قدمت شركة فضائية للإنتاج الفني مسرحية «نخل» ضمن العروض المتنافسة في الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان الدوحة المسرحي الذي تنظمه وزارة الثقافة في الفترة من 21-31 مايو الجاري.
المسرحية من تأليف واخراج فيصل رشيد مسرحية في التمثيل كل من أسرار أحمد، العقلان محمد، عادل، ناصر حبيب، روان وحلاوي، ومساعد مخرج خالد خميس، والاشراف العام لحمد عبدالرضا.
وتناول العرض حكاية شخصية تجد نفسها في فضاء غريب، لا يشبه بيئتها ولا تفاصيلها المألوفة، لتبدأ رحلة من التساؤلات والرمزيات التي تفتح المجال أمام تأويلات متعددة، ما يجعل العمل مساحة للتفكير حول الاغتراب، والانتماء، وتحولات الذات. فهذا الغريب يحاول التمسك بمبادئه وهويته امام محاولات البيئة التي وقع فيها والتي لم تظهر بوضوع طبيعى الفارق هل طبقي اجتماعي او فارق سلطوي سياسي ويحاولون بكل ما اوتو من قوة لاخباره على الخضوع وتتواصل المحاولات لتغيير هذا الشخص فيعلن قبول الموت قبل تغيير هويته
ويميل العرض: «نخل» يميل إلى التجريب بأسلوب بصري مختلف، مدعومًا بعناصر حركية وكوريغرافيا من أداء فرقة “رحل”، ما يعزز البُعد الجمالي والتعبيري في المسرحية تقدم تجربة فنية لا تكتفي بالحكي التقليدي، بل تتوسل بالصورة والرمز والإيقاع.
وقال الفنان حمد عبدالرضا في العرض التقديمي إن المسرحية تأتي كتحريك فنية جديدة تحمل في طياتها رؤية مبتكرة وصوتا شابا يعبر بصدق عن قضايا الإنسان وهمومه ضمن قالب مسرحي بصري وفكري ناضج.
في سياق متصل ضمن فعاليات النسخة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، أقيمت ندوة فكرية بعنوان “المسرح في ظل الذكاء الاصطناعي وصراعه مع الإبداع الإنساني” على خشبة مسرح يوفينيو، بحضور عدد من المهتمين والنقاد، واستضافت الندوة كلًا من الدكتور سامح مهران وسعود عبدالله الكواري، وأدارها الإعلامي صفوت الغشم.
استهل د. سامح مهران الندوة بورقة بعنوان “الذكاء الصناعي وأزمة المثقف”، أكد فيها أن المسرح المعاصر لطالما استخدم الوسائط التكنولوجية كالفيديو والمؤثرات الصوتية، إلا أن دخول الذكاء الاصطناعي مرحلة “المشاركة في الإبداع” يطرح إشكالات غير مسبوقة. واعتبر مهران أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره، لا يمتلك القدرة على الإبداع الحقيقي لأنه يفتقر للتجربة الإنسانية، مشيرًا إلى أن التقنية قد تؤدي إلى تسطيح الوعي الجمعي إذا تحولت إلى بديل لا إلى أداة، محذرًا من “توحيد الذوق والثقافة والهوية في قالب استهلاكي واحد”.
وقدم سعود الكواري ورقة بعنوان “الإبداع بين أدوات التعبير وتحولات التقنية”، استعرض فيها مواقف رياض السنباطي وعبدالحسين عبدالرضا من أدوات التجديد في زمنهما، مؤكدًا أن الإبداع لا ينفصل عن الوعي بالذات. وطرح الكواري تساؤلات عميقة حول دور الذكاء الاصطناعي في العملية الإبداعية، مشددًا على أن الخطر لا يكمن في تطور الأداة، بل في غياب المبدع الحقيقي خلفها، ليخلص إلى أن الإبداع سيظل قائمًا ما دام الإنسان قادرًا على الحلم والتساؤل.