

تعتمد أغلب الاسر الترهيب والتخويف والتهديد كأساليب تربوية، مثل تلك الأم التي يرفض ابنها الاستحمام فتعمد إلى تعديل صورته وهو نائم بأن تضيف إليها بعض الحشرات لتبين له أهمية النظافة، ما جعله يلتزم بالاستحمام 3 مرات في اليوم، وهو ما تتباهى به الأم دون رصد الآثار النفسية التي تنتج عن هذه الخطوة.
قد يكون تصرفاً ناجماً عن الجهل، ولكن بعض الآباء والأمهات يعمدون إلى أسلوب التخويف من باب عدم قدرتهم على إعطاء أطفالهم الوقت الكافي سواء لإطعامهم أو المذاكرة لهم أو حتى الاهتمام بأولوياتهم، حيث أسلوب التخويف يرتبط بانشغال الأهل وعدم وجود الوقت الكافي لإيلاء الاهتمام بالاحتياجات النفسية للطفل.
رأي الخبراء
فماذا يقول الأخصائيون والخبراء في مجال الطفولة؟وما هي آثار التخويف في الصحة النفسية وحتى الجسدية للطفل؟ وما هي البدائل التي يمكن اعتمادها لإبعاد أبنائنا عن النتائج الكارثية لهذا السلوك؟
ولماذا يلجأ الأهل إلى أسلوب التخويف أو الترهيب؟
يقول المختصون إن البناء النفسي هو أهم بناء في حياة الطفل وتكمن الخطورة في تحميل الطفل عبئاً نفسياً خلال فترة نمو الدماغ نتيجة التخويف، ما يؤثر في قدراته في التعليم وقدراته العقلية ومهاراته، وقد يعمد الأهل إلى التخويف دون تلمس الآثار النفسية السلبية على الطفل من اضطرابات قلق، اضطرابات نوم واضطرابات في الشهية وكوابيس وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات وضعف الثقة بالنفس، إلى مشكلات في النطق والتأتأة (اضطراب في طلاقة الكلام ) نتيجة الترهيب من الأهل والذي ينتج عنه أيضاً أزمة في العلاقات بين الأهل والأبناء وارتباط غير آمن بأشخاص آخرين.
تقويم السلوك
إذن.. ما الوسائل البديلة لهذا التخويف التي قد تساعد في تقويم السلوك؟
يوضح أخصائيي تعديل السلوك أن ثمة وسائل بديلة يمكن اللجوء إليها أهمها:
تعزيز علاقة إيجابية بيني وبين طفلي مبنية على حوار هادف.
استخدام الوسائل السمعية البصرية لإيضاح ما أريد إيصاله كطباعة صور عن الطعام الصحي وأهمية النظافة والمشاركة في التلوين، ما يدرج ضمن «العلاج بالفن» أو العلاج بالموسيقى كاستخدام الأغاني الهادفة، والعلاج باللعب، وكلها وسائل علاج نفسي يسهل تطبيقها.
تربية الحيوانات أو الطيور، وهذا التوجه يعلم الطفل المسؤولية والسلوكيات الإيجابية كأن يحتاج الطفل لأن يكون ملتزماً بإطعام الحيوان أو الطير، ما يزرع داخله المسؤولية.
استخدام صور سلوكيات ضمن وسائل الإيضاح تتضمن أسئلة وأجوبة يدون عليها الطفل علامة صح وخطأ سواء على «بازل» أو «فلاش كارد» وغيرها، وهذه طريقة علاج وتدخل غير مباشر لتعليم الطفل السلوكيات الصحيحة بعيداً عن الترهيب. كمربٍ يجب أن أتسم بالهدوء وأساعد على تهدئة الطفل ونوبة غضب كلينا تفقدنا التواصل الفعال، ويجب أن تتضمن طريقة كلامي مع الطفل ما يسمى بـ«العواقب المنطقية» بعيداً عن منطق الترهيب.
التعزيز والإطراء والثناء إزاء أي تقدم في السلوك للطفل ودعم الثقة فيه وإعطاؤه الدافعية للقيام بما أريده كأم.
تعليم الطفل التعبير عن مشاعره عبر كتيبات ولصق الصورة المناسبة على الموقف، وهذا يفيدني برصد أحاسيس الطفل واختراق نفسيته جراء مواقف معينة يتعرض لها.
العقاب بأسلوب معزز كحرمانه من شيء يحبه وإبعاده عن تحميله جهداً نفسياً وعصبياً وفتح باب الحوار بعدها وأستأذنه للكلام معه واحترام استعداده من عدمه. الاستعانة بالطفل الأكبر لتعليم الطفل الأصغر سلوكيات إيجابية ويمكن إنتاج قصة اجتماعية تحاكي جميع السلوكيات بحيث أسند للأخوة الأكبر مهمة بث القيم والسلوكيات الصحيحة.