تحذيرات من تسويق السويكة بين أطفال المدارس

alarab
تحقيقات 28 أبريل 2013 , 12:00ص
الدوحة - حامد سليمان
حذر أطباء مختصون ومواطنون من زيادة انتشار عادة التدخين ومواد إدمانية أخرى في الآونة الأخيرة على نحو كبير، وأكدوا أن الكثير من الأطفال اعتادوا على هذه العادة السيئة، الأمر الذي يهدد صحتهم لما ينطوي على التدخين من أضرار جسيمة، وأشاروا إلى أن مواد إدمانية أخرى كالسويكة وغيرها بدأ بعض ضعاف النفوس بتسويقها وترويج استخدامها حتى بين طلبة المدارس. وأوضح مواطنون لـ «العرب» أن غالبية الأطفال المدخنين يقلدون أولياء الأمور أو كبار السن في هذه العادة البغيضة، في ظل غياب الرقابة الكافية من قِبل الآباء، وقلة وعي الكثيرين بمدى خطورة التدخين على صحة أبنائهم، في حين أوضح الأطباء أن التدخين يؤثر بشكل أكبر على الأطفال، الأمر الواجب مواجهته بكافة الطرق، بعد وصوله إلى الطلاب بالمدارس، ومن ناحية أخرى يجب توعية أولياء الأمور بمخاطر التدخين السلبي على صغار السن، خاصةً مع تأكيد عدد من المواطنين على انتشار التدخين بين كافة الفئات العمرية رغم التحذيرات المستمرة من مخاطره. هذا، ويشير المسح الذي أجراه المجلس الأعلى للصحة إلى أن %57 ممن أجري عليهم حاولوا الإقلاع عن التدخين، في حين نجح %8.9 في التغلب على هذه العادة غير الصحية. مخاطر على الأطفال في البداية يقول الدكتور ياسر الموصلي اختصاصي طب الأطفال: لا خلاف حول ما يخلفه التدخين من آثار سلبية على صحة الفرد والمجتمع، وما يسببه من أضرار جسيمة بالجهاز التنفسي، وكذلك على وظائف الكثير من الأجهزة في جسم الإنسان، وصولاً إلى الوفاة في الكثير من الحالات. وأضاف: ولكن أضرار التدخين تكون أشد على صغار السن، الأمر الذي يهدد الكثير من الأطفال، سواء من اعتادوا تقليد كبار السن أو بالتدخين السلبي وتأثرهم بتصرفات الآباء، فالجهاز التنفسي للطفل لا يحتمل الغازات السامة للتدخين ويتأثر بشكل أكبر من البالغين. وأوضح أن تأثر تدخين الأم الحامل يؤثر على الجنين أيضاً، فتدخين الحوامل يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية قد تستمر مع الطفل. وأشار الموصلي إلى ضرورة نقل الدراسات التي يقوم بها المختصون إلى أرض الواقع من أجل التخلص من هذه العادة التي استشرت في المجتمع ووصلت للكثير من صغار السن، فنشر الوعي يقتضي الاستعانة بما خلصت إليه نتائج العلماء، وطرق القضاء على التدخين، خاصةً بين الأطفال الذين اعتادوا على تقليد الكبار دون معرفة كافية بالآثار السلبية للتبغ على صحتهم. وبين أن نتائج المسح الذي قام به المجلس الأعلى للصحة والتي تطابقت مع آخر مسح تم في سبتمبر الماضي، تشير إلى ضرورة تكثيف الجهود للقضاء على العادات الصحية السيئة، خاصة أن زيادة هذه النسب أمر وارد إذا ما أهملت، الأمر الذي يهدد صحة الآلاف من السكان. وعن توقعاته حول المسح الطبي القادم قال الموصلي: تعتمد نتائج المسح الطبي على الجهود التي سيقوم بها مسؤولو الصحة في قطر، خاصة أن غالبية ما خلصت إليه من نتائج تعود إلى عادات صحية خاطئة، فالسمنة والتي ألاحظها بين الكثير من الأطفال المراجعين، أو التدخين الذي انتشر بشكل كبير بين أفراد المجتمع، أو مرض السكري الذي يزداد باستمرار بنوعه الثاني الناتج عن زيادة الوزن، كلها نتائج لعادات خاطئة يجب التعاون من أجل القضاء عليها، خاصةً في الجانب التوعوي. انتشار التدخين من جانبه، أوضح محمد ناصر أن التدخين انتشر بين الشباب القطري في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، الأمر الذي يهدد صحة آلاف القطريين بالكثير من المخاطر، لما لهذه العادة السيئة من أضرار كبيرة، على مختلف أجهزة الجسم، وفي الوقت نفسه تحتاج لوقفة جادة من المسؤولين لنشر الوعي بين مختلف المراحل العمرية بعدما وصل لصغار السن. وبين أن أطفال المدارس يسعون إلى تقليد الكبار في كل شيء وإن كان خاطئاً، ومنهم من يستشعر بأنه لم يعد صغيراً وأن التدخين هو عادة البالغين، الأمر الذي يلاحظه الجميع بين أطفال المدارس في الآونة الأخيرة. وقال ناصر: تفشي التدخين ووصوله لهذه المراحل العمرية المبكرة مؤشر خطير ينوه إلى ضعف العمل التوعوي لدى الجهات المعنية، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للصحة، الأمر الذي يجب أن يلتفت إليه المسؤولون خلال السنوات المقبلة. السويكة في متناول الجميع وأشار حمد خميس إلى أن ضعف الثقافة الصحية وراء الكثير من المشكلات التي تهدد الشباب القطري، فالكثير منهم لا يعلم مدى تأثير بعض عاداته اليومية على صحته، كالإسراف في تناول الوجبات السريعة أو التدخين الذي وصل إلى الأطفال، وغيرها من العادات التي تنعكس على صحة الناس، وأضاف أن تحول التدخين تدريجياً إلى صغار السن وانتشاره بينهم على أنه عادة الكبار، ورقابة الآباء والمدارس دائماً غائبة، فقد وصل تدخين السويكة إلى أطفال المراحل الابتدائية، وتزداد نسبة المدخنين باستمرار في مختلف المراحل الدراسية، وهو أمر لم يكن بهذا القدر من الانتشار. وتابع: تكثيف الحملات التي تستهدف توعية أولياء الأمور بكيفية مراقبة الأبناء وحمايتهم من المخاطر الجمة المحيطة بهم؛ أصبحت ضرورة واجبة، فالأطفال يتأثرون بشكل كبير بالمحيطين بهم وينعكس ذلك على كافة تصرفاتهم، ما يعني أن ولي الأمر أكثر قدرة على المراقبة من المدرسة ولديه القدرة أيضاً على منع التعلق بهذه العادات السيئة. تكثيف الرقابة ومن جانبه، قال ناصر سعد الهاجري إن التدخين له الكثير من الأضرار التي تزداد بين صغار السن، ومن الملاحظ في السنوات القليلة الماضية وصول التدخين بكافة أشكاله إلى أطفال المدارس، ومع الانتشار الكبير للسويكة بلا رادع كاف، زاد عدد المدخنين وزادت المخاطر، وكذلك المسؤولية الملقاة على عاتق الجهات المعنية وأولياء الأمور. وأضاف: الحلول تكمن في عدة توجهات يجب أن تتزامن، تأتي الرقابة المستمرة للأطفال في المدارس والبيوت على رأسها، ومن ثم تحديد أسباب تدخين الطفل ومحاولة معالجة الأمور بإبعاده عن هذه العادة السيئة، أما دور المدرسة التربوي والتوعوي فيجب أن يكون بمحاربة كل ما يهدد صحة الأطفال وتنشئتهم على البعد عن عادات استفحلت في مجتمعاتنا رغم كونها خاطئة. وأوضح الهاجري أن المسؤولية تقع على كاهل الجميع، بدايةً من المنزل والمدرسة وجهات الدولة المختلفة، فالخطر الذي يهدد صحة المواطنين يجب أن يواجه بكل حزم من خلال برامج متكاملة تنشد القضاء على هذه المخاطر.