رواد السوق المركزي يشتكون من «الشبرات» المهترئة وقلة المواقف

alarab
اقتصاد 28 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد أفزاز
عبر كثير من رواد السوق المركزية عن امتعاضهم واستيائهم من الحالة المهترئة لشبرات بيع المنتجات، مشددين على أهمية الإسراع بإنشاء شبرات مغطاة ومكيفة ذات مواصفات عالية تحمي المستهلكين من لفحات الشمس، وتقي الخضراوات والفواكه من التلف والتعرض للبكتيريا. وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن أخطر ما يواجهونه بالسوق المركزية هو قلة المواقف ما يعطل مصالحهم ويثنيهم عن العودة إلى هذه السوق مرة ثانية. وأكد بعضهم أن بيع البطاطس والبصل وأنواع أخرى على أرض مكشوفة يرفع من درجات تعرض المستهلكين والبائعين لأخطار صحية، مؤكدين ضرورة بناء شبرات متعددة في كل مدن الدولة. ودعا البعض الآخر إلى تبكير توقيت فتح شبرة السلع المستوردة في وجه المستهلكين، لتفادي درجات الحرارة المرتفعة. قال أبو خالد إن «أصعب ما نواجهه عندما نقصد السوق المركزية للخضراوات والفواكه لشراء احتياجاتنا هي قلة المواقف، وهذا مشكل يؤرق الجميع»، مضيفا أن البحث عن موقف لسيارة يحتاج إلى وقت طويل، بيد أن بعضهم قد يعدل عن دخول السوق ويقرر العودة إلى بيته، حسب تعبيره. وأكد أبو خالد أنه بات يواجه مشكلة أخرى ويتعلق الأمر بتأخر فتح الشبرة المخصصة للخضراوات والفواكه المستوردة في وجه المستهلكين، بعدما عمدت إدارة حماية المستهلك إلى إغلاقها حتى الساعة التاسعة صباحاً إثر عودة العمل بالمزاد العلني. وقال أبو خالد في هذا السياق: «من قبل كنا ندخل السوق مبكرا، وهذا كان يساعدنا كثيرا، أما الآن فصرنا ندخله بعد الساعة التاسعة، وهو الوقت الذي تشتد فيه درجة الحرارة خاصة ونحن في فترة الصيف». وبخصوص الأسعار، أشار أبو خالد إلى أن الأسعار في الوقت الحالي مرتفعة بعض الشيء، مرجعا ذلك إلى ما قال إنها ندرة في بعض أنواع الخضراوات والفواكه، بسبب عامل الصيف، لكنه استدرك بالقول: «صحيح أن الأسعار الآن مرتفعة لكن الوضع يظل أفضل من ذي قبل». من جهته، أكد عادل الخزاعي أن ندرة مواقف السيارات تربك رواد السوق المركزية، وتجعلهم يفكرون كثيرا قبل المجيء، حتى لا تضيع عليهم أعمالهم. وكان سعادة الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني مدير إدارة حماية المستهلك بوزارة الأعمال والتجارة أكد قبل أيام أن قانون التسعيرة الجبرية للخضراوات والفواكه ساعد على خفض الأسعار على الأقل بالدوحة وضواحيها، مشيراً إلى شبرة المنتجات المستوردة بالسوق المركزية أصبحت تفتح اعتبارا من الساعة 8 صباحا وذلك قبل أسبوع مضى، بعدما تم منع البيع بها لمدة أسبوعين سابقين لتقييم التجربة بالكامل. مشكلة مستمرة وقال الخزاعي: «البحث عن موقف للسيارة مشكلتنا المستمرة مع السوق المركزية»، مضيفا أن الوقت المتأخر الذي أضحى تفتح الشبرة المخصصة للخضراوات والفواكه المستوردة زاد من معاناة المستهلكين. وتحدث الخزاعي أيضا عن مشكلة صغر مساحة الشبرة المخصصة للخضراوات والفواكه المستوردة في مقابل ارتفاع عدد روادها، وقال: «في الوقت الذي زاد فيه عدد سكان قطر لا تزال الشبرة هي نفسها منذ سنين من دون توسعة تذكر». وبشأن أسعار البيع بالسوق المركزية، رأى الخزاعي أنها معقولة بالمقارنة مع المحلات، التي لا تزال مرتفعة جدا برغم العودة إلى العمل بالتسعيرة الجبرية للخضراوات والفواكه، وقال: «أسعار محلات التجزئة في العالي، وما أشتري به صندوق مانغا أو برتقال في السوق المركزية قد لا يكفي لاقتناء حتى النصف في المحلات». متبعا بالقول: «ليست هناك رقابة حقيقية على المحلات برغم تفعيل التسعيرة الجبرية». بدوره، نبه علي أحمد علي إلى صعوبة عملية المرور بالمحاذاة مع السوق المركزية، وقال: «تارة تجد هذا الطريق مغلقا مؤقتا، وهذا يربك عملية المرور والحركة بداخل المحال»، داعيا إلى ضرورة العمل على تنظيم هذه العملية لتجنب الازدحام ومشاكل أخرى. ولفت علي أحمد علي إلى أن مساحة الشبرة المخصصة لبيع المنتجات المستوردة صغيرة جدا لا تتسع للعدد الكبير من المستهلكين، مطالبا بأهمية الإسراع في توسيعها وإصلاحها أو إنشاء بدائل جيدة لها، أسوة بتجارب دول خليجية أخرى. وقال: «هذه الشبرة ظلت هي هي، كما كانت قبل 30 سنة، رغم أن ذلك الزمان ليس هو زماننا، فالعالم كله تغير وعدد السكان زاد»، مضيفا: «الشبرة أصابها الصدأ، وليست هناك صيانة كافية». وأشار إلى أن البطاطس والبصل ومنتجات أخرى لا تزال تباع في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس الحارقة ولساعات طويلة ما يعرض -برأيه- البضاعة إلى التلف ويكبد التجار خسائر، فضلا عن تأثيرات ذلك على صحة المستهلك والبائع في آن واحد. وقال علي أحمد علي في السياق، من يرى حالة الشبرة المهترئة يخال نفسه في دولة ليست غنية. الحمد لله هذا البلد غني وبإمكانه بناء وتشييد أسواق نموذجية. هذا إهمال في الصيانة». وفيما يتعلق بأسعار المنتجات، أكد أنها مرتفعة مثلما هو الوضع في كافة أسواق العالم، لكنه شدد على أهمية أن يتم توحيد الأسعار خاصة في المحلات ليست القريبة من السوق المركزية فحسب بل في كل نقاط البيع بالبلد. وفيما أشار إلى أن هناك فروقات كبيرة بين الأسعار في السوق المركزية ومثيلتها بالبقالات ومحلات التجزئة، عبر علي أحمد علي عن اعتقاده بغياب تطبيق فعلي للتسعيرة الجبرية للخضراوات والفواكه. وأعلنت وزارة البلدية والتخطيط العمراني في وقت سابق من هذا العام أنها تتوفر على مشروع شامل لتطوير السوق المركزية، بيد أن المجلس البلدي ما فتئ يوجه انتقادات بشأن تأخر تنفيذ هذا المشروع. وقد جعل بعض المرشحين في حملاتهم الانتخابية الأخيرة، قضية السوق المركزية وترتيبه من أهم القضايا التي كان يتحاور بها مع المواطنين. غياب التنظيم من جانبه، لفت محمد عبدالله النعيمي إلى أنه في كل مرة يقصد فيها السوق المركزية يواجه فيها صعوبة بالغة في الحصول على موقف للسيارة، ما يضيع عليه أوقات ومصالح متعددة. وقال: «أهم مشكل بالنسبة لي هو الحصول على موقف للسيارة»، مضيفا أن السوق لا تزال غير منظمة بالشكل الكافي. وطالب في هذا السياق ببدل جهود إضافية لتوفير ظروف تسوق أفضل للمستهلكين. على المنوال شدد الدكتور يحيى عزام عبدالله على أهمية توفير مواقف متعدد للسيارات لمواجهة واحدة من أهم المشاكل التي يواجهها رواد السوق المركزية. وطالب الدكتور يحيى عزام العبدالله بضرورة بناء شبرة مغلقة ومكيفة لتجنيب المستهلكين والمتسوقين والتجار أضرار الحرارة. وفيما أكد أن جهود وزارة البلدية في تنظيف السوق جيدة، دعا التجار والبائعين أيضا إلى الاضطلاع بدورهم في مساعدة الوزارة على تنظيف المكان. أما بخصوص بيع الطماطم والبصل ومنتجات أخرى في الهواء الطلق، قال يحيى عزام العبدالله إن بيع منتجات تعرضت لأشعة الشمس لفترة طويلة لا يعرض المستهلك وحده لمخاطر صحية فقط بل والعمال أيضا. ولفت إلى غياب «برادات مياه» تساعد رواد السوق على أن يرووا عطشهم خاصة في فترة الصيف التي تمر بها البلاد حاليا. وفي وقت أشاد فيه بدور الشرطة في تنظيم المرور خلال الفترة القليلة الماضية، نبه الدكتور يحيى عزام العبدالله إلى أن فترة التبضع من السوق المركزية أضحت صغيرة جدا وفي وقت غير مناسب حين تشتد الحرارة، مطالبا بتعديل هذا التوقيت مراعاة لصحة المستهلكين وبخاصة كبار السن الذين يقصدون السوق بكثافة، فضلا عن تجنيب الخضراوات والفواكه من أي تلف. ورأى أنه برغم استصدار قرار بالعودة إلى التسعيرة الجبرية للخضراوات والفواكه إلا أن أسعار محلات التجزئة لا تزال مرتفعة، الشيء الذي لا يزال يدفع المستهلكين إلى تفضيل خيار الشراء من المركزية على المحلات القريبة من بيوتهم. تأخر وعبر علي محمد علي من جانبه عن استيائه من تردي حالة شبرة الخضراوات والفواكه المستوردة، وعدم تنظيم العمل بها، فضلاً عن زحمة المرور. وقال: «الشبرة قديمة ولا تساعد على التسوق بشكل جيد خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة»، مشيراً إلى أنها غير مكيفة، كما أنها لا تتوفر على عازل حراري يحمي المستهلك والبائع والبضائع. ورأى أن تأخر فتح الشبرة في وجه المستهلكين بات يعوق الناس في زيارة السوق المركزية لاقتناء احتياجاتهم. مقترحاً اعتماد توقيتين واحد لفترة الصيف ويبدأ من الساعة السابعة صباحاً، والثاني في فترة الشتاء، وقال إنه لا ضير من تأخيره لأن انخفاض الحرارة وقتها لا يطرح أية مشكلة. وبخصوص بيع البطاطس والبصل والبطيخ على المكشوف، نبه علي محمد علي إلى أن هذه الوضعية تعرض الكل لمخاطر صحية. وقال: «البضاعة والمستهلك والبائع الكل متضرر من هذه الوضعية»، مشددا على أهمية بناء شبرة مغطاة لتجاوز مثل هذه المشاكل. وقال بهجت الباكر بدوره إن أسعار الخضراوات والفواكه بالشبرة المخصصة للمستورد تتغير بين عشية وضحاها وبشكل كبير، مضيفا أن البضاعة ليس طازجة بما يكفي إما بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو لطول المسافة التي تقطعها من بلد التصدير نحو الدوحة، مشددا على تنظيف المكان بشكل دائم وترتيب أماكن البائعين. واستشهد بكون بعض البلدان المجاورة تتوفر على شبرات وأماكن مكيفة بالكامل تخصص لبيع الخضراوات والفواكه. وطالب في هذا الصدد بضرورة تكييف الشبرة لحماية الخضراوات والفواكه من التلف، وكذا حماية رواد هذه الشبرة من أية مخاطر صحية. وفيما أكد أن قلة المواقف تعد أكبر مشكل يعانيه من يقصد السوق المركزية، قال عن نفسه إنه كلما قصد السوق كلما تكبد خسارة مالية بسبب المخالفات التي تسجل عليه نتيجة عدم وجود مواقف، وعلق على هذه الوضعية بقوله: «أصبحت صديق إدارة المرور». وبشأن مكان بيع البطاطس والبصل، قال بهجت: «البيع على المكشوف يشكل خطورة صحية، والبضاعة التي تتأخر يوم يومين تنقل جراثيم»، مضيفا: «لا بد من تغيير هذا الوضع، ولا بد من البحث عن شبرة جديدة مكيفة وذات شروط جودة عالية حماية للبضاعة والمستهلك والبائع». وضمن مشاركتها بجهود الدولة الهادفة للارتقاء بمستوى وجودة الخدمات المقدمة للمستهلك ضمن بيئة سليمة متكاملة عبر شركة حصاد العالمية في وقت سابق عن نيتها المشاركة في تصميم السوق المركزية، مع توقعات بأن يكتمل المشروع خلال عامين من مشاركتها. قلق وأوضح راشد المري هو الآخر أن بحثه عن موقف لسيارته يأخذ منه نحو ساعة ونصف الساعة كلما دخل السوق المركزية للخضراوات والفواكه. وقال إن الحرارة تضايق المستهلكين وتقلق راحتهم، داعيا إلى تكييف الشبرة وإعادة إصلاحها حتى تكون في حالة جيدة لعرض البضائع وإقامة عملية تسوق طبيعية. وعلق راشد منصور العذبة من جهته على بيع البطاطس والبصل في مكان مكشوف بالقول: «إذا كنا نحن البشر لا نتحمل حرارة الصيف فكيف بهذه الخضراوات»، مضيفا بالقول: «هذا المكان يمكن أن يجمع بكتيريا وأمراض». وطالب بتوفير شبرة ثالثة لبيع هذه الأصناف من الخضراوات مع ضرورة توسيعها وتكييفها، ونبه إلى أهمية توفير شبرة واحدة على الأقل في كل تجمع سكاني كبير في البلد وليس في الدوحة فقط. وقال راشد منصور العذبة في هذا السياق: «أنا أتيت من الشحانية إلى هنا لاقتناء الخضراوات والفواكه، وهناك أشخاص يأتون من دخان ومن أماكن بعيدة». وبالإضافة إلى جملة ما قال عنها المستهلكون ورواد السوق المركزية إنها مشاكل، أكد سائقو شاحنات البضائع المستوردة إنهم يعانون ظروفا قاسية، بسبب إلزام بعض التجار لهم بالبقاء بالدوحة لأيام طويلة إلى حين نفاد السلعة مع رفضهم دفع تعويضات على ذلك، بيد أن آخرين قالوا إنهم لم يواجهوا أية مشاكل بالمطلق. وفي هذا الصدد، قال أحمد جاسم سائق أردني: «التاجر هنا لا يفرغ بضاعته إلا بعد مرور 7 أو 8 أيام، ونظل محبوسين هنا، وعندما نطلب منه تعويضا عن العطلة لا يستجيب لطلبنا ويقول: أنا من يقرر متى سترحل». وتقطع الشاحنات التي تحمل البضاعة من الأردن نحو 1700كم حتى تصل إلى الدوحة، وتستغرق الرحلة، حسب أحمد جاسم نحو 6 إلى 7 أيام. وأضاف: «تحولت شاحناتنا إلى ثلاجات كبيرة لحفظ السلع لفائدة التجار إلى حين نفادها». بالمقابل، قال سائق سوري -فضل عدم ذكر اسمه- إنه لا يواجه بالمطلق أية مشاكل بالسوق المركزية، وأضاف أن البضاعة التي ينقلها من سوريا نحو قطر يتم شحنها ونقلها وتصريفها بالسوق وفق ظروف جد عادية. وأكد أن التاجر بقطر يمكن سائقي الشاحنات من حقوقهم كاملة، ملفتا إلى أن البضاعة السورية لا تزال تدخل نحو قطر ودول أخرى دون قيود برغم ظروف الاضطرابات السياسية بذلك البلد.