شراكة بين «صندوق قطر» و«بيل وميليندا غيتس» الخيرية

alarab
محليات 28 مارس 2022 , 12:30ص
الدوحة - قنا

وقع صندوق قطر للتنمية ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، أمس، اتفاقية شراكة استراتيجية بين الجانبين تحت مسمّى «ننمو»، يتعهدان بموجبها بتقديم 200 مليون دولار لصغار المزارعين المنتجين ومجتمعاتهم في بلدان أفريقيا، وذلك على هامش فعاليات «منتدى الدوحة 2022».
وتستثمر الاتفاقية الجديدة في التقنيات والأدوات الزراعية القادرة على التكيّف مع تغيرات المناخ لإيجاد أسواق وأنظمة غذائية مرنة تساعد على توفير التغذية والدخل والفرص الاقتصادية لصغار المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في الأراضي الجافة في القارة الأفريقية، والذين يعانون من الآثار المترتبة على تغير المناخ.
وتهدف الشراكة بين الجانبين إلى تعزيز اقتصادات دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في أربعة مجالات رئيسية، هي»الإنصاف» بصفته محركا أساسيا للنمو الشامل، و»المشاريع» بصفتها وسيلة لتوفير فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر، و»الزراعة»بصفتها مصدرا أساسيا لتوفير الغذاء والوظائف والدخل، و»الوصول إلى التقنيات والأدوات المالية وأفضل الممارسات الناشئة» بصفتها محركاً أساسياً للإنتاجية والتغذية والتكيف مع تغير المناخ.
كما تعمل هذه الشراكة على تمكين صغار المزارعات من المساهمة الإيجابية في القرارات المتعلقة بمجتمعاتهن وكيفية زراعة الغذاء وتوفير فرص العمل والاستفادة منها.
وأعلن عن الشراكة الإستراتيجية كل من سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية، والسيد بيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة «بيل وميليندا غيتس» الخيرية، بحضور السيد مارك سوزمان الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وذلك خلال إحدى الجلسات النقاشية في «منتدى الدوحة 2022 « الذي بدأت أعماله أمس الأول بالدوحة.
وتتضمن الإستراتيجية الجديدة إجراء العديد من الأبحاث المتخصصة، وسيتم تطبيقها على مستوى البلدان بما يتناسب مع البيئات المحلية.
وسيركز أحد المشاريع الأولى التي ستمولها «ننمو» على تحسين سبل عيش المزارعات ذوات الدخل المنخفض في عدة دول أفريقية، والعمل مع مؤسسة الدواجن العالمية /World Poultry Foundation/ لتزويدهن بسلالات محسنة من الدجاج لإنتاج البيض واللحوم.
وقال سعادة السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير عام صندوق قطر للتنمية: «يسعدنا أن نُعلن عن مبادرة جديدة بالتعاون مع شريكنا الإستراتيجي مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» بعنوان «ننمو»، التي تهدف إلى ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كل مكان.. معرباً عن الأمل في أن تسهم مثل هذه الشراكات القيمة في دعم الجهود الرامية إلى تحسين حياة المجتمعات الأكثر ضعفاً، وضمان أمنهم الاقتصادي على الرغم من التغيرات الحاصلة على مستوى كوكب الأرض «.
وأوضح سعادته أن هذه الشراكة ستعمل على تمويل مشاريع واضحة المعالم تهدف إلى المساهمة في تحقيق عدد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك التخفيف من وطأة الفقر، وتعزيز التحول الزراعي، ودعم التغذية، والتمكين الاقتصادي للمرأة وجيل الشباب. وتحمل مثل هذه الاستثمارات أهمية خاصة لأن أي صراع يحدث في أي مكان من العالم قد يهدد الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.
من جهته، قال السيد بيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة «بيل وميليندا غيتس» الخيرية «يدرك مئات الملايين من صغار المزارعين، خاصة في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، المخاطر المحدقة بسبل العيش لديهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأنماط الطقس المتغيرة. ونستند إلى تعاوننا الوثيق وطويل الأمد مع صندوق قطر للتنمية لمساعدة المزارعين على التكيف مع تقلّبات المناخ.. ويمكننا معاً حماية ملايين الأشخاص من الوقوع ضحية الفقر والجوع بسبب تغير المناخ، وزيادة المحاصيل الزراعية، لتحفيز النمو الاقتصادي المُنصف الذي نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى».
من جانبها، قالت السيدة ميليندا فرينش غيتس الرئيسة المشاركة لمؤسسة غيتس «يسهم قطاع الزراعة في تحقيق النمو الاقتصادي، لكنه لا ينعكس بالفائدة تلقائياً على المجتمع بشكلٍ متساوٍ.. ولا تقتصر مبادرة «ننمو» فقط على حماية قطاع الزراعة من تغيرات المناخ، بل أيضاً تمكين صغار المزارعين، بمن فيهم ملايين النساء، من انتشال أنفسهم من براثن الفقر والاستثمار في مستقبل أفضل لأسرهم ومجتمعاتهم».
وكانت مؤسسة «غيتس» قد أنفقت أكثر من 5 مليارات دولار منذ عام 2009 للنهوض بالتنمية الزراعية لدعم احتياجات صغار المزارعين في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا. وهناك حاجة ماسة إلى توفير أنظمة غذاء أكثر قوة ومرونة لصغار المزارعين لتجنب أزمات الجوع الأخطر في مناطق الأراضي الجافة.
وسيساعد هذا في تعزيز الاقتصادات وتحسين قدرة المزارعين على الاستجابة والتكيف مع تغيرات المناخ.
يذكر أن صندوق قطر للتنمية قدم منذ عام 2012، مساعدات للعديد من الدول وفقاً لأهداف التعاون الدولي المنبثقة عن رؤية قطر الوطنية 2030.
ويسعى الصندوق إلى تعزيز التنمية البشرية من خلال تركيز مشاريعه ونشاطاته على قطاعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي.
ويتعاون صندوق قطر للتنمية مع جهات عديدة فاعلة وذات خبرة في مجال التنمية، تشمل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية القطرية، والقطاع الخاص، وعلى المستوى الدولي من خلال شراكات مع المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية والصناديق التنموية.