ارتفاع حصيلة ضحايا موجة الحر في الهند إلى 1500 شخص

alarab
حول العالم 28 مايو 2015 , 05:05م
أ.ف.ب
تواجه المستشفيات في الهند اليوم - الخميس - تدفقاً لضحايا موجة الحر، التي أسفرت، حتى الآن، عن مصرع حوالي 1500 شخص، خلال أكثر من أسبوع.

ويموت مئات الأشخاص - خاصة بين المعدمين - صيف كل سنة؛ بسبب موجة الحر في الهند، لكن يبدو أن 2015 سيكون العام الذي تسجَّل فيه أعلى درجات حرارة منذ 1995، عندما أودى الحر بحياة 1677 شخصا حسب الأرقام الرسمية.

ففي أندرا براديش - التي تعد إلى حد ما الولاية الأكثر تضررا - تُوُفِّيَ 1020 شخصا منذ 18 من مايو الجاري، أي أكثر من ضعف عدد ضحايا موجة الحر على امتداد العام الماضي، ويقول الأطباء في هذه المنطقة إنهم لم يشهدوا هذا العدد من الإصابات الخطيرة من قبل.

وقال جي في سوباراو - الطبيب في معهد راجيف غاندي لطب العلوم - إن "مراكزنا ممتلئة".

وأضاف: "أعمل طبيبا منذ 40 عاما، ولم أر شيئا كهذا من قبل، وثَمَّة عددٌ من الأشخاص يصلون وقد تُوُفُّوا".

وأوضح أن الضحايا الرئيسين هم الأكثر فقراً والأطول عُمراً، وهم - أيضاً - الأقل اطلاعا على مخاطر الحر، ويقول خبراء إن عدد الضحايا أكبر من ذلك على الأرجح.

وفي تلانغانا المجاورة، حيث بلغت الحرارة 48 درجة مئوية خلال عطلة الأسبوع، مات 340 شخصا في الأيام الأخيرة، في مقابل 31 العام الماضي.

وقال أرجونا سرينيدي - المسؤول عن برنامج التغير المناخي في "مركز العلوم والبيئة" للبحوث - إن "موجة الحرارة في 2015 كانت أقصر حتى الآن، لكن حصيلة الضحايا أكبر".

وأضاف: "قد يكون ذلك ناجما عن التغير المفاجئ لدرجات الحرارة بعد شهري فبراير ومارس، اللذين تميزا بالرطوبة وأتاحا درجات حرارة منعشة".

وفي نيودلهي - حيث بلغت الحرارة 45 درجة مئوية - تواجه المستشفيات صعوبات في التعامل مع موجات المصابين.

وأوضح أجاي ليكي، رئيس "مركز دلهي الطبي"، أن "المستشفيات تغص بضحايا موجات الحر".

 وأضاف أن "المصابين يشكون من أوجاع في الرأس والدوار. وتظهر عليهم أيضا علامات الهذيان"، ملمحا بذلك إلى أعراض الجفاف الحاد.

ويؤدي الارتفاع في استهلاك الكهرباء - الناجم عن استخدام مكيفات الهواء - إلى انقطاع التيار، بالتالي في العاصمة.

وأمام "معهد العلوم الطبية للهند" - أحد أكبر المستشفيات الرسمية في دلهي، وفي صفوف الانتظار الطويلة - تحمل النساء قوارير المياه وعصير المانجو، وتحاول أخريات تهدئة أطفالهن الذين يبكون، ويغطين رؤسهم بمناديل لحمايتهم من الشمس الحارقة.

وقالت سيما شارما، ربة المنزل (34 عاما)، التي جاءت مع ابنها (4 سنوات): "الليلة الماضية، بقينا خمس ساعات تقريبا دون التيار الكهربائي". وأضافت: "تستطيع أن تتخيل كيف أمضينا تلك الساعات. لم يتمكن من النوم، وكان يبكي باستمرار. وهو محموم الآن".

وتفيد المعلومات الصحافية غير المؤكدة أن شخصين تُوُفِّيَا في دلهي، حيث ينام آلاف الأشخاص في الخارج دون حماية.

وطلبت سلطات المدينة مكيفات هواء لمراكز استقبال المشردين، وهي غالبا ما تكون أكواخاً من الصفيح بلا نوافذ. ولم يجهز القسم الأكبر منها إلا بمراوح صغيرة، بالتالي تبلغ درجات الحرارة في الداخل ذروتها.

وقال عامل في قطاع البناء لصحيفة هندوستان تايمز اليومية: "عندما ترتفع درجات الحرارة يصبح من الصعب النوم في كوخ من الصفيح".

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية تحسنا طفيفا لحالة الطقس في شمال الهند، الذي يواجه، بالتالي، رياحا ساخنة وجافة.

وقال براهما براكاس ياداف مدير "دائرة الأرصاد الجوية الهندية": "نعتقد أن موجة الحرارة ستستمر أربعة أيام إضافية أو خمسة".

وذكرت وكالة برس تراست أوف إنديا أن 43 شخصا قد تُوُفُّوا جراء ارتفاع درجات الحرارة في أوريسا.

وتُوُفِّيَ ثلاثة عشر آخرون في ولاية بنغال الغربية المجاورة، واثنان في مهاراشترا (غرب)، حيث لن تتغير الظروف المناخية حتى وصول الرياح الموسمية في يونيو.