قال الأستاذ عبد الله العذبة، رئيس تحرير صحيفة "العرب" إن مدى اهتمام دولة قطر بالقضية الفلسطينية أمر لا يغفله أي متابع، والجميع يعلم دعم دولة قطر لفلسطين، وكسر حصار غزة منذ أن قام الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارة غزة بنفسه وقد غامر بحياته في ذلك الوقت.

وأضاف العذبة في لقاءه على فضائية "الجزيرة" تعليقاً على كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: "أيضًا التزام دولة قطر في دعم قطاع غزة عندما دعت النرويج إلى مؤتمر لإعادة إعمار غزة وقامت قطر بتقديم التزامها ولكن البعض الآخر لم يقم بالالتزام على الرغم من أنه عقد في مصر وكان فرصة كي يلمعوا السيسي وصورته ونظامه ولكن للأسف حصل إغراق لغزة بأيدي عرب ومسلمين".

وتابع: "لا يوجد هناك التزام حقيقي لمقررات هذا المؤتمر لكن قطر ملتزمة ولذلك السفير العمادي موجود هناك لمتابعة المشاريع القطرية المستمرة وقطر ملتزمة بما تعهدت به".

وتحدث العذبة عن القضية السورية، قائلاً: "هناك أيضا القضية السورية وهي قضية مهمة جدا وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما في حديثه اليوم (الاثنين) أقر بما قاله حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد قام بالتعامل مع مظاهرات سلمية بالقمع والقتل ولكن بالرغم من ذلك تحدث أوباما عن خطوط حمراء ولكن لم يتم تحقيق ذلك، وذلك ما أشار له الشيخ تميم في حديث أمام عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار".

وأشار إلى أزمة الهجرة التي يواجها الغرب، قائلاً "بدأت أوروبا تعيش تبعات عدم تدخلها والغرب في تدفق اللاجئين، فمجرد وصول 120 ألف من اللاجئين السوريين أحدث ارتباكا كبيرا وهذا ما حذر منه الشيخ تميم العام الماضى وكرره في هذه الدورة عسى أن يتم اتخاذ قرار حقيقي لتخفيف معاناة الشعب السوري، ولا يمكن أن يتم ذلك بعيدا عن تدخل بعض الدول التي لم يرد أمير قطر أن يسميها".

وأردف العذبة: "أمير دولة قطر السنة الماضية أكد أن فقدان الأمل لدى الشباب وأكد عليه هذه المرة بأن الشعب لم يجد ما الذي عليه أن يتخذه ، سيؤدي إلى وجود التطرف، ولا يوجد حل إلا بمحارية إرهاب نظام بشار الأسد".

وعن العلاقة الإيرانية الخليجية، قال "تحدث سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد على عدم وجود خلاف سني شيعي مذهبي"، موضحاً "نحن في قطر الشيعة يتعايشون معنا لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات ولا توجد أية مشاكل مذهبية وشيعة العرب إيران ليست مرجعيتهم، وهم جزء من نسيج الأمة".

وأضاف العذبة "أقر أمير دولة قطر أن هناك علاقات ممتازة جدا مع إيران، لكن تدخل إيران في المنطقة العربية أدى إلى وجود خلاف عربي إيراني، فإذا كانت إيران جادة فعليها استغلال دعوة أمير قطر للحوار على أرض قطر".

واختتم العذبة حديثه، بأن "أمير دولة قطر أشار إلى عدم وجود الحاجة إلى وسيط أمر مهم، فنحن لسنا بحاجة إلى كامب ديفيد آخر، وإيران يمكن أن تستطيع أن تتحاور معنا، وأمير دول قطر يتعامل بواقعية وعلى إيران أن تتعامل أيضًا بواقعية، فالجغرافيا جعلت من إيران جارة للعرب وتحتم وجود حوار بين شركاء المنطقة، وهذا التجاور بين العرب والفرس هو قديم قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الإيرانيين أن يتعاملوا مع هذا دون أن يكون هناك حاجة لوسيط بيننا، فنحن وإيران شركاء في هذه المنطقة".