«حمام قبازرد» للبخار قبلة الكويتيين للتخفيف من هموم الحياة
منوعات
28 أكتوبر 2013 , 12:00ص
الكويت – د.ب.أ
يحرص الكويتيون سواء في الصيف أو الشتاء على دخول حمامات البخار للاستمتاع برياضة «تدليك» الجسم وتنظيف الأبدان بالبخار بشكل يساعدهم على الاسترخاء والنشاط بعيداً عن معاناة ومتاعب العمل ومشاق وهموم الحياة اليومية. ويعد «حمام شرق» أو «حمام قبازرد» للرجال من أهم حمامات البخار في الكويت التي تعبر عن أصالة هذه البلاد وعراقتها، وأحد المعالم الرئيسية التي كانت تميز كويت الماضي ببساطتها وهدوئها وأمنها وأمانها.
يقع «حمام قبازرد» في منطقة شرق خلف مجمع الأوقاف، وقد أسس عام 1957 وتعود تسميته بهذا الاسم إلى مؤسسه منصور حسين قبازرد، وافتتحه حينها أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على إنشائه فإن الحمام قائم وشامخ لا يزال يستقبل زواره من الكويتيين الراغبين في «التدليك» وتنظيف الأبدان بالبخار، علماً بأن رواده من الرجال فقط.
يقول جمال حامد إبراهيم مصري الجنسية من الإسماعيلية وهو من أقدم العاملين في الحمام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن «أغلب القادمين إلى الحمام هم من الكويتيين، وأنا أقوم بالعمل في هذا المكان من العام 1988، وفي الحقيقة شعرت في بداية عملي بالغربة ورغبت في العودة إلى مصر لكن الإيرانيين الذين يعملون في الحمام قاموا بتعليمي الصنعة خاصة أن إدارة الحمام كان يتولاها الإيرانيون لأن مالك الحمام كان يحمل الجنسية الإيرانية والكويتية وهو الحاج منصور حسين قبازرد، وكان رجلا يهتم بالمكان لكن بعد وفاته جاء أبناؤه ولم يهتموا بالحمام».
وأضاف أن معظم زوار الحمام يأتون ومعهم كاميرا تصوير لكي يتصوروا ويحتفظوا بالصور لأن هذا الحمام تاريخي ولا يوجد مثله في العالم ويقدم كل الخدمات، بعكس أماكن أخرى لا تقدم إلا خدمات قليلة وأسعارها مرتفعة جداً تتراوح ما بين 30 إلى 40 ديناراً ولكن السعر في حمام قبازرد لا يتجاوز 8 دينار.
وعن فائدة حمامات البخار لجسم الإنسان يقول العامل المصري إن جسم الإنسان مليء بالدهون التي يتم فرزها عند دخول حمام البخار ثم يأتي الدلاك ويرتدي في يده كيساً من البلاستيك ويبدأ في التدليك، وهذا الكيس ينظف القشرة الموجودة داخل الجسم وعندما يخرج الزبون يشعر بحالة من النشاط ويصبح في حالة ذهنية وحيوية مرتفعة ويشعر بالراحة النفسية.
وعن الفرق بين الحمام في الكويت وحمامات البخار الموجودة في مصر يقول إبراهيم «نعم هناك فرق، الحمام في الكويت به خصوصية كبيرة وكل فرد يدخل الغرفة بمفرده لا بشكل جماعي كما يحدث في مصر».
وفيما يتعلق بالفرق بين الحمام العادي وحمام المعرس أجاب العامل المصري أن كل من يأخذ حماماً كاملا يعتبر عريساً، خاصة أن العامل يكون له دور كبير مع الزبون في الحمام الكامل ولذلك لا بد من توافر العمال المهرة الذين يتقنون المهنة حتى لا يغضب الزبون عندما لا يشعر بتحسن في حالته الذهنية وفي حيوية جسده وبالتالي مهارة العامل شيء ضروري في حمامات البخار.
ويطلق العاملون في الحمام على رواده اسم مشتري لأنه يدخل ويحدد رغبته في إذا ما كان يريد حمام بخار أو عادي وإذا طلب حمام بخار يخلع ملابسه كلها ثم يرتدي وزاراً يشبه وشاحة الحج وبعد ذلك يدخل يجلس في البخار لمدة من 10 إلى 20 دقيقة حسب قدرته على تحمل البخار. ويقول إبراهيم إن العامل لا يذهب إلى الزبون إلا بناء على طلبه هو ولا يدخل عليه غرفة البخار إلا إذا كان جالساً أو ممداً في الغرفة المخصصة للتنظيف، وعند الانتهاء يدق الجرس بعد تنظيف مكانه ويدخل شخص آخر، وهناك زبائن يرغبون في عامل بعينه لكي يقوم بعمل الحمام، مشيراً إلى أن العمال في الحمام يتألفون من ثلاث جنسيات مصرية وإيرانية وهندية.
وحول تأثير نسبة الإقبال على الحمام بعد فتح النوادي الصحية الجديدة، يقول إبراهيم «كنت أقوم في بداية عملي بخدمة 450 شخصاً في اليوم أما الآن أقدم الخدمة لحوالي 300 شخص فقط في اليوم؛ حيث تناقصت أعداد زوار الحمام بعد انتشار النوادي الجديدة التي تعتمد على الآلات الحديثة، ولكن مع ذلك لا يزال الحمام يحافظ على جاذبيته للزبائن الذين يفضلون الأصالة والعراقة.
وترتفع نسبة إقبال الشباب على «حمام الشرق» لأنه يشعر بعد انتهاء الحمام أنه مارس رياضة الجري لمسافة خمسة كيلومترات.