يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للنفوس التواقة للعمل الخيري والإنساني، وسانحة مهمة يبرز فيها التعاضد والتكاتف المجتمعي خلال هذا الشهر الفضيل، ولعل العاصمة العراقية بغداد وغيرها من مدن العراق نموذج على مبادرات خيرية مجتمعية تقدم يد العون والخير للشرائح محدودة الدخل والعوائل المتعففة والتوسعة عليهم خلال شهر رمضان.
ومع حلول رمضان، تنطلق مبادرات متنوعة تنظمها فرق تطوعية ميدانية من الأهالي والشخصيات المجتمعية ومنظمات مدنية ضمن مساهمات خيرية يطلق عليها (سلال رمضانية) توزع دوريا خلال أيام الشهر الفضيل، حيث يتم توزيع المواد غذائية وتوفير الاحتياجات المنزلية اللازمة لإعانة العوائل المحتاجة والأيتام وذوي الدخل المحدود، حيث يعد شهر رمضان فرصة لتعزيز العمل الخيري من خلال التعاون الإنساني والمسؤولية المجتمعية، فضلا عن أهمية ديمومة النشاطات الإنسانية بما يعكس التراحم والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع عامة.
وقال الناشط المجتمعي حسن شهيد، إن الكثير من المنظمات المحلية تنظم فعاليات إغاثية للمحتاجين، من ضمنها (السلال الرمضانية) في مختلف محافظات العراق بهدف التخفيف عن كاهل المحتاجين والمتعففين وذوي الدخل المحدود، لأن شهر رمضان هو شهر العبادات وأعمال الخير والتكافل الاجتماعي.
وأكد شهيد في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أن تبرعات المتطوعين والميسورين ومساهمات المتبرعين تسهم في توزيع الآلاف من السلال الرمضانية في مناطق كثيرة داخل العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، مثل البصرة والموصل وذي قار وصلاح الدين والأنبار، مبينا أن المبادرات الخيرية للسلال الرمضانية تشمل الأيتام والأرامل والعوائل النازحة في المخيمات قبل وخلال شهر رمضان المبارك، فضلا عن مبادرات أخرى لإقامة إفطار جماعي للعجزة والمسنين والمرضى في المستشفيات والطلبة المقيمين في الأقسام الداخلية خارج محافظاتهم، وكذلك توزيع الطعام الجاهز للعوائل المتعففة وتوصيله إلى بيوتهم من خلال متطوعين للعمل الخيري.
بدورها تتحدث آيات محمد الأكاديمية والباحثة الاجتماعية، عن محتويات سلال رمضان بالقول إنها تتضمن المواد الغذائية الأساسية كالعدس والأرز والزيت والسكر والبقوليات المتنوعة والتمور وغيرها، فضلا عن توزيع كسوة الأطفال الأيتام وتجهيز أثاث ومواد منزلية للعوائل الفقيرة.
وأوضحت في تصريح لـ»قنا» أن السلة الرمضانية تقدر تكلفتها بنحو 25 - 35 دولارا، ويتم توزيعها إما عن طريق الفرق التطوعية أو من خلال جولات ميدانية لتوزيع السلال الرمضانية داخل مناطق سكنية، مبينة أن جميع مناطق العاصمة بغداد بما فيها المناطق البعيدة والنائية شملتها حملات السلال الرمضانية.
من جانبه، أكد حسن نبيل الباحث في الشأن الاقتصادي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أن الشهر الفضيل يعد فرصة حقيقية للمضي قدما نحو الأعمال الخيرية والمبادرات الإنسانية لمساعدة الآخرين، إلى جانب الوسائل المجتمعية الأخرى التي تتيح للفرد المشاركة في المنظومة الإنسانية جمعاء. وأضاف: «إن الفرق التطوعية والمتبرعين والمنظمات المدنية تتنافس جميعا لأجل تنفيذ سلسلة من المشاريع الموسمية التي تدعم الأمن الغذائي وتحقق التكافل الاجتماعي، بما يضمن التخفيف عن كاهل الفئات المجتمعية الأكثر احتياجا من خلال مشاريع إفطار صائم».