في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمها وانتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحرب التجويع ضد المدنيين في قطاع غزة، رفضت بشدة تقريراً صادراً عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المدعوم من الأمم المتحدة، والذي أعلنت على إثره حالة المجاعة في غزة نهاية الأسبوع الماضي.
بينما دعت المفوضة الأوروبية المكلفة بالمساعدات الإنسانية هادجا لحبيب دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى التحلي بـ «الشجاعة السياسية لرفع صوت قوي» بشأن الحرب في غزة.
وميدانياً، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر أمس عملية عسكرية في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، شارك فيها عشرات الجنود والآليات العسكرية، وفق ما أفاد شهود عيان ومسؤولون فلسطينيون.
وقال غسان حمدان، مدير الإغاثة الطبية في المدينة، إن «جنود الاحتلال يقومون بعمليات تفتيش للمنازل والمحال التجارية داخل البلدة القديمة، وتم تحويل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية».
واندلعت اشتباكات عند المدخل الشرقي للبلدة القديمة، حيث رشق شبان فلسطينيون الحجارة في اتجاه الجنود الإسرائيليين، الذين ردّوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية، وفقاً لمصادر محلية.
وفي أول رد فعل رسمي، أكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن تصعيد الاحتلال في المدن والمخيمات الفلسطينية «خطير ومدان ومرفوض»، محملًا حكومة الاحتلال «المسؤولية الكاملة». ودعا أبو ردينة الإدارة الأمريكية إلى «تحمل مسؤولياتها والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسات الخطيرة».
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل إصابتين بالرصاص الحي، وخمس إصابات بالرصاص المطاطي، وإصابة واحدة بشظايا رصاص، وإصابة واحدة بسبب سقوط من مكان مرتفع، بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق.
وفي بروكسل، قالت لحبيب لعدد من الصحفيين: «وصلنا إلى منعطف، وآن الأوان ليتحرك الاتحاد الأوروبي بطريقة ترقى إلى مكانته الدولية. حان الوقت لأوروبا لتتحد في موقفها بشأن غزة».
وأضافت: «ما يحدث هناك يُؤرقني ويجب أن يُؤرقنا جميعًا. إنها مأساة وسيُحاسبنا التاريخ وأحفادنا عليها. لا يُمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي ونشاهد المدنيين الأبرياء والعاملين في المجال الإنساني والصحفيين يُقتلون ويتضورون جوعًا».
على جانب آخر، رفضت سلطات الاحتلال تقريراً صادراً عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، والذي أعلنت على إثره حالة المجاعة في غزة نهاية الأسبوع الماضي.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت يوم الجمعة الماضي المجاعة رسمياً في غزة، مشيرة إلى أن 500 ألف شخص يعانون من الجوع الذي بلغ مستوى كارثياً، استناداً إلى تقرير التصنيف المرحلي للأمن الغذائي.
وأفاد التقرير بوجود مجاعة في محافظة غزة التي تضم مدينة غزة ومحيطها وتشكل 20% من مساحة القطاع، مع تقديرات بأن تنتشر المجاعة في دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول أواخر سبتمبر.
وحملت الأمم المتحدة الاحتلال المسؤولية عن المجاعة من خلال «العرقلة الممنهجة التي تمارسها» على دخول المساعدات الغذائية.