث المتواصل ومواكبة التقدم في العلوم الطبية والتجهيزات المبتكرة والمستدامة.
شدد على أن المكانة الطبية المرموقة والسمعة المميزة التي تحظى بها مؤسسة حمد الطبية على مستوى العالم، نتيجة طبيعية للدعم المستمر من القيادة الرشيدة، والتخطيط الشامل لتنمية دولة قطر في إطار رؤيتها الوطنية 2030، وإستراتيجية الصحة الوطنية، لا سيما فيما يتعلق بتطوير المرافق من حيث السعة والجودة وتنوع الخدمات وتوسع الانتشار على مختلف المدن والبلديات.
وتابع قائلا «لقد بذلنا جهودا طبية وفنية وإدارية عظيمة حصلت بموجبها مؤسسة حمد الطبية على شهادة اعتماد اللجنة الدولية المشتركة (JCI) التي تعنى باعتماد وترخيص مؤسسات وبرامج الرعاية الصحية في مجال خدمات رعاية وسلامة المرضى في مختلف أنحاء العالم، وذلك لتوفير المؤسسة مرافق صحية وفق أعلى المعايير».. مؤكدا أن مؤسسة حمد الطبية حققت تميزا كبيرا عندما أصبحت منذ عام 2016 أول مؤسسة حكومية للرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تحصل جميع مستشفياتها على اعتماد هذه الهيئة الدولية.
وعن التوسع الهائل والواسع الذي شهدته مؤسسة حمد الطبية، قال السيد حمد آل خليفة إن المؤسسة توسعت من مستشفى واحد عام 1979 إلى 12 مستشفى في الوقت الحالي، بالإضافة إلى عدة مستشفيات تحت الإنشاء حاليا، بينما حدثت توسعات مهمة كما هو مثلا في مستشفى الصحة النفسية، فضلا عن إضافات تحت التنفيذ الآن استعدادا للمتطلبات المتوقعة أثناء مونديال قطر 2022.
وكشف عن أن المشاريع الصحية المستقبلية التي اقترب افتتاحها تشمل مستشفى مسيعيد العام بسعة 120 سريرا، ومستشفى راس لفان العام بسعة 120 سريرا أيضا وكلاهما مستشفى مجتمعي عام يجري تجهيزهما بأحدث التقنيات وأكثرها تقدما لتأمين خدمات الرعاية للمرضى الذكور، كما يجري العمل الآن على تجهيز مركز الرعاية في مدينة حمد بن خليفة الطبية وهو مخصص لكبار السن ويوفر خدمات متعددة لهذه الفئة، تشخيصية وعلاجية وإقامة قصيرة.
وأضاف أنه على مدى السنوات القليلة الماضية وبالتحديد عام 2016، تم افتتاح مركز الأمراض الانتقالية بسعة 65 سريرا، وتوسعة قسم الجراحة بمستشفى حمد العام بسعة 20 غرفة عمليات، وكذا مركز العظام والمفاصل. كما افتتح عام 2017 أضخم مجمع مستشفيات في مدينة حمد بن خليفة الطبية يضم مركز صحة المرأة والأبحاث بسعة 190 جناحا و93 حاضنة للخدج، ومركز الرعاية الطبية اليومية بسعة 64 سريرا، ومركز قطر لإعادة التأهيل بسعة 193 سريرا.
وتابع، أنه في عام 2019 تم افتتاح مركز الطوارئ والحوادث الجديد بمستشفى حمد العام بسعة 226 غرفة علاج، تم تجهيزها بأحدث المعدات والتقنيات الطبية، والذي يضم غرفة العلاج بالأكسجين التي تتسع لعلاج حوالي 18 مريضا ممن يعانون من حالات صحية متنوعة، بما في ذلك حوادث الغطس، بجانب افتتاح مستشفى حزم مبيريك العام بسعة 120 سريرا، وهو مستشفى مجتمعي عام تم تجهيزه بأحدث التقنيات وأكثرها تقدما لتأمين خدمات الرعاية للمرضى الذكور.
وفي إطار هذه التوسعات اللافتة، قال إنه تم أيضا افتتاح وحدة العناية المركزة للجراحة التابعة لمستشفى حمد العام، بعد توسعتها وتحديثها كليا، ما يعني استكمال مرفق الخدمات الجراحية، الذي تم افتتاحه خلال عام 2016، علاوة على افتتاح مركز الجراحة التخصصي «مستشفى النساء سابقا» عام 2020 بسعة 287 سريرا، وهو من بين المرافق السبعة التي تم تخصيصها لرعاية مرضى كورونا «كوفيد- 19» خلال الموجة الثانية من الجائحة، إلى جانب مستشفى حزم مبيريك العام، ومركز الأمراض الانتقالية، والمستشفى الكوبي، ومستشفى راس لفان، ومستشفى مسيعيد، ومستشفى الوكرة.
وقال إن أعداد المرضى الذين تقدم لهم المؤسسة خدمات الرعاية الصحية تشهد كذلك نموا مستمرا بمعدلات مناسبة ونوعية، نتج عن حجم التطور المستمر الذي تشهده دولة قطر في ظل قيادتها الرشيدة.
وحول أبرز التغييرات التي شهدتها المؤسسة طوال مسيرتها الماضية من حيث الجراحات وزراعة الأعضاء ومراكز الأبحاث وخدمات النساء والتوليد والأطفال والتخصصات الأخرى، أوضح السيد حمد آل خليفة أنه ومنذ افتتاح مستشفى الرميلة لأول مرة عام 1957، قامت مؤسسة حمد الطبية بالتوسع بشكل متدرج بإضافة باقة من المستشفيات. 
وبشأن برنامج زراعة الأعضاء في دولة قطر، أوضح السيد حمد آل خليفة أن البرنامج قد تطور ليوفر جراحات زرع الكلى، والكبد، وتبديل مفصل الركبة بواسطة الروبوت في مركز العظام والمفاصل، كما بدأت مؤسسة حمد الطبية مؤخرا بزراعة الرئة، ما يجعلها واحدة من أكثر مراكز زراعة الأعضاء شمولا في المنطقة، لافتا إلى أن كل من يعيش على أرض الدولة يستفيد من برنامج زراعة الأعضاء في المؤسسة وهو ما يحد من السفر للخارج لإجراء عمليات زراعة الأعضاء، ويخفف في نفس الوقت المشقة على المريض وعائلته، ويطور كذلك من قدرات المؤسسة من ناحية نسب النجاح والقدرة الاستيعابية.
وقال إنه في ميدان الأمراض الانتقالية والوبائية استطاعت المؤسسة بالتعاون مع القطاع الصحي في دولة قطر أن تتعاطى مع جائحة كورونا «كوفيد- 19» بحرفية كبيرة للتخفيف ما أمكن من عدد الإصابات والوفيات، مبينا أن دولة قطر ومعها سنغافورة سجلتا أقل عدد في الوفيات عالميا رغم الأعداد الهائلة من الإصابات التي تسجل يوميا في ظل تفشي الفيروس حول العالم.
أما في مجال الصحة النفسية، أفاد السيد حمد آل خليفة رئيس تطوير المرافق بمؤسسة حمد الطبية ورئيس خدمات الأعمال بالوكالة، بأن المؤسسة تقوم الآن بالتعاون مع هيئة الأشغال بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع التحديث لمستشفى الصحة النفسية، حيث سيتم بناء توسعة تضم 65 غرفة فردية وإعادة تطوير المبنى الحالي وتوسعته ليضم 31 سريراً إضافياً ومرافق للتعليم الطبي والأنشطة.
وحول دور مؤسسة حمد الطبية في تحقيق الإستراتيجية الوطنية للصحة 2018- 2022 بالتعاون مع شركائها الآخرين بالدولة، أوضح أن وزارة الصحة العامة قامت بالتواصل المستمر مع جميع المؤسسات الطبية العاملة في قطر مثل مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والهلال الأحمر القطري وغيرها، والمنوط بها قيادة جهود تنفيذ المشاريع ذات الأولوية على مستوى الفئات السكانية وعلى مستوى النظام الصحي المتكامل.
وبخصوص الإستراتيجية الخاصة بمرض السرطان، أكد آل خليفة أن مؤسسة حمد الطبية تلتزم بالعمل على الحدّ من انتشار مرض السرطان بين السكان في دولة قطر من خلال برامج البحوث والتعليم، بالإضافة إلى توفير خدمات علاجية متميزة لجميع مرضى السرطان، وقال إن جهود التوعية العامة والتثقيف الصحي لأفراد المجتمع من خلال الأنشطة المجتمعية والإعلامية تمثل عنصراً رئيسياً للمساعدة في الوفاء بهذا الالتزام. 
أما أمراض السكري والسمنة، فقال إنها إحدى أولويات النظام الصحي الأكاديمي في مؤسسة حمد الطبية، حيث يعتبر المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض، شراكة فريدة من نوعها تجمع بين المؤسسات التعليمية والبحثية والطبية في دولة قطر، وتضم كلا من مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ومركز السدرة للطب والبحوث، ومعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وجامعة قطر، وكلية طب وايل كورنيل قطر، وكلية شمال الأطلنطي، وجامعة كالجاري قطر، مشيرا إلى أن المعهد يعزز التوعية بمكافحة السمنة ورفع الوعي بصحة الجسم واتباع نمط حياة صحي، وتثقيف الجمهور حول مخاطر وسلبيات السمنة، كونها لا تؤثر على نوعية الحياة فقط، ولكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، وبعض أنواع السرطان والعديد من الأمراض الأخرى.
واستعرض آل خليفة العديد من الجوانب التي شهدت تغيرًا ملحوظاً عبر النظام الصحي للدولة، حيث تم استبدال السجلات الطبية الورقية للمرضى بأنظمة إلكترونية هي الأحدث على الإطلاق، كما تم الاستغناء عن أدوات التصوير الطبي البسيطة لتحل محلها أجهزة تشخيصية معقدة وأكثر تقدماً، كذلك استبدلت غرف العمليات المحدودة الإمكانات بتلك المجهزة بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة حول العالم.. مضيفا القول في هذا الصدد «نحن في مؤسسة حمد الطبية، ندرك حاجات مرضانا ونلتزم بخطط التنمية والتطور والتوسع المستقبلية للخدمات بهدف ضمان توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لكافة المرضى والأجيال القادمة».
وبشأن مدى مساهمة الخدمات الطبية التي توفرها المؤسسة في الحد من أعداد المواطنين الذين يرغبون في العلاج بالخارج، أوضح رئيس تطوير المرافق بمؤسسة حمد الطبية ورئيس خدمات الأعمال بالوكالة، أن الهدف من إنشاء مكتب العلاقات الطبية الدولية يتمثل في تحقيق معايير متميزة لخدمات الرعاية الصحية التي يحصل عليها المرضى المسافرون للعلاج بالخارج، مشيرا إلى أن هذا المكتب يركز جهوده للعمل على ضمان جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. 
وقال: إن المشرفين على مكتب العلاقات الطبية الدولية تمكنوا من تحديد الأوجه التي يمكن استهدافها لتحسين خدمات الرعاية الصحية في دولة قطر، وبالتالي خفض حجم الطلب على العلاج بالخارج وتحسين جودة الرعاية الطبية المقدمة للمرضى القطريين بالخارج، وأيضا تحسين تجربة هؤلاء المرضى وتجربة أفراد أسرهم المرافقين لهم.
وحول أبرز الخطط المستقبلية للمؤسسة في مجال تحسين وتطوير الخدمات التي توفرها للجمهور في جميع المجالات الصحية، ذكر السيد حمد آل خليفة رئيس تطوير المرافق بمؤسسة حمد الطبية ورئيس خدمات الأعمال بالوكالة في ختام حديثه لـ «قنا»، أن هناك بعض المشاريع التي اقترب افتتاحها ويجري الآن تجهيزها ببعض الأجهزة الطبية والكوادر البشرية وتشمل «مركز المها» للأطفال وصغار السن بسعة 96 سريراً بمحاذاة مستشفى الوكرة، وأكد أن المركز يمثل نقلة نوعية في خدمات رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الصحية المتعددة وطويلة الأجل.