أحمد خليل: على موعد مع «المؤثرين الجدد»
نسمة حيدر: نحن أمام جيل بصري بامتياز
حمد القحطاني: فرصة للتعبير والفضفضة
ابتسام الغفاري: يعتمد الخصوصية والدعوات الحصرية
أثار المولود الاجتماعي الجديد «كلوب هاوس» اهتمام العديد من المستخدمين حول العالم، بمن فيهم «مغردو الخليج» الذين سارعوا إلى الانضمام للتطبيق بوصفه نافذة جديدة للتواصل والنقاش السياسي والاجتماعي، يروي ظمأ «المستخدمين الجدد» للحوار الصوتي، بعدما حجر العصفور الأزرق على «لسان العرب».. وجعل «أصابعهم» أكثر جرأة وفصاحة من ألسنتهم؟!
وأرجع عدد من المستخدمين رواج الموقع، إلى استثماره حالة الحجر المرتبطة بجائحة كورونا، بالإضافة للخصوصية وهامش الحرية التي يوفرها لمستخدميه لنقاش مواضيع مختلفة دون رقابة أو قيود، وهو ما دفع بعض «الأذرع الإعلامية» المحسوبة على الأنظمة العربية الحساسة، للتحذير من مخاطره بوصفه «برلمان الشعوب» غير القابل للضبط والربط، ووصفه بالخطر على الأمن القومي ونشر الأفكار الهدامة، وربما استخدامه لهدم الأوطان على رؤوس المواطنين.
المؤثّرون الجدد
ورأى أحمد خليل أن القبول الذي حظي به وما زال يحظى به تطبيق كلوب هاوس في أوساط المستخدمين، لن يؤدي بالضرورة إلى «اختفاء» جيل المؤثرين والمشاهير المخضرمين من المشهد.. مشيراً إلى أن التطبيق الجديد يحتاج إلى فترة طويلة نسبياً من المتابعة الفورية لمواكبة ما يحدث، وفي ظل السرعة التي يوفرها الإنترنت فقد أصبح مستخدمو التطبيقات لا يطيقون الانتظار.. ولا يتحملون مستوى أعلى من الالتزام!
أضاف خليل أن هذا لا يمنع ظهور نوع جديد من المؤثرين «قليل المتابعة، مقارنة بمشاهير المنصات الأخرى».. مؤكداً أن المستخدمين المرشحين للحصول على «الشهرة» على ساحة كلوب هاوس سيكون انتشارهم ويقتصر تأثيرهم في نطاق تخصصاتهم، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل أو بآخر، إنما بشكل إيجابي، على صاحب التخصص نفسه وعلى من هم في مجاله، بدلاً من أن يكون «مؤثراً شاملاً»!
وأكد خليل أن المزايا الحديثة التي يوفرها المولود الاجتماعي الجديد، دفعت التطبيقات الأخرى، وخصوصاً «تويتر» إلى إضافة مزايا مماثلة، لسد الفجوة بينهما، حيث يستعد «تويتر» لإضافة خاصية الغرف الصوتية @TwitterSpaces على التطبيق لسد الطريق على «كلوب هاوس»!
في قلب الميديا
وقالت نسمة حيدر: إن الجيل الذي وجد نفسه في قلب الميديا، أصبح جيلاً بصرياً بصورة أكبر من كونه جيلاً سمعياً، بحكم التعود، مشيرة في هذا السياق إلى تناقص أعداد الشباب الذين ما زال لديهم الوقت الكافي لخوض المناقشات الفضفاضة والأحاديث الطويلة، وأكدت أن التطبيق الجديد ستغلب عليه الجدية والرغبة في التعلم أكثر من الرغبة في الترفيه والتسلية، كما هو الحال في تطبيقات أخرى، بما فيها «سناب شات» و»إنستجرام».. مشيرة إلى أن نقاشات البيزنس على «كلوب هاوس» تتسم بتوفر طريقة جديدة للحصول على المعرفة، مع إجابات مباشرة من قبل خبراء متخصصين في ريادة الأعمال أو تقنية الشبكات.
مداخلات صوتية
وأرجع حمد القحطاني أسباب رواج التطبيق إلى ما يوفره من فرصة للتعبير والفضفضة بالحديث، بينما لا يتيح «تويتر» للمستخدم التعبير بشكل مسترسل لإيصال الأفكار، وأكد القحطاني أن العديد من المستخدمين يفضّلون الكلام، والآخرين يفضلون الاستماع بدلاً عن القراءة والكتابة، ومن مزايا «كلوب هاوس» أيضاً أن المشاركات الصوتية لا تحفظ بل تختفي بخروج المشارك من الندوة أو الحوار، ما يضفي نوعاً من الخصوصية.
وروى القحطاني تجربته في استخدام التطبيق من خلال المشاركة في غرفة تتحدث عن تطوير السياحة في دولة قطر، حيث اتسمت مداخلات المشاركين بالجدية والمسؤولية، ومنهم من طالب بتشجيع صغار المستثمرين، ومنهم من طالب بفتح تأشيرات الدخول والزيارة للدولة، بينما هناك من طالب بزيادة الاستثمار في المشاريع البحرية والمحميات البرية لاستقبال جمهور أكبر، وثمة من طالب بإنشاء ملاهي مغلقة لتتلاءم مع طبيعة الطقس الحارة معظم السنة، ومنهم من طالب المؤثرين والمشاهير بنشر صور وأفلام دعائية عن البلاد، واستغلال عدد المتابعين في نشر صور إيجابية عن الدولة.
ووجّه القحطاني تحية لأصحاب الغرف والمعلقين والمستمعين الكرام، مؤكداً أن جميع من شارك في الندوة من الشباب والبنات والمقيمين، كانوا على قدر المسؤولية في الطرح وإدارة الحوار.
استثمار الجائحة
وقالت ابتسام الغفاري الاختصاصية في مجال تكنولوجيا المعلومات: إن فكرة إنشاء «كلوب هاوس» تبلورت في أذهان مؤسسيه مع بداية تفشّي جائحة كورونا، واتجاه الكثيرين للعمل من المنزل، حيث ذاع صيته، خصوصاً عندما لم يتمكن الناس من الاجتماع وجهاً لوجه..
وأرجعت الغفاري شهرة الموقع في البداية، إلى استثمار حالة الحجر المرتبطة بالجائحة، إلى جانب ما يوفره من خصوصية في استعمال المقاطع الصوتية المباشرة، بدلاً من المنشورات النصية أو المرئية، إضافة إلى الميزة الحصرية من خلال نظام الدعوة للتسجيل، والتحكم في استقبال المشاركين، وهو ما ساهم في تسويقه بشكل كبير في أوساط رواد مواقع التواصل، وجعله مختلفاً عن باقي المنصات، كـ «فيسبوك ماسنجر»، أو «سناب شات».
10 معلومات
عن «كلوب هاوس»
• تطبيق تواصل اجتماعي أميركي يعمل بـ «الدردشة الصوتية».
• يتوافر حالياً على هواتف «أيفون» فقط.
• يوفر فرصة سانحة لتبادل الأفكار بصوت عالٍ دون الاعتماد على الصور أو النصوص أو مقاطع الفيديو.
• تأسس في عام 2020 وحصد 8 ملايين تنزيل من متجر «أبل» للتطبيقات في 2021.
• حظي بشعبية كبيرة داخل الصين بسبب توفيره حرية التعبير، وهو ما دفع السلطات الصينية لحظره.
• يعمل فقط بحصولك على دعوة من أحد أصدقائك أو معارفك أو أقاربك.
• تتوافر فيه العشرات من غرف الدردشة لكافة الاهتمامات.
• يواجه اتهامات بأن غرفه تضم محادثات عن التحرش والتنمر والعنصرية.
• أبرز مستخدميه من المشاهير: إيلون ماسك، مارك زوكربرج، وأوبرا وينفري.