فتحية زعلاني.. أول سيدة تنافس الرجال في قيادة الإسعاف بالدولة
موضوعات العدد الورقي
28 فبراير 2019 , 02:02ص
الدوحة - العرب
مشهد أصبح مألوفاً لدى كثيرين في دولة قطر، منذ ما يقرب من عشرين عاماً، أن تطلق فتحية زعلاني أول سائقة سيارة إسعاف بدولة قطر صافرة الإسعاف، لتعلن وجودها ملبية نداء واجبها الإنساني بخطى واثقة ومسرعة برفقة زملائها، لإنقاذ حياة المرضى جراء الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث، لتتخطى جميع الحواجز والصعاب لتصل إلى هدفها بنجاح.
وعلى مدار سنوات عملها الطوال، حققت نجاحاً وتميزاً ملحوظاً، لتثبت أن المرأة تستطيع منافسة الرجال حتى في أصعب المجالات، ما دامت توافرت العزيمة والإصرار.
تقول فتحية زعلاني -أول سائقة إسعاف، والسائقة الوحيدة حتى الآن بخدمة الإسعاف في مؤسسة حمد الطبية- «أنهيت دراستي الجامعية في المجال الطبي بتونس، وفي عام 2000 قدمت إلى الدوحة، والتحقت بالعمل بخدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية كأول مسعفة تختص بالتعامل مع الحالات النسائية، لأسطر بذلك أول دخول للعنصر النسائي في مجال الإسعاف، وبعد فترة وجيزة بدأت أتعامل مع الحالات كافة من الرجال والنساء كمساعد مسعف متقدم للحالات الحرجة، ومن فرط حبي لمهنتي الإنسانية اقترح المدير عليّ قيادة سيارة الإسعاف، وحصلت على دورة تدريبية مكثّفة تؤهلني لقيادة سيارة الإسعاف المتقدمة لمدة شهرين، ثم خضعت لاختبار شامل اجتزته بنجاح وحصلت على رخصة دخولي المهنة، لأكون بذلك أول امرأة تقود سيارات إسعاف في دولة قطر».
واستطردت فتحية قائلة: «أتذكر أول مرة أقود فيها سيارة الإسعاف، حيث كانت أول سيارة إسعاف متقدمة يتم تدشينها في خدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية، وبدا الأمر مستغرباً لدى الشارع القطري، ورأيت ذلك في نظرات الجمهور من سائقي السيارات، الذين بدأوا يلقون لي التحية بصافرات سياراتهم واحداً تلو الآخر، ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر معتاداً لديهم».
من جانبه، قال السيد براندون موريس المدير التنفيذي لخدمة الإسعاف بمؤسسة حمد الطبية، إن فتحية تمثّل نموذجاً رائعاً للتنوع في خدمة الإسعاف.. ويعتبر مجال الإسعاف الطبي في مختلف أنحاء العالم من المجالات التي تزيد فيها مشاركة الرجل عن المرأة، إلا أن النموذج الذي تقدمه فتحية يؤكد على أنه وبغضّ النظر عن كون المسعف رجلاً أو امرأة، فإن المسعفين يقومون بدور في غاية الأهمية في المجتمعات التي يعملون بها، نعمل دائماً على تشجيع مزيد من النساء على الالتحاق بخدمة الإسعاف، للمساهمة في هذه الخدمة الجليلة التي نقدمها للمجتمع، والمتمثلة في المساعدة على إنقاذ حياة المرضى والمصابين».