برغم الآمال التي راودت البعض في عودة الدحيل أمام الزعيم في نهائي كأس قطر، وفي قدرته على وقف هزائمه، وانتزاع لقب كأس العز والفخر، إلا أن كل هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح مع الدقائق الأولى للمباراة النهائية التي جرت أمس الأول، بعد أن فرض الزعيم سيطرته من جميع النواحي، وبعد أن تقدم بالهدف الأول، وكان قريباً من أهداف أخرى، لولا إهدار الفرص، ولولا إلغاء الفار ركلة جزاء بعد أن احتسبها حكم المباراة.
لم يكن هناك منافس للزعيم على المستطيل الأخضر، وظهر وكأنه بمفرده في الملعب، رغم أنه من المفترض أن الدحيل هو أقوى المنافسين له، والكفة تكاد تكون متساوية، والصفوف مكتملة.
لم يكن غريباً بعد كل ذلك أن يعترف الجميع بأن المباراة انتهت مبكراً، وأن الزعيم لا يوجد له ند، حتى لو كان الدحيل الذي خيب الكثير من الآمال، خاصة أنه ظهر بلا شخصية وبلا أداء في الشوط الأول، وربما تحسّن الأداء نسبياً في الشوط الثاني، دون أن يستطيع أن يوقف أو يحد من خطورة وتفوق الزعيم.
الكل كان يتوقع نجاح الدحيل في انتزاع اللقب، وإيقاف «النهم» السداوي للبطولات، لكن هيهات هيهات، ومن يستطيع الآن الصمود أمام الزعيم الذي أصبح «المالك والزعيم» الحصري للبطولات القطرية منذ أغسطس 2019 عندما انتزع أول الألقاب وهو السوبر القطري في افتتاح موسم 2020، ثم انتزع كأس قطر 2020، وبعدها كأس الأمير المفدى 2020، واليوم احتفظ بكأس قطر، وحقق اللقب للمرة الثالثة، وهو رقم قياسي يتناسب مع زعيم الأرقام القياسية.
وفي الطريق لقبين آخرين هما الدوري الذي أصبح مضموناً بنسبة 99%، وكأس الأمير المفدى التي لا يحمل لقبها الغالي.
الزعيم بهذه الألقاب حطّم رقمه القياسي السابق موسم 2007 عندما كان أول فريق يحقق الثلاثية في تاريخ الكرة القطرية، وهي كأس الأمير المفدى، وكأس ولي العهد، ودرع الدوري.
عيال الذيب (برشلونة) العرب
يستطيع السداوية، وبكل فخر، أن يعلنوا أن فريقهم هو (برشلونة) العرب، وهو الحلم الذي سعى إلى تحقيقه منذ تولى المهمة، وتدريب الزعيم 28 مايو 2019، ولم ينجح في الموسم الأول بسبب ضيق الوقت، وبسبب رحيل بعض النجوم، لكنه نجح في تحقيق ذلك هذا الموسم، فأصبح فريقاً قوياً قادراً على فرض سيطرته، كما كان يفعل منذ سنوات، تحت قيادة تشافي نجم الفريق السابق.
الأداء السداوي أصبح نموذجياً بما تعني الكلمة، وأصبح الأفضل، وبات الأكثر سيطرة واستحواذاً في المباريات مهما كانت قوة منافسه، ومهما تعرّض لمواقف صعبة، مثلما حدث أمام العربي، واستطاع بعد تعديل الأوراق وتغيير بعض الأسماء من العودة والفوز.
عندما نشاهد الزعيم في الملعب الآن، نشاهد فريقاً متكامل الأداء.. دفاعياً وهجومياً.. فريقاً يتحرك بجماعية نموذجية.. وهذا سر قوته، بالإضافة إلى قوته الأساسية المتمثلة في خط الوسط.
لا يوجد لدى السد مشكلة في اللاعبين، وفي شغلهم لأي مركز، السد «برشلونة» العرب؛ لأنه لا يشبع من تسجيل الأهداف، ويستمر في اللعب، وفي السعي للمزيد من الأهداف حتى صافرة النهاية، وعندما تتعقد الأمور وتتأزم المباريات، فلديه الحلول التي تقوده في النهاية إلى الانتصار وإلى عدم الخسارة حتى الآن، سواء في الدوري، أو في كأس الأمير، أو في كأس قطر.
إنجاز غير مسبوق لتشافي
عندما يتوج الإسباني تشافي بلقب دوري نجوم QNB خلال الأيام المقبلة، سيكون أول لاعب يعتزل ويتحول في أول موسم لمدرب لنفس الفريق، ويحقق اللقب لاعباً ومدرباً في الموسم التالي، وهو إنجاز كبير وغير مسبوق.
ربما حقق المغربي حسين عموتة، المحترف السابق بالسد، لقب الدوري مع الزعيم كمدرب 2013، لكنه لم يتحول للتدريب بعد الاعتزال مباشرة، كما فعل تشافي، حيث احترف عموتة في صفوف الزعيم من 1997 حتى 2001، ثم انتقل إلى عدة أندية أخرى، منها الشارقة الإماراتي، ثم قطر، واعتزل اللعب بأحد الأندية الجزائرية 2003، وعاد مساعداً للمدرب مع فوساتي، وتولى قيادة تدريب السد 2013، ونجح في تحقيق اللقب.
أما تشافي فقد خاض آخر مبارياته مع الزعيم 2019، وبعدها تولى تدريب الفريق، وتحديداً 25 مايو 2019، وهو أمر نادر الحدوث.
الإنجاز غير المسبوق لتشافي بالحصول على الدوري مع السد لاعباً والآن كمدرب، ليس النجاح الوحيد للمدرب الإسباني، حيث يعتبر أول مدرب يحقق كل هذه الألقاب في هذه الفترة القصيرة.
هناك مدربون جمعوا بين بطولتين في الكرة القطرية، لكن لا يوجد من حقق هذه الألقاب هذا الموسم، وحتى الآن، حيث بدأ الألقاب بالسوبر بافتتاح موسم 2020، ثم كأس قطر مرتين 2020 و2021، وكأس الأمير 2020، وفي طريقه للفوز رسمياً ببطولة الدوري 2021 الجولة القادمة.
وبات الزعيم وبشكل رسمي الفريق الأقوى محلياً.