مرشح قطر لليونسكو يعرض برنامجه أمام المجلس التنفيذي
محليات
28 أبريل 2017 , 01:20م
قنا
عرض سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري مستشار بالديوان الأميري، ومرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة برنامجه الانتخابي ورؤيته للمنظمة أمام أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو والبالغ عددهم 58 عضواً، برئاسة الألماني ميخائيل ووربس.
وأكد المرشح القطري خلال تقديم برنامجه مساء أمس، على رسالة اليونسكو في إقرار السلام،قائلا" من أجل السلام كانت اليونسكو ومن أجله يجب ان تستمر " مشيرا إلى أنه حظيّ خلال مسيرته التعليمية والمهنية على الاطلاع والتحاور مع الثقافات المختلفة ،قائلا "عشتُ بكياني وفكري ثراء التجربة الإنسانيّة في بناء الحضارات والبحث الدّائم عن السّلام ".
وأشار في كلمته إلى إنّ روح اليونسكو تعني ضمنيا حق أي حضارة في أن تكون على رأس الإدارة العامة لهذه المنظمة، والحضارة العربية، على غرار أي حضارة أخرى يحق لها أن تترأس اليونسكو.
وتناول الدكتور الكواري في كلمته أهم مشكلات المنظمة حاليا وانها رغم النجاحات الكثيرة إلا أن هناك تراجعا للإدراك بدورها لدى عامّة الناس ممّا غيّب التّعاون معها، و منها ما هو سياسيّ أيضا متمثّلا في غياب توافق الآراء الذي قامت عليه معظم قرارات المنظّمة ممّا أدّى إلى الأزمة الماليّة الحاليّة ".
كما تحدث عن دور اليونسكو في التعليم وضرورة الاستمرار في توفيره لكلّ أطفال العالم المحرومين، لأنه لن تتحقّق أيّة تنمية دون تعليم و مشاركة النّساء المتعلّمات، منوها إلى أهمية التعليم النّقدي وتطوير البرامج لغرس القيم الإنسانيّة المشتركة مثل التّسامح والتفاعل بين الثقافات ما يُحقّق في نهاية المطاف تجفيف منابع الإرهاب الفكريّة.
ونبه المرشح القطري إلى دور الإسهام العلمي والتكنولوجي في مواجهة تحديات المنظمة، والاستفادة بما لديها من خبراء وعلماء ،مؤكدا أنه سوف يعمل بشراكة مع المجموعات العلمية لتكون اليونسكو بيتا للعلماء والخبرات من كلّ أصقاع الأرض .
وقال "علينا أن نتيح لهذه الكفاءات فرص إبداع المنتجات العلميّة والمعرفيّة للتصدّي لمشكلات التّنمية في جميع البلدان من خلال البحث التّطبيقي والتّكنولوجي "، مشيرا إلى دور العلوم من خلال توثيق العلاقات بين العلماء والخبراء في الموضوعات ذات الصّلة بالقضايا الإنسانيّة للعمل على الحدّ من انعكاسات الكوارث والأزمات الطبيعيّة المختلفة كالفيضانات والزلازل والتغيّرات المناخيّة ومشاكل المياه والتفاعل معها .
وتناول الدكتور الكواري في رؤيته أهمية التّراث العالمي واعدا بمواصلة مسار المحافظة عليه وحمايته من براثن الأيادي المخرّبة، داعيا إلى وضع تشريعات تحمي التراث المشترك باعتبار اليونسكو الحاضنة الشّرعيّة و المكان المناسب لسنّ القوانين لحماية التّراث المادّي وغير المادّي للإنسانيّة .
وألمح إلى دور" اليونسكو" في إقرار الحوار بين الثقافات والحضارات وطرق تعزيز ذلك عن طريق الاتصال بمثقّفي العالم ودوائر المعرفة والإعلام المفتوح واستخدام الوسائل الحديثة للاتّصال بالشّباب وحثّهم لإدراك أهداف اليونسكو، مشددا على رسالة المنظمة في رعاية الحريات وإقرار حرية التعبير والدفاع عن الصحفيين والمبدعين والفنانين في العالم الذين يواجهون الاعتداءات في مناطق النزاع وفي غير مناطق النزاع، وهو ما يدعو إلى تطوير الشّراكات مع المؤسسات الإعلاميّة ومنظّمات المجتمع المدني لدعم حرية التعبير.
وأشار إلى دور موظّفي المنظّمة وأهمية دعمهم وإتاحة الفرص لتقديم أفضل ما لديهم لخدمة المنظّمة وأهدافها ، موضحا أن هذه الاهداف لن تتحقق دون وجود الحوكمة الجيّدة والشفافيّة المطلقة والمحاسبة ، مؤكدا أنّ اليونسكو في حاجة لكلّ دول العالم دون استثناء، صغيرة أم كبيرة، وأنه لن يدخر الجهد للحوار مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة لتعود سياسيّا وماليّا إلى المنظّمة.
وشدد المرشح القطري على أنه سوف يبذل قصارى جهده لتطوير المنظمة، وذلك بالتعاون مع المؤتمر العام والمجلس التنفيذي وموظفي المنظمة، الذي ينبغي تذليل كافة العقبات، لأداء مهمتهم وتحقيق أهدافها النبيلة، داعيا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لتستعيد المنظمة مكانتها عالميا، مقترحا إنشاء صندوق خاص للصناعات الصغيرة يهدف لمساعدة الدول الأكثر حرمانا واحتياجا على أن تتم إدارته بشفافية.
وقال "تناقشت بشأن هذا الصندوق مع عدد من رجال الأعمال وهم مستعدون للمساهمة فيه وتحويله إلى حقيقة، و إذا انتخبت مديرا عاما لليونسكو فسوف أطلقه ابتداءً من اليوم الأول لتولي المنصب".
وأكد أن الأزمة التي تشهدها اليونسكو حاليا هي أزمة سياسية أكثر من كونها مالية ،وينبغي معالجة هذه الأزمة من خلال استراتيجية شاملة ، ففي السابق كانت عملية اتخاذ القرار عبر التوافق في الرأي نهجا سائدا، وعلينا أن نعيد إحياء هذا النهج عن طريق انتخاب مدير يؤدي دوره بشكل محايد" .