السوري سنحاريب ملكي لـ «العرب»: نادم على توقيعي للوكرة
رياضة
28 أبريل 2017 , 03:36ص
علاء الدين قريعة
مع رحيله عن نادي قاسم باشا التركي نهاية الموسم الماضي كان السوري سنحاريب ملكي ينتظر عدة عروض أوروبية من بلجيكا وهولندا، لكن بعض الظروف التي رافقته أجبرته على عدم خوض الموسم الكروي في 2017 مع أي نادٍ قبل أن يحصل على عرض الوكرة قبيل نهاية مشوار دوري نجوم قطر، ولم يسعف الحظ سنحاريب في تقديم المنتظر منه مع النواخذة بحكم الظروف القاهرة التي كان الوكرة يعيشها، فضلاً عن حالة الانهيار واقترابه من الهبوط، وبالتالي اعترف سنحاريب بأن خطوة موافقته على عرض الوكرة لم تكن موفقة بل اعتبرها فاشلة إلى حد كبير.
«العرب» زارت سنحاريب ملكي مهاجم فريق الوكرة الذي يستعد للرحيل مع انتهاء عقده مع النواخذة فكان الحوار معه عن عدة مسائل.
كيف تنظر إلى التجربة التي قضيتها في الوكرة وهي الأولى لك في منطقة الخليج؟
- تعاقدت مع الفريق بمرحلة حرجة ولم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، ومن المؤسف أن الثقة كانت غائبة لدى جميع اللاعبين ولم يكن لديهم الحافز والدافع، فضلاً والروح لم تكن حاضرة وكل لاعب كان يلعب لنفسه، وعلى ما يبدو هناك خلافات كبيرة داخل الفريق وهناك صراعات كبيرة، الأمر الذي جعل الأجواء غير مريحة من أجل بقاء الفريق في دوري النجوم.
في المباراة الأخيرة سجلت أول هدف لي من ركلة ترجيحية، ولعبت في أول مباراة أمام العربي وبعدها 3 مباريات ودية قبل أن أتعرض للإصابة التي أجبرتني على الغياب، وقمت بتدريبات قاسية على رمال البحر وجلسات علاج فيزيائي، كما نصحني الطبيب المشرف لشعوري بآلام كبيرة، وللأسف الحظ لم يقف معي والإصابة جاءت في توقيت سيئ.
وفي كأس الأمير الوكرة خرج مبكراً على يد الشحانية فهل النتيجة على خلفية الهبوط للدرجة الثانية؟
- لم يكن خروجنا من كأس الأمير شيئاً مختلفاً، حيث كان الفريق يتعرض لأهداف سهلة في الدوري، وبالتالي كانت مشاركتنا في كأس الأمير على خلفية الإحباط الذي خيم على أجواء الفريق وتراجع المعنويات؛ لذا الخسارة كانت متوقعة، وحاولنا تقديم صورة جيدة بعد أن عدلنا النتيجة ولكن ركلات الترجيح لم تكن معنا.
ولماذا المدرب لويس ألبرتو فضل بقاءك على المقاعد الاحتياطية؟
- الإصابة منعتني من الدخول بصفة أساسية ولم أكن جاهزاً بنسبة %100 وقلت للمدرب إنني تحت تصرف الفريق في حال طلبت مشاركتي ولكن لست جاهزاً بالصورة المطلوبة، وسألني المدرب عن مدى جاهزيتي وأجبته بأنني سأشارك في أي وقت تريده وبالفعل دخلت في آخر ربع ساعة من المباراة.
وهل تجربتك في الوكرة يمكن وصفها بأنها فاشلة كما أشار الكثير وأنك لم توفق في الاختيار ربما؟
- تجربتي في الوكرة يمكن تقييمها اليوم بعد نهاية موسمي مع الوكرة وأنا تعاقدت مع الوكرة في الوقت الخطأ والوكرة فريق عادي، وكنت أرغب باللعب مع فريق كبير والوكرة لم يقدم المستويات الكبيرة في السنوات الخمس الماضية، وعندما لا تغير في الفريق أو تضيف أية خبرات جديدة فبالتأكيد سيأتي الوقت الذي سيسقط فيه الفريق ويتعرض للانهيار. وعلى الصعيد الشخصي كنت أحتاج لفريق أجهز من خلاله وضعيتي الفنية والبدنية؛ لذا كانت موافقتي على اللعب مع الوكرة مغامرة واضحة، وعموماً هي تجربة غير ناجحة على عكس تجاربي الكبيرة في أوروبا.
ولو عاد بك الزمن إلى الوراء هل كنت ستوافق على التوقيع مع الوكرة عطفاً على الظروف التي واجهتك؟
- بالتأكيد سأفكر كثيراً قبل التوقيع مع الفريق وسأدرس تاريخ الفريق ومسيرته، وأنا كنت سعيداً بالتدريب مع اللاعبين كما حصلت على جرعة كبيرة من العلاج في مستشفى أسبيتار والتمارين الاستشفائية التي أعادت لي وضعيتي البدنية بعد الإصابة التي تعرضت لها.
عقدك اليوم مع الوكرة انتهى ولم تحدث أية مفاوضات للبقاء؟
- بالطبع عقدي ينتهي بنهاية الموسم ولا توجد أية مفاوضات مع إدارة الوكرة حول البقاء.
وهل لديك أي عروض في الآونة الراهنة وهناك أنباء تشير إلى عودتك إلى أوروبا وتحديداً إلى هولندا؟
- ليس لدي أي عروض في الوقت الحالي، ولكن هناك حديث عن انتقالي لأحد الأندية الألمانية أو الهولندية في الدرجة الثانية في ظل تجربتي السابقة في بلجيكا.
وأنا أفضل البقاء في دوري النجوم القطري ولكن ليس مع فرق الوسط والمؤخرة، وإنما مع فريق لديه ظروف إيجابية بعيداً عن الأجواء في الوكرة، وإذا استدعاني الخور أو الشحانية أو أي فريق يملك الظروف التي مرت في الوكرة فلن أوقع ولا أريد إعادة السيناريو ذاته الذي حدث لي.
وماذا عن استبعاد المدرب أيمن الحكيم مدرب المنتخب السوري من التشكيلة في مباراتي أوزبكستان وكوريا بعد تعاقدك مع الوكرة؟
- شعرت بالاستغراب خاصة أن المدرب أيمن الحكيم فعلها في بداية التصفيات بداعي أنني لا ألعب في أي فريق وعاد لاستدعائي قبل مباراة إيران التي تعادلنا فيها سلباً، وقبل مباراة أوزبكستان عاد ليستبعدني وحقيقة شعرت بالحزن لأنني أعلم أن لدي الكثير لأقدمه للمنتخب السوري ووطني وجماهيره العريضة ولعبت لنسور قاسيون طيلة 7 سنوات ماضية وكانت كلها لحظات لا تنسى من مخيلتي.
وما هي المشكلة التي تواجه الكرة القطرية حتى رأينا العنابي يخرج مبكراً من المنافسة في المجموعة؟
- هناك فرق كبير بين الدوريات الخليجية والدوريات الأوروبية من ناحية الاحترافية وعقلية اللاعبين غير ناضجة، وفي دوري النجوم لا نرى تخريج اللاعبين الشباب القادرين على خدمة منتخب قطر، وهذا المنتخب يصطدم بعقبة الاختيارات في ظل تعداد السكان المحدود، فضلاً عن أن منظومة الكرة تحتاج للاعتماد على اللاعبين القطريين وليس المجنسين وإلى متى سيبقى العنابي يجد ضالته في سبستيان سوريا كمهاجم، ولما لا نرى مهاجماً قطرياً صاعداً يقود هذا المنتخب.
لا بد من مراجعة الحسابات، خاصة أن قطر تملك أكاديمية أسباير التي زرتها ورأيت الإمكانات الكبيرة والمدهشة، وهناك جيل من المواهب في الأكاديمية توفر لهم الظروف التي تساعد على الظهور الجيد لخامات الكرة، وهو أفضل مكان يمكن التنقيب من خلاله عن المواهب.
وفي كرة القدم لا بد من البحث المستمر عن المواهب وصقلها وتشجيعها والاستمرارية في وضع الخطط التي تساعدها على الوصول للمنتخب الأول.
وهل الاعتماد على 12 فريقاً في دوري النجوم بدلاً من 14 خطوة جيدة للكرة القطرية وتخدم الدوري؟
- في أوروبا عندما مارست الكرة بدأت اللعب في الدرجة السادسة وهنا في قطر لا يوجد سوى دوري النجوم ودوري الدرجة الثانية، وهذا ليس كافياً لتحفيز اللاعبين وصنع المستويات الفنية العالية، وفي هذه الحالة اللاعب لا يلعب سوى 25 مباراة بمعدل وسطي في الموسم، بينما اللاعب في أوروبا يخوض قرابة 70 مباراة. وبالمحصلة أنا أجد أن 12 فريقاً يكفي لدوري نجوم قطر، خاصة أن هناك فوارق بين الفرق وأفضل اللاعبين موجودون في أندية السد ولخويا والجيش والريان.
كيف وجدت قطر وهل أعجبك هذا البلد؟
- قطر بلد جميل والشعب القطري شعب طيب ولمست منه معاملة رائعة، فضلاً عن تنوع الثقافات في هذا البلد وهذا شيء إيجابي على غرار ما شاهدته في بعض الدول الأوروبية، وأريد أن أشكر جميع السوريين الذين التقيتهم هنا وتشجيعهم لي في المدرجات.
السومة مكسب للسوريين
اعتبر سنحاريب عودة الهداف عمر السومة مهاجم أهلي جدة السعودي لصفوف منتخب سوريا مكسباً كبيراً للمنتخب السوري قبيل مبارياته الثلاث أمام الصين والعنابي وإيران، ويجد أن قوة المنتخب السوري ستتضاعف بوجود السومة وفراس الخطيب وعمر خريبين ومحمود المواس.
وحول إن كان يرى أنه سيعود لصفوف السوري قال سنحاريب: أنا جاهز في أي وقت لخدمة المنتخب السوري وتحت تصرفه في أي لحظة يتم استدعاء سنحاريب لصفوفه؛ لأن هذا القرار ليس قراراً شخصياً وأنا لطالما كنت سعيداً بالدفاع عن ألوان منتخب بلادي.
رسالة لأنصار «الموج الأزرق»
وجَّه سنحاريب رسالة لأنصار الوكرة مفادها: لا تحزنوا على هبوط فريقكم إلى الدرجة الثانية، وأعرف أنني لم أتمكن من مساعدة الفريق ولكني انتقلت للفريق في توقيت صعب ومحرج، وكان كل شيء قد حسم ولو تعاقدت مع الفريق في يناير الماضي لكان هناك كلام آخر، وأتمنى أن يعود الفريق بسرعة إلى الأضواء.