#المرزوقي يكشف محاولة للانقلاب عليه بعد #مرسي
حول العالم
28 يوليو 2015 , 07:02م
موقع هافينغتون بوست عربي
محاولة الانقلاب ضدي فشلت بفضل وحدة الشعب ووجود جيش غير انقلابي
أقول للسيسي لا ترتكب جريمة نكراء في حق مصر وفي حق الأمة
خطة استراتيجية لإجهاض الربيع العربي ولدفعه نحو العنف والتسلح
أهل غزة اليوم بين مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان الحصار المصري
كشف الرئيس التونسي السابق محمد منصف المرزوقي - لأول مرة - عن محاولة للانقلاب عليه، إبان حكمه، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي بفترة قصيرة.
وقال المرزوقي، في حوار مطول استهل به موقع هافينغتون بوست عربي انطلاقته، وأجرته الصحافية آمال الهلالي: "هناك علاقة عضوية بين الثورتين التونسية والمصرية، أيضا لما صار الانقلاب في مصر كنت أتوقع نفس السيناريو في تونس، وأن الدور سيأتي عليّ شخصيا".
محاولة انقلاب:
وأضاف: "حدثت فعليا في تونس وفي شهر يوليو 2013 محاولة انقلابية بأتم معنى الكلمة، دامت شهرين، ومن حسن الحظ أن شعبنا واع ولنا جيش حرفي ومهني".
وأكد أن عملية الانقلاب التي تمت في مصر كان يخطط أن يكون لها توابع في تونس، وهذا ما لم يتم بفضل وحدة الشعب وحكمة القيادات السياسية، وبفضل وجود جيش غير انقلابي يحافظ على الجمهورية.
إعدام مرسي:
وحذر المرزوقي من دوامة عنف إذا ما أقدمت السلطات المصرية الحالية على إعدام مرسي، مشيرا إلى أن كل المؤشرات تقول إنه لا قدر الله لو تم تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس محمد مرسي، ستدخل مصر في منزلق من العنف لا يدري أحد مآله، وستكون له تبعات خطيرة على كامل المنطقة، وستكون هذه أعظم هدية تقدم لتنظيم داعش وللمتطرفين.
وأوضح أنه عندما كان في الحكم ناشَدَ من منبر الأمم المتحدة الحكومة المصرية أن تغير من سياستها ومنهجها، وأن يكون هناك بحث عن توافق، وبحث عن حل سلمي ومدني، لكن للأسف الشديد لم تتم الاستجابة لهذا الطلب، بل بالعكس وجدنا أن نظام العسكر في مصر ارتأى الانزلاق شيئا فشيئا نحو العنف.
وشدد رئيس تونس السابق على أن إعدام مرسي خط أحمر، إذا تجاوزتْه هذه الحكومة ستدخل مصر في حقبة مظلمة في تاريخ العرب والإسلام والمسلمين، معربا عن أمله ألا ترتكب هذه الحماقة.
وأشار إلى أنه مارس ضغوطا دولية حتى لا يتم هذا السيناريو؛ ومنها مخاطبة قداسة البابا وبان كي مون باعتبارهما من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، مضيفا: أنا شبه مقتنع أنهما سيتدخلان.
وناشد المرزوقي كل القوى التي تحب الخير والسلام لهذه المنطقة أن تتدخل بكل ثقلها، سواء في الإدارة الأمريكية أو الأوروبية، لمنع ما وصفها بـ"الحماقة الدموية".
مستقبل مصر:
وقال المرزوقي: "لا أرى أي مستقبل لمصر في ظل حكم العسكر، والمستقبل الوحيد في اعتقادي هو مصالحة وطنية، تُبنَى على قاعدة ديمقراطية حقيقية"، محذرا من أن الطريق الذي تسير فيه مصر سيؤدي إلى الهاوية، مضيفا: "طال الزمن أو قصر سيجلسون في مصر للبحث عن حل سياسي، وبالتالي فليبدؤوا به من الآن".
رسالته للسيسي:
وعن رسالته لعبد الفتاح السيسي، قال المرزوقي: "أقول له لا ترتكب جريمة نكراء في حق مصر وفي حق الأمة وفي حقك الشخصي، قضية الإعدامات بشكل عام غلطة لا يمكن تداركها، وأنا شخصيا كنت ولازلت ضد تنفيذ حكم الإعدام. فالتاريخ أثبت أنها أقل الحلول نجاحا وأكثرها ضررا".
وأضاف أن المشكلة الكبرى لثورات الربيع العربي تكمن في هذه الطبقات التي قامت ضدها الثورة في تونس وفي مصر وفي ليبيا وباقي الدول، فإن جاءت لها فرصة تاريخية لن تعود، موضحا أن تلك الطبقات التي كانت نافذة وتسترزق من الوضع العام قبل الثورة.
وتابع: "الثورات جاءت بأشخاص مثلي ومثل محمد مرسي، والأستاذ مصطفى عبد الجليل في ليبيا". مشيرا إلى أنه على هذا الأساس تبلورت فكرة العدالة الانتقالية وحكومة الوحدة الوطنية، لكن هذه الطبقات لم تلتقط الرسالة؛ بل رفضتها وقررت بوعي أنها ستحاربنا، وكان بالإمكان أن يقبلوا بهذه التضحية بالجماعات القليلة التي أوغلت في الفساد أو العنف.
المصالحة مع الجلادين:
وقال المرزوقي: "طلبنا توفير محاكمات عادلة على طريقة جنوب إفريقيا؛ «أنت جلاد قدم اعتذارك وأرجع أموال الدولة ونطوي الصفحة» ... قدمنا لهؤلاء عرضا بالغ السخاء والإنسانية والتحضر، لكنهم رفضوا ذلك وتآمروا على الثورة، وأجهضوها، ولا زالوا ماضين في تنفيذ مخططهم. للأسف الشديد هذا الخيار الاستراتيجي الذي اتبعوه ستنجم عنه عودة التشنج ودوامة العنف".
وأضاف: "أنا من أنصار المصالحة، ونظرت لذلك، لكن أنا تلميذ مانديلا وغاندي، وذهبت لجنوب إفريقيا مرتين، ودرست هذا المشروع، وكنت مستعداً لإعطاء لجنة العدالة الانتقالية كل ملفات رئاسة الجمهورية، لأن قناعتي هي العدالة الانتقالية لا الانتقامية التي أرفضها، لكنهم الآن يريدون مصالحة بدون محاسبة، واليوم أسمع أن هناك جلادين يتحركون بمنتهى الحرية، وضحايا مطالبين بتقديم اعتذارات".
الربيع الليبي:
وأكد أن ليبيا ومصر واليمن كل هذه البلدان التي قامت فيها ثورات كانت تسير في الطريق الصحيح، ثورة مدنية سلمية، تريد عدالة انتقالية ومصالحة وطنية على قواعد صحيحة، لكن في ليبيا وقعت مؤامرة على الربيع الليبي، وهذه المؤامرة كانت خارجية بالأساس. ما صار في ليبيا ومصر وتونس هو ليس فقط وليد التناقضات الداخلية، بل نتيجة خطة استراتيجية لإجهاض الربيع العربي ولدفعه نحو العنف والتسلح.
وأضاف أن هناك قادة ودولاً وضعت كل ثقلها لإجهاض الربيع العربي، وللأسف نجحت في ذلك، وسأفضحها في يوم من الأيام، وأحاكمها دوليا بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعوب والإنسانية.
أسطول الحرية:
وأكد أن مشاركته في أسطول الحرية لم تأتِ بالنتيجة المرغوب فيها، وهي رفع الحصار عن غزة، لكن على الأقل أعادت تسليط الضوء على مأساة أهلنا في غزة، وهنا أتحدث كحقوقي ... نحو مليون وسبعمائة ألف نسمة، هم موجودون في محتشد كبير وممنوعون من كل الحقوق المبدئية الإنسانية كحق السفر.
وأشار: أهل غزة اليوم هم بين المطرقة والسندان، مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان الحصار المصري. هم يدفعون ثمناً باهظاً لخلافات سياسية، ويحاكمون بالسجن دون ارتكابهم أي ذنب، لذلك كان ذهابي ومشاركتي في أسطول الحرية الثالث من موقعي كحقوقي ضرورة.
وقال: نحن بقينا 3 أيام بالمياه الإقليمية الدولية، ولما أوشكنا على الاقتراب من الشواطئ المصرية وقعت حينها عملية الاقتحام، حيث فوجئنا بزوارق عسكرية إسرائيلية تطوق السفينة، وهي عملية قرصنة بأتم معنى الكلمة، لأن السفينة كانت سويدية وترفع العلم السويدي، بالتالي هي أرض سويدية وبعيدة بنحو مائة ميل عن الشواطئ المصرية، وهذا يدل على أن الإسرائيليين لا يعترفون أصلاً بالقانون الدولي".
وأضاف: كنا نتوقع ذلك وهذا السيناريو ذكّرني بقصة غاندي، وهي قصة الملح الشهيرة، كان يعلم أن البريطانيين سيواجهون هذه الحملة السلمية بأقصى قدر من العنف، لكن هذا مبدأ المقاومة السلمية، وهو أنك تذهب وتعلم أن خصمك قد يواجهك بالسلاح، لكن من مبدأ القوة المعنوية تقبل خوض هذه المغامرة.
وعن معاملة الاحتلال الإسرائيلي معه، قال: حتى أكون موضوعياً تعاملوا معي باحترام، ولم تمارس ضدي أي مظاهر عنف جسدي أو معنوي، ثم خيروني في مسألة المغادرة، فاخترت الذهاب إلى فرنسا بحكم وجود زوجتي هناك.
ونفى صحة ما أشيع حول رفض الأردنّ ترحيله عبر أراضيها، كما نفى أنه يحمل جواز سفر فرنسياً.
مستقبل سوريا:
وعن مستقبل الثورة السورية، قال: "كنت أول من دعا لعقد مؤتمر دولي لأصدقاء سوريا، احتضنته تونس سنة 2011، وكنت أيضا أول من نبه لخطورة التسليح ولخطورة التدخل الأجنبي، وهو ما أغضب الكثير من الحاضرين آنذاك، الذين جاؤوا أساسا بهدف التسليح والتدخل الخارجي".
وأضاف: "بالنسبة لي، سوريا التي أعرفها وأحبها انتهت تماما، وبطبيعة الحال النظام السوري يتحمل جزءا كبيرا من هذا، وهو من دفع لقرار التسليح وإلى دوامة العنف".
وأوضح "أن قرارِي بقطع العلاقات مع النظام السوري إبان فترة حكمه كان قراراً سياديا وموقفاً ضد نظام يحارب شعبه ويرميه بالقنابل. المضحك أن تلك الأطراف نفسها التي هاجمتني ركزت حملتها الانتخابية ضدي وعلى وعود بإرجاع العلاقات مع الأسد، لكنها بعد الوصول لسدة الحكم لم تقم بذلك لأنه طُلب منها عدم القيام بذلك، إذاً الفرق أن قراري كان من منطلق سيادي، وقرارهم كان من منطلق ضغط دولي".
الاتفاق النووي:
وعن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، قال: "أنا مسرور بهذا الاتفاق لأنه يبعد شبح الحرب. وكنت من المدافعين عن حق إيران في امتلاك مشروع نووي سلمي، فنحن لسنا بحاجة لترسانة نووية، ويكفينا الترسانة النووية الإسرائيلية التي يجب أيضا أن يقع إجبار إسرائيل في يوم ما على التخلي عنها، حتى تكون كل المنطقة خالية من السلاح النووي وليس فقط إيران".
لكنه أكد ضرورة أن تحترم إيران سيادة الأمة العربية واستقلال سوريا والعراق ولبنان واليمنـ، وأن تكون علاقتها أخوية سلمية خارج منطق الغزو والهيمنة.