أكد دولة السيد فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا حرص بلاده على بناء شراكة استراتيجية مع دولة قطر في مختلف المجالات في ضوء تنامي علاقات التعاون بين البلدين خلال العقدين الأخيرين.
وقال دولة رئيس وزراء هنغاريا في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" : "إن العلاقات بين هنغاريا وقطر تشهد نموا مطردا والبلدان حريصان على تعزيزها في شتى المجالات بما يخدم مصالح الشعبين".
وأشار إلى أن البلدين حددا عدة مجالات استراتيجية للتعاون تمثل أولوية لهما في المرحلة المقبلة تشمل الطاقة والزراعة والبنية التحتية خاصة ما يتعلق بالنقل الجوي، إضافة إلى التعاون في المجالين الأمني والعسكري.. مضيفا "هذه المجالات تم تحديدها والاتفاق عليها ونمضي قدما في تطويرها".
وأوضح أن التعاون في مجال الطاقة أمر في غاية الأهمية بالنسبة لهنغاريا "التي تسعى لشراء الغاز المسال القطري بعد العام 2026".. فيما سيمثل التعاون الزراعي فرصة ثمينة للبلدين الصديقين ويعزز جهود قطر في مجال الأمن الغذائي.
وذكر أن التعاون بين قطر وهنغاريا في مجال البنية التحتية يركز حاليا على قطاع النقل الجوي.. مشيرا إلى أن البلدين يناقشان حاليا إمكانية استقطاب استثمارات قطرية إلى هذا القطاع وخاصة المطارات.
وعن جولة المشاورات السياسية في مارس الماضي، أوضح أن تلك المشاورات بين البلدين تناولت موضوعين هما التحضير لزيارته (الحالية) لدولة قطر، والثاني موضوع إعفاء القطريين من تأشيرة /شنغن/ و"الذي تدعمه هنغاريا كبلد عضو في الاتحاد الأوروبي بقوة".
وتحدث دولة السيد فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا عن الأسس التي تقوم عليها العلاقات القطرية الهنغارية والتي حددها بالاحترام الشخصي، والتعاون السياسي، وكذا التعاون الاقتصادي.
وقال إنه ومنذ توليه رئاسة الوزراء في بلاده في العالم 1999 أبدى حرصا على تعزيز العلاقات مع دولة قطر، وربطته علاقات وطيدة مع قيادتها، تقوم على الاحترام والثقة والمصالح المشتركة.. مضيفا "هذا ما يميز العلاقات القطرية الهنغارية على الدوام".
وتابع قائلا "على صعيد التعاون السياسي بين البلدين، لدينا إيمان مشترك بأهمية الحفاظ على السيادة، والقيام بدور فاعل ومؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وعن ركيزة التعاون الاقتصادي، أكد أن التعاون بين البلدين يمضي قدما لبناء تعاون وشراكة استراتيجية تخدم البلدين "لاسيما وأن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا على صعيد التطور الاقتصادي والاجتماعي وهو ما يعزز رغبتنا في هذا التعاون بما يخدم بلدنا الذي يشهد تطورا بشكل ديناميكي بالتوازي مع دول وسط أوروبا".
ونوه دولة السيد فيكتور أوربان في سياق متصل بدور دولة قطر في دعم أمن الطاقة في أوروبا.. وقال إن "هذا يعكس مدى اعتمادنا على بعضنا في المجال الاقتصادي وارتباطنا بمصالح استراتيجية اقتصادية مشتركة".. مشيرا إلى ما يجمع دولة قطر وهنغاريا من مصالح اقتصادية واعدة في قطاعات المواصلات والبنى التحتية والزراعة وقطاع المعلوماتية.. ومؤكدا أن لدى بلاده رغبة وحرصا على تعاون وشراكة استراتيجية مع قطر في هذه المجالات وغيرها.
ومضى إلى القول إن "هذا التعاون يتطلب صوتا مشتركا وتبادلا للزيارات واللقاءات بين قيادتي البلدين والمسؤولين الحكوميين إلى جانب الاستفادة من الخبرات المتراكمة".
وأضاف "أستفيد كثيرا من نصائح وخبرات القيادة الرشيدة في دولة قطر في كثير من القضايا والمسائل التي تهم بلدنا.. كما نستفيد من المنظومة التشريعية القطرية وننوي نقل التجربة إلى هنغاريا ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بإدارة العمالة الوافدة لاسيما ونحن مقبلون على دراسة هذه المسألة في البرلمان".
وأشاد في هذا السياق بالدور المحوري السياسي والإنساني الذي تلعبه دولة قطر لبناء السلام عبر الوساطات ومساعدة الحكومات في جهود التنمية.. مؤكدا أن دولة قطر نجحت في القيام بدور الوساطة في كثير من الأزمات مما يعكس ثقلها السياسي ودبلوماسيتها الفاعلة.
وأكد أن المساعدات التنموية والإنسانية التي تقدمها دولة قطر للدول المحتاجة تنعكس على أمن واستقرار العالم وتحد من الهجرة غير الشرعية وما يرتبط منها بمآس إنسانية.. داعيا إلى جهود دولية لتنمية المناطق الفقيرة حول العالم "باعتبار ذلك حلا جذريا للهجرات غير الشرعية وضمان حياة آمنة وكريمة للإنسان أينما كان".
كما دعا دول العالم كافة إلى الانفتاح والتعاون لحل الأزمات وتوطيد العلاقات الاقتصادية التجارية والاستثمارية وتشجيع التعاون بين الجامعات لتنال جميع مناطق العالم فرصا متساوية من التنمية والتقدم والتحديث.
وتطرق إلى الأزمات المحيطة بالعالم جراء الحرب في أوكرانيا، التي وصفها بالخطيرة.. وقال "كان على الدبلوماسية أن توقف هذه الحرب الخطيرة قبل اندلاعها، وأعتقد أن الوقت قد حان لعودة الدبلوماسية".
وأشار إلى تبعات الحرب على الاقتصاد العالمي "حيث إن الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة تسببت في ارتفاع معدلات التضخم وتكلفة المعيشة في العالم برمته".
وأكد دولة رئيس وزراء هنغاريا في هذا السياق، على تقارب الموقفين القطري والهنغاري فيما يتعلق بالدعوة إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية وحل النزاع سلميا عبر الحوار.. وقال "إن العالم أجمع يدفع اليوم ثمن هذه الحرب وموقفا بلدينا متقاربان جدا فنحن دولتان تسعيان للسلام".
وأضاف أن " الأزمة الروسية الأوكرانية لن تحل عسكريا، وهذه الحرب لا رابح فيها، بل ستتفاقم الخسائر البشرية ولن يصل طرف إلى مبتغاه، والمطلوب الآن وقف القتال وبناء السلام وهذا ما تراه قطر وهنغاريا".