استضافت جامعة جورجتاون في قطر العالم البارز الدكتور بسام حداد في سلسلة من النقاشات العميقة حول الدروس المستفادة من الصراع السوري، والحرب على الإرهاب، والقضايا الاجتماعية والسياسية التي تشكل حالياً منطقة الشرق الأوسط.
طرح الدكتور حداد، مؤسس ومدير برنامج دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في «جامعة جورج ميسون» بالولايات المتحدة، آراء من بحثه الذي نشره في كتابه الجديد بعنوان «فهم المأساة السورية: النظام، المعارضة واللاعبون الخارجيون».
وقد بحث الدكتور حداد التحول من ثورة مدنية شرعية في عام 2011 إلى طريق سياسي مسدود ومعقد، بالقول: «بعد مرور نحو ثلاثة عشر عامًا على بداية الثورة، تجد سوريا نفسها محاصرة ومقسمة ومفلسة دون أي نهاية إيجابية في الأفق»، ووصف الوضع بأنه «كارثة» مستمرة بعواقب إنسانية ثقيلة على السوريين من جميع الأطياف السياسية.
وأضاف: «إنها لا تزال محاطة بالتلاعب والمناورات بين القوى السياسية والتناقضات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، أكثر من أي ثورة جماهيرية أخرى في المنطقة، لافتا إلى أن دعم العديد من الأطراف الخارجية والحلفاء في السنوات المتعاقبة مؤخرا لسوريا أدى إلى الارتباك، مشيرًا إلى أن مصالح هؤلاء الفاعلين الدوليين وغير الدوليين، والطبيعة التجارية لدعمهم غالباً ما تعطي الأولوية لتحقيق توازن معين في القوة على حساب المبادئ الأساسية للثورة.
كما شرح د. حداد: «خلال السنوات الثلاث إلى الخمس بعد عام 2011، تحولت الثورة في سوريا من احتجاج ديمقراطي ضد الديكتاتورية إلى حرب إقليمية ودولية بالوكالة مع محاولات متعددة لإعادة رسم الخريطة السياسية والإقليمية للمنطقة بأسرها، وليس فقط لسوريا».
وأوضح أن «الوضع محبط للغاية، وأفضل اختيار هو تحسين الاقتصاد السوري، والذي يمكننا رؤية علامات على تحسنه هنا وهناك، ولكن من المرجح أن يستغرق هذا الأمر وقتاً طويلاً».
على مدار أسبوع، شملت مشاركة الدكتور حداد عدة فعاليات مع أسرة جامعة جورجتاون في قطر، مثل عرض فيلمه الوثائقي البارز لعام 2007 «العرب والإرهاب» بالإضافة إلى نقاشات حول المواضيع المعاصرة مع أعضاء هيئة التدريس والطلبة، بإدارة عبدالله العريان، الأستاذ المساعد لمادة التاريخ في الجامعة. كما استفاد الطلبة من أعماله العلمية حول المنطقة خلال زيارته للفصول الدراسية ومن خلال تقديمه لورشة عمل حول «الإعلام وإنتاج المعرفة والشرق الأوسط: قضية فلسطين»، قدمها بالتعاون مع الأستاذ الزائر نورا عريقات.