حاول زيارة سوق واقف هذه الأيام لترى بعينيك ما يشبه «الخنادق» التي تطوقه.. إنها الحفريات الهادفة لتطوير منطقة قلب الدوحة، التي أغلقت شرايينها المرورية بانسداد شبه كامل فاقم من صعوبات حركة المرور إلى المناطق الحيوية في المدينة.
ويبدو أن التركيز على سرعة إنجاز المشروع غيب بشكل أو بآخر خطة إدارة التحويلات وتنسيقها بشكل لا يعوق الحركة المرورية ولا يعرقل الوصول إلى السوق أو المؤسسات المالية وغير المالية المحيطة به.
فإذا حاولت الوصول إلى سوق واقف من الجهة الجنوبية سوف تجد أمامك حفريات تأخذك إلى الكورنيش، وإذا حاولت الوصول إليه من جهة الكورنيش ستأخذك التحويلات إلى الجهة الجنوبية.
«العرب» رصدت واقع الحفريات في منطقة مركز المدينة التي تضم سوق واقف ومشيرب خلال جولة ميدانية اكتشفنا خلالها صعوبة الانتقال في تلك المنطقة بسبب التحويلات المرورية والإغلاقات.
بالمقابل أكد مصدر بهيئة الأشغال العامة «أشغال» لـ «العرب»، أن مشروع التطوير سوف يتم إنجازه الشهر المقبل، ما يعني استمرار أعباء التنقل أو مراجعة إحدى المؤسسات أو الدوائر في تلك المنطقة نظراً لندرة المواقف مما دفع بعض العمال لأن ينصبوا من أنفسهم منظمين لحركة المرور في المواقف الواقعة خلف شارع البنوك، وتدخل وتخرج المركبات وفقاً لتعليماتهم مقابل منحهم الإذن بغسل المركبة.
التطوير يشمل 6 مناطق رئيسية.. و7 شوارع حيوية
تندرج أعمال التطوير في منطقة مركز المدينة ضمن مشروعي الحزمة الثانية والثالثة لتطوير وتجميل وسط الدوحة. وقال مصدر في هيئة الأشغال العامة أشغال: إن أعمال مشروعي الحزمة الثانية والثالثة تتضمن تطوير 6 مناطق رئيسية بين شارع الكورنيش والطريق الدائري الأول، و7 شوارع رئيسيه بما فيها من تطوير للبنية التحتية والساحات ومسارات المشاة والدراجات الهوائية، إلى جانب تنفيذ شبكة إنارة للشوارع وتركيب إشارات مرورية جديدة ولوحات إرشادية ومعابر للمشاة.
وأضاف المصدر: يتضمن المشروع تطوير المناطق المحيطة بمتحف قطر الوطني والمقابلة لمتحف الفن الإسلامي، وأن الاعمال قسمت لـ 3 مواقع بمساحة 4.78 كيلومتر مربع لكل موقع، منوهاً بأن أعمال التطوير وتجميل الشوارع الرئيسية والأحياء الداخلية بهذه المناطق، والبنية التحتية الهادفة لتحديث شبكة تصريف مياه الأمطار بطول 8.5 كيلومتر، وتطوير شبكة الصرف الصحي بطول 4.7 كيلومتر، كما أنه سيتم تطوير شبكة الكهرباء بطول 6.8 كيلومتر. كما تتضمن أعمال المشروع أيضاً توفير 329 عمود إنارة ذات طابع مميز، وزراعة حوالي 1400 شجرة وأكثر من 10 آلاف متر مربع من المسطحات الخضراء. ذلك بالإضافة لإنشاء مسارات المشاة والدراجات الهوائية بطول 22.6 كيلومتر. مشيرا إلى الانتهاء من جميع أعمال مشروعات تطوير وتجميل وسط الدوحة في الربع الأول العام الحالي.
وبالنسبة للحزمة الثالثة، أشار المصدر إلى أنها تتضمن تطوير المناطق المحيطة بشارع حمد الكبير وقد تم تقسيمها إلى 3 مناطق رئيسية بمساحة 8.24 كيلومتر مربع. وتشمل الأعمال تطوير وتجميل الشوارع الرئيسية والأحياء الداخلية بهذه المناطق، بالإضافة لأعمال تطوير البنية التحتية التي تتضمن تطوير شبكة تصريف مياه الأمطار بطول 10.2 كيلومتر، وتطوير شبكة الصرف الصحي بطول 11.2 كيلومتر، كما أنه سيتم تطوير شبكة الكهرباء بطول 14.7 كيلومتر. ويتضمن أيضاً توفير 515 عمود إنارة ذات طابع مميز، وزراعة حوالي 3250 شجرة وأكثر من 30 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء. ذلك بالإضافة لإنشاء مسارات المشاة والدراجات الهوائية بطول 35.3 كيلومتر. إضافة إلى تغطية كل الشوارع الرئيسية بالجرانيت لإعطاء المنطقة طابعاً خاصاً، بحيث يصبح من الممكن مستقبلاً أن يسمح بإغلاق الشوارع أمام السيارات أثناء الاحتفالات وفتحها بالكامل للمشاة فقط.
خلق مناطق جاذبة وحيوية للسكان والزوار
تهدف مشروعات تطوير وتجميل وسط الدوحة إلى تطوير الأماكن العامة والساحات في المنطقة واستخدامها في خلق أماكن جاذبة وحيوية، عبر توفير عناصر خدمية وجمالية كالاستراحات والمقاعد والأكشاك وشاشات العرض والأعمال الفنية التجميلية وغيرها مما يشجع الزوّار على التفاعل في المكان والاستمتاع بالمنظر العام. ذلك بالإضافة إلى تجميل الشوارع الرئيسية والداخلية لرفع القيمة الجمالية لها وللمناطق السكنية والمراكز الحيوية والحفاظ على التوازن الحيوي وعلى البيئة.
ومن المقرر أن تخدم هذه المشروعات جميع أهالي وزوار قطر وبالأخص ساكنو المناطق التي سيتم تطويرها وأصحاب الأعمال التجارية المتواجدة بوسط الدوحة، مثل مناطق الهتمي والرفاع والمرقاب والسوق والغانم العتيق والنجادة والجسرة ومشيرب وفريج بن محمود وفريج عبدالعزيز والدوحة الجديدة. وتتضمن أعمال مشروعات تطوير وتجميل وسط الدوحة تطوير 7 مناطق رئيسية بين الكورنيش والطريق الدائري الأول، تتضمن عدة شوارع رئيسية، بما فيها من تطوير للبنية التحتية والساحات ومسارات المشاة والدراجات الهوائية. وتشمل الشوارع الرئيسية شوارع الصفية، وشراعوه، والمتحف، وعلي بن عمر العطية، وجبر بن محمد، وحمد الكبير، والأصمخ، وعلي بن عبدالله، وعبدالله بن ثاني. ذلك بالإضافة لزيادة المسطحات الخضراء وزراعة الأشجار، وتنفيذ شبكة إنارة للشوارع وتركيب إشارات مرورية جديدة ومعابر للمشاة ولوحات إرشادية جديدة. كما تتضمن الأعمال إنشاء مبان متعددة الطوابق لمواقف السيارات وأخرى على الطرق تسع حوالي 6000 سيارة، وسيتم تثبيت عدادات لمواقف السيارات لتشجيع العامة على اتباع نمط صحي أفضل واستخدام وسائل تنقُل صحية.
ومن الجدير بالذكر أن مشروع تطوير وتجميل وسط الدوحة تم تصميمه ليكون مؤهلاً لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتضمن ممرات مشاة عريضة وذات ميول مطابقة للمعايير الدولية، كما يتضمن ممرات متصلة تسمح لذوي الاحتياجات الخاصة بالتنقل بحرية بدون الحاجة لمساعدة الآخرين، ذلك بالإضافة لتوفير مواقف سيارات محدده لذوي الاحتياجات الخاصة.
نفق رئيسي لتصريف مياه الأمطار
يتضمن مشروعات تطوير وتجميل وسط الدوحة، مشروع إنشاء نفق رئيسي لتصريف مياه الأمطار، تم تصميمه بطول 2.2 كلم وبقطر ثلاثة أمتار ليستوعب مياه أمطار يصل حجمها إلى 70،000 متر مكعب.
كما يوفر المشروع أماكن مخصصة لشحن السيارات الكهربائية، وذلك للتشجيع على استخدام السيارات الصديقة للبيئة، حيث إن السيارات الكهربائية لا تسبب الانبعاثات الكربونية الضارة، ولذا تعد أكثر ملاءمة لبيئة صحية.
وفقاً لمسؤولي «أشغال» فإن المشروع يوفر البنية التحتية اللازمة لبيئة صحية وهو أمر حيوي لتحقيق هذا الهدف، كما أنه يتوافق مع إستراتيجية قطر الوطنية للحفاظ على موارد الدولة وتوفير بيئة نظيفة وصحية وآمنة للأجيال المقبلة.
كما تشمل الأعمال تطوير وتجميل كورنيش الدوحة، ليشمل مسارا للدراجات الهوائية وآخر للركض، يربط بمسار طريق المطار ورأس أبوعبود امتداداً إلى طريق الوسيل، كما يتضمن إنشاء ثلاثة أنفاق للمشاة وهي نفق الدفنة ونفق الكورنيش ونفق البدع، حيث تهدف هذه الأنفاق إلى تعزيز حركة المشاة وربط المسارات بالأماكن المجاورة. كما يشمل المشروع إنشاء ثلاث ساحات على الكورنيش وهي ساحات الدفنة والكورنيش والبدع، والتي تعد ساحات عرض مفتوحة على امتداد الكورنيش، ستتضمن أعمالاً فنية عديدة.
الجسور مؤهلة لخدمة ذوي الاحتياجات.. وأماكن لشحن المركبات
كما تشمل الأعمال مشروع إنشاء جسور للمشاة، حيث تم بالفعل البدء في أعمال تنفيذ عدد من الجسور تشمل جسر طريق الدوحة السريع (22 فبراير) بطول 63 مترا، يربط بين شارع النصر التجاري ومنطقة السودان، وجسر شارع سحيم بن حمد بطول 38 مترا يربط بين فريج بن محمود والسد.
كما تم الانتهاء من تصميم جسور أخرى، ومن المقرر البدء في أعمال التنفيذ هذا العام، وتشمل جسر شارع نجمة الذي يربط بين المطار القديم ونعيجة ويبلغ طوله 60 مترا، وجسر شارع الاستقلال الذي يربط بين منطقة الخليج الغربي والدفنة. ذلك بالإضافة إلى جسور مشاة أخرى قيد الترسية، وهي جسور وشارع الجامعة، وطريق 22 فبراير، وشارع الخليفة، ومنطقة السد، وشارع المنتزه.
تتضمن جميع الجسور مصاعد لتجعلها مؤهلة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم تصميمها غير مكيفة حفاظاً على صحة المستخدمين من التغيرات الفجائية لدرجة الحرارة.
أعمال فنية ومجسمات لإضفاء الطابع الحضاري
نظراً لأهمية وخصوصية مشروعات تطوير وتجميل وسط الدوحة، بدأت لجنة المجسمات والأعمال الفنية (لجنة فرعية مشتركة تضم أعضاء من اللجنة الرئيسية وكل من هيئة المتاحف ووزارة الثقافة) بدراسة آلية إشراك الفنانين المحليين في اقتراح وتطوير بعض الأعمال الفنية في المنطقة، والتي تتطلب فنانين أصحاب خبرة واسعة لتلبية احتياجات تلك المواقع من حيث الفكرة والتصميم. ومن المقرر أن يتم تعميم هذه التجربة على العديد من المناطق الأخرى بالدولة.
حيث تم اختيار ثمانية مواقع بمنطقة وسط الدوحة لتنفيذ أعمال فنية ومجسمات وهي شارع حمد الكبير، ومنطقة السوق، وتقاطع شارع المينا، وشارع عبدالله بن ثاني، ومنطقة المرقاب، ومنطقة النجادة، وتقاطع حمد الكبير، ومنطقة الرفاع. من المقرر انتهاء الأعمال في الربع الأول من عام 2022.
كما تتضمن الأعمال أيضاً تحسين وتجميل واجهات المباني المعمارية لتحقيق الرؤية الشاملة للمنطقة والتي تساهم في تعزيز هوية وموروث دولة قطر التاريخي والثقافي واحترام البيئة الطبيعية للدولة، والتحسين والحفاظ على القيمة المعمارية للمباني التاريخية والعامة.
عمال ينظمون المرور بمحيط البنوك
مما يزيد صعوبة التنقل والوصول إلى المؤسسات في منطقة السوق وشارع البنوك اكتظاظ الساحة الترابية الواقعة خلف عدد من المصارف بمئات السيارات منذ السابعة صباحا بما لا يدع أي فرصة أمام المراجعين لركن سياراتهم.
ويدير تلك البقعة عدد من عمّال غسل السيارات الذين ينظمون حركة دخول وخروج المركبات، ويوقفون المركبات لحين خروج الأخرى والعكس كذلك، مما يزيد الزحام المروري وصعوبة الوصول للمؤسسات، مما يتسبب بصعوبة ركن سيارات المراجعين في الساحة خلال الفترة الصباحية وحتى بعد الظهر وهي فترة الدوام في البنوك، وأوضح موظفون يعملون في المنطقة أنهم يأتون مبكرا إلى الساحة قبل موعد الدوام لحجز أي مكان متوفر لمركباتهم.
وأكد مواطنون أن الساحة تحولت إلى ورش لغسل السيارات رغم وجود الأتربة في الساحة، وأن السيارات تتلوث بالطين والصابون الناتج عن غسل سيارات أخرى إلى جانبها.
وقالوا: «إن عدم غسل السيارة يعني عدم الحصول على موقف هم بأمس الحاجة إليه لإنهاء معاملة تستمر ربع أو نصف ساعة في أحد البنوك على أقصى تقدير»، ولفت أحد المراجعين إلى أنه لا يمكن الحصول على مكان وقوف بهذه المنطقة إلا بإحدى طريقتين: إما دفع بعض النقود لعمالة آسيوية تعمل في الساحة، أو غسل السيارة في الساحة الترابية رغم تراجع مستوى هذه العملية.
مطالب بإزالة السيارات المهملة من وسط الدوحة
طالب عدد من المواطنين العاملين بمنطقة شارع حمد الكبير والمراجعين بضرورة تنفيذ حملة لإزالة السيارات المهملة من تلك المنطقة.
وأكدوا أن السيارات المهملة تشوه المظهر العام، وأن أشخاصاً يتركون مركباتهم لفترات طويلة، ما أدى إلى تشويه الشكل الجمالي للمنطقة، بالإضافة إلى تسببه في حجز أماكن يفترض أن يركن بها العاملون في البنوك والشركات المنتشرة في المنطقة سياراتهم بدلاً من معاناة البحث عن موقف.
وشددوا على أن السيارات المهملة أصبحت ظاهرة تعم المواقف الخاصة بالعمارات السكنية والعمارات التجارية والمواقف الخاصة، والتي تنتشر في عدد من المناطق التي تنتشر فيها الشركات، لافتين إلى أن معظم هذه السيارات تكون لأشخاص سافروا خارج البلاد، ومنها سيارات معطلة قام صاحبها بتركها في موقعها بعد أن قام بشراء سيارة جديدة ولم يكلف نفسه القيام ببيعها أو حتى نقلها إلى مواقع سكراب السيارات.
وأشاروا إلى أن الحملات التي تطلقها البلدية لإزالة السيارات المهملة تغطي المناطق السكنية والشوارع ولا تلتفت للمواقف العامة، مشددين على ضرورة التواصل مع أصحاب هذه السيارات في حال وجودهم داخل البلاد، وإذا كان صاحب السيارة خارج البلاد يفترض أن تتم إزالتها لنقلها إلى الأماكن المخصصة لذلك.