"كوكب اليابان الشقيق.. كوكب آخر غير كوكب الأرض الذي نسكنه"، وعلى قدر ما يبدو هذا التوصيف مبالغاً فيه، إلا أن ما نشهده ونسمعه ونتلقاه من هذا البلد؛ يوحي بأنه يسبق أشواطاً كبيرة في كل شيء.
وآخر ما أتحفنا به اليابانيون من تقدم ورقي، تمثّل في خبر نشر على موقع DailyMail مفاده أن هناك محطة قطار مفتوحة وتعمل بالكامل منذ 3 سنوات من أجل راكبة واحدة فقط، هي طالبة في المرحلة الثانوية.
هذه المحطة ليست كباقي المحطات، فهي ما زالت تعمل على الرغم من قرار هيئة السكة الحديد إغلاقها بعد الانخفاض الكبير في عدد ركابها بسبب موقعها الجغرافي النائي ولعدم وجود مسافرين آخرين عدا هذه الطالبة، لكن شركة السكة الحديد اليابانية رفضت هذه الفكرة تماماً، وأكدت أهمية بقاء هذا القطار من أجل الحفاظ على المسيرة الدراسية لهذه الفتاة وعدم تعطيلها.
وقد تم تعديل مواعيد القطار لتكون مطابقة لمواقيت ذهابها وعودتها من المدرسة، وسيظل هذا القطار في خدمتها حتى انتهائها من دراستها وحصولها على الشهادة. كل هذا يأتي تأكيداً على تعظيم اليابان لشأن العلم والطلاب الذين يمثلون مستقبل بلادهم.
ومحطة القطار النائية هذه تُسمى "كامي شيراتاكي"، وتقع في جزيرة هوكايدو، ثاني أكبر جزر اليابان وتحديداً في منطقة شمال أقصى الجزيرة وتتميز بطقس شديد البرودة.
ومن المرتقب أن يتم إغلاق هذه المحطة حالما تنتهي هذه التلميذة من دراستها في شهر مارس القادم.
وقد لقي هذا القرار ترحيباً شديداً وعلّق شخص قائلاً: "لماذا لا أموت من أجل دولة مثل اليابان عندما تكون مستعدة للذهاب ميلاً إضافياً فقط من أجلي".
ويعد تراجع الهيئة اليابانية عن قرار إغلاق محطة القطار تعبيراً صارخاً عن الاحترام الذي يلقاه المواطن الياباني من بلده، وأيضاً تأكيداً على احترامها للعلم والطلاب الذين يمثلون مستقبل بلادهم.
م.ا
