اكتشاف حفريات كائن بحري مفصلي بدائي ذي مخالب في كندا
منوعات
28 مارس 2015 , 07:02م
رويترز
يتيح موقع للحفريات بجبال روكي في كندا إلقاء نظرة خاطفة ومثيرة على ما كانت عليه الحياة على وجه الأرض منذ أكثر من نصف مليار عام إذ عثر به على بقايا حفرية لكائن بحري عجيب من المفصليات المفترسة له أربع عيون ومخلبان مدببان.
وقال العلماء أمس الجمعة إنهم اكتشفوا حفريات محفوظة جيدا في كولومبيا البريطانية للحيوان المسمى (ياونيك كوتينايي) الذي عاش منذ 508 ملايين عام وهو كائن دميم المنظر يشبه الروبيان (الجمبري) من الحجم الكبير وكان وقتئذ من أضخم المفترسات.
ويبلغ طول الكائن ياونيك نحو 22.5 سنتيمتر بما في ذلك مخلباه وقد لا يبدو هذا الحجم مثيرا للدهشة لكنه كان ضخما إذا ما قورن بمعظم الكائنات الأخرى آنذاك.
كانت هذه الحفرية تقبع في متنزه كوتيناي القومي حيث عثر عليها في موقع لم يسبق أن امتدت إليه أنشطة البحث والتنقيب في التكوينات الصخرية لمنطقة (بورجيس شيل) التي ظلت لفترة تتجاوز القرن تقدم بقايا ممتازة من حقبة الكمبري الجيولوجية التي ظهر خلالها لأول مرة الكثير من الطوائف الحيوانية الرئيسية.
وينتمي كائن ياونيك -الذي يخلد اسمه وحشا بحريا أسطوريا ورد في قصة الخلق الخيالية لشعب كتوناخا الذي كان يستوطن المنطقة- للمفصليات الأولية وهي مجموعة حيوانية نجحت بدرجة كبيرة في مواصلة البقاء ومنها الروبيان وسرطان البحر والسلطعون (الكابوريا) والحشرات والعناكب والعقارب وعديدات الأرجل.
وكان بمقدور ياونيك السباحة وممارسة أنشطة الافتراس النشط إذ كان لديه صفان من الزوائد الشوكية على مخلبيه الكبيرين بمنطقة الجبهة وهو ما يمثل جهازا في غاية التطور للإحساس يتكون من زوجين من العيون وقرون الاستشعار الدقيقة علاوة على جسمه المكون من 17 قسما.
وقال روبرت جاينس عالم الأحياء القديمة بكلية بومونا بكاليفورنيا "توضح الحفريات الحديثة بجلاء أن هذه المفصليات الأولية كانت متطورة وكائنات مفترسة مرهوبة الجانب.. ولم يكن لدى أسلافنا من الفقاريات بعد العظام أو الفكوك وظلت مخلوقات متواضعة تتغذى على الكائنات البدائية".
وقال سيدريك أريا وهو باحث يدرس لنيل درجة الدكتوراه بقسم البيئة وبيولوجيا النشوء والارتقاء بجامعة تورونتو إنه عثر على أكثر من 100 حفرية لكائن ياونيك.
وقال أريا الذي نشر بحثه في دورة الأحياء القديمة "يمكنك أن تقول بحق انه يشبه الجمبري العملاق الذي تتكون قرون استشعاره أيضا من مخالب كبيرة".
وبمقدور زائدتين كبيرتين -وظيفتهما الإمساك في مقدم الرأس- إتاحة الحركة الواسعة النطاق للأمام وللخلف أما الأشواك الموجودة على مخلبيه فتساعد على اقتناص الفرائس.
ويستخدم ياونيك قرون الاستشعار الدقيقة على هذه الزوائد في حاسة إدراك البيئة المحيطة ليس بمجرد الإحساس بل من خلال رصد الآثار الكيميائية أو ما يشبه حاسة الشم تقريبا.
وقال جاينس "إنني أعكف على دراسة نماذج حفريات منطقة بورجيس شيل منذ نحو 15 عاما وما من شك في أن ياونيك من أكثر الحفريات من حيث الإثارة والسحر التي تصادف أن شاهدتها على الأرض".