إجلاء مئات الأجانب من اليمن والرئيس هادي باق في الرياض

alarab
حول العالم 28 مارس 2015 , 07:03م
أ.ف.ب
في اليوم الثالث للعملية العسكرية الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران، تم إجلاء مئات الموظفين الأجانب، اليوم السبت جوا من العاصمة اليمنية صنعاء، بسبب تدهور الوضع الأمني.

وأكد العاهل السعودي الملك سلمان في جلسة افتتاح القمة العربية السنوية في شرم الشيخ بمصر، أن الحملة الجوية التي تشارك فيها تسع دول عربية، ستستمر "حتى عودة الأمن والاستقرار" إلى اليمن.

من جهته دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمام القمة إلى استمرار العملية العسكرية العربية في اليمن حتى يعلن الحوثيوين "استسلامهم".

وغادر إثر ذلك الملك سلمان والرئيس هادي مصر باتجاه الرياض.

وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن الرئيس هادي لن يعود الآن إلى عدن بل "عندما تستتب الأمور أولا".

وفي عدن ثاني أكبر المدن اليمنية تحتدم المعارك بين المليشيات الحوثية ولجان الدفاع عن الأحياء ما خلف 54 قتيلا خلال ثلاثة أيام، بحسب مسؤول محلي. كما دوت انفجارات قوية في مخزن أسلحة تابع للجيش هاجمه لصوص منذ الجمعة بعد أن أخلاه الجنود، بحسب شهود أفادوا عن سقوط ضحايا.

ومع تفاقم الوضع يوما بعد يوم في اليمن غادر "أكثر من 200 موظف تابعين للأمم المتحدة وسفارات وشركات أجنبية بعد ظهر السبت مطار صنعاء"، بحسب مصدر إنساني لم يوضح جنسيات المغادرين ولا وجهتهم.

وسجلت عمليات إخلاء قبل هذه حيث وصل عشرات الدبلوماسيين بينهم سعوديون، السبت إلى المملكة السعودية بعد أن تولت البحرية السعودية إخلاءهم انطلاقا من ميناء عدن قبل بداية الحملة الجوية.

وقال مصدر آخر، إنه لم يبق في اليمن إلا "الموظفين الضروريين للمهام الانسانية الطارئة". ومن المقرر أن يغادر المبعوث الدولي لليمن المغربي جمال بن عمر صنعاء ليتوجه إلى القمة العربية، بحسب مقربين منه.

وتقود المملكة السعودية التي ترتبط بحدود طويلة مع اليمن، الحملة الجوية العربية التي شنت الخميس، بهدف وقف تقدم المتمردين الحوثيين ومنعهم من الاستيلاء على السلطة.

ومنذ سبتمبر 2014 استولى الحوثيون على مناطق واسعة من اليمن ضمنها العاصمة صنعاء وتقدموا في الأيام الأخيرة باتجاه عدن، حيث تحصن هادي منذ فبراير.

ولليلة الثالثة على التوالي قصفت طائرات التحالف العربي مواقع المتمردين في صنعاء ومحيطها، في أعنف غارات منذ بداية الحملة، بحسب شهود.

وقالت سيدة أجنبية تعمل لمنظمة إنسانية "كانت ليلة من القصف الكثيف". وأضافت أن "كثيرين يريدون الرحيل لكن ليست هناك طائرات لمغادرة اليمن".

وبحسب سكان استهدفت الغارات مواقع عسكرية خصوصا مواقع الدفاع الجوي ومخازن الذخيرة حول العاصمة.
وكانت السعودية أطلقت عملية "عاصفة الحزم" دعما للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي، وكاد يجبر على ترك عدن بعد تقدم الحوثيين باتجاه هذه المدينة الجنوبية الكبيرة.

وأكدت المملكة أنها تريد بذلك التصدي "لعدوان" إيران التي تتهمها بدعم الحوثيين والسعي إلى "الهيمنة" على المنطقة.

ولم تؤكد إيران يوما مساعدتها للحوثيين لكنها دانت الحملة العسكرية على اليمن.

وأعلن مسؤولون دبلوماسيون من الخليج، أن الحملة العسكرية الجوية يمكن أن تستمر لفترة تصل إلى ستة أشهر، وقالوا إنهم يتوقعون ردودا إيرانية بشكل أعمال لزعزعة الاستقرار.

وندد مسؤول خليجي طلب عدم كشف هويته بـ"الدعم اللوجتسي والعسكري" الذي تقدمه طهران للحوثيين، قائلا إنه بحسب التقديرات "هناك خمسة آلاف إيراني وعناصر من حزب الله (اللبناني) وميليشيات عراقية (موالية لطهران) على الأرض في اليمن".

وقال هؤلاء الدبلوماسيون، إن السعودية وحلفاءها قرروا التحرك ضد الحوثيين حين أظهرت صور الأقمار الاصطناعية في نهاية يناير تحريك صواريخ سكود نحو شمال الحدود السعودية مع قدرة يمكنها أن تبلغ الاراضي السعودية.

أما الولايات المتحدة، حليفة الرئيس اليمني في مكافحة الارهاب، وحليفة السعودية فقد أكدت دعمها للعملية العسكرية بعد أن أعلنت عن تقديم دعم لوجستي.

وكان المتمردون الحوثيون ، بمساعدة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي يملك أنصارا داخل الجيش، انطلقوا في من معقلهم في صعدة شمال اليمن باتجاه وسط البلاد وغربها قبل أن يتقدموا باتجاه الجنوب.

وعلاوة على المجموعات المتطرفة الناشطة في عدة بلدان عربية، فإن الدول العربية لا تخفي خشيتها من زيادة نفوذ إيران في المنطقة وهو ما جعلها تفكر في إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة.

وتعد الحملة العسكرية العربية في اليمن "اختبارا" لإقامة هذه القوة المقترحة على القمة العربية الحالية.

ودافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن هذا المقترح متحدثا عن "تهديدات غير مسبوقة للهوية العربية".