تنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وجامعة قطر، في مطلع أكتوبر المقبل، مؤتمرين عالميين، أحدهما يناقش العلاقة بين القرآن الكريم والمعرفة الإنسانية، تحت شعار: «يهدي للتي هي أقوم»، والآخر يبحث إسهامات سلسلة «كتاب الأمة» في المجالات الثقافية والمعرفية المختلفة، وذلك في إطار مسيرة ممتدة من التعاون والتنسيق المشترك بين المؤسستين.
ويهدف المؤتمر الأول، الذي ينعقد تحت عنوان: «القرآن والمعرفة الإنسانية: نحو معرفة إنسانية راشدة»، وبمشاركة أكثر من 18 باحثا، من مختلف بلدان العالم الإسلامي، إلى إعادة مركزية القرآن في صناعة وتوجيه الخطاب المعرفي الإنساني والاجتماعي المعاصر بما يجسر الهوة الحاصلة بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والعمل على استقطاب الباحثين المسلمين، على مستوى العالم، من مختلف التخصصات؛ لأجل العمل على استنباط المعاني القرآنية ونظمها في واقع المعرفة الإنسانية المعاصر.
ويناقش المؤتمر، وهو الأول في سلسلة من المؤتمرات السنوية حول القرآن والمعرفة الإنسانية، علاقة القرآن الكريم ودوره وتأثيره في صياغة أربعة حقول معرفية رئيسة: المعرفة التربوية، والمعرفة الاجتماعية، والمعرفة النفسية، والمعرفة الاقتصادية.
ويسعى المؤتمر، بشكل أساس، إلى حث وتشجيع الباحثين الشرعيين وباحثي العلوم الاجتماعية والإنسانية، للتفاعل المنهجي مع المعارف الإنسانية والاجتماعية واستثمارها.أما المؤتمر الثاني فهو «ملتقى كتاب الأمة الأول» الذي ينظم تحت شعار: «كتاب الأمة: إسهامات مستنيرة.. وعطاء متجدد»، كمساهمة من إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في جهود تحقيق الوعي الثقافي الإسلامي، ومحاولة تبصير المسلم بأبعاد الرسالة المنوطة به، وتنبيهه على التحديات المعاصرة، وتوجيهه لكيفية التعامل معها، ومواجهتها، وأساليب معالجاتها. ويهتم الملتقى، الذي يشكل مشروعا ثقافيا إستراتيجيا مهما، في إطار مسيرة سلسلة «كتاب الأمة» الممتدة لأكثر من أربعين عاما، بتسليط الضوء على التراث الثقافي للسلسلة، في محاولة لإحيائه وتجديده والامتداد به، والنظر في ما تم إنتاجه وإنجازه بعين البصيرة، ودراسة مواصفات خطابها، ونهجها، وعقلها، وطروحاتها، والأساليب التي تعتمدها في معالجة القضايا المعاصرة. ويناقش الملتقى ثماني أوراق عمل، تبحث في الوسائل الممكنة لوضع لبنة ثقافية جديدة في الجهود المبذولة لإعادة ترتيب وبناء الشخصية المسلمة المعاصرة المتوازنة في ضوء القيم الإسلامية، ومتغيرات العصر، وتأكيد أهمية استمرارية العمل لشحذ الفاعلية، وصناعة الشخصية القادرة على استثمار طاقاتها، الروحية والفكرية والمادية.