اليافعي: منشآت المونديال تحقق رؤية 2030 للاستدامة

alarab
رياضة 28 يناير 2015 , 01:36ص
أبدى فهد اليافعي رئيس لجنة المنشآت في بطولة قطر 2015 سعادته لسير العمليات التشغيلية في مختلف مرافق مونديال 2015 قبل أيام من نهاية البطولة والظروف المثالية التي مرت فيها المنافسات لما يزيد على عشرة أيام كاملة من الفعاليات مبديا ارتياحه للزمن القياسي الذي أنشئت فيه الصالات الثلاث للبطولة وإعجاب الزوار والضيوف بمختلف المرافق الخاصة بالبطولة معتبرا أن تجهيز الصالات يأتي في إطار رؤية شاملة تتوخى العديد من الأهداف منها الاقتصادية والرياضية والبيئية، كما فسر ذلك في الحوار التالي مع العرب.
¶ حدثنا في البداية عن سير العمل في المنشآت منذ انطلاق البطولة؟
- الحمد لله ما عندنا أي مشاكل خلال الفترة التي مرت رغم أن منشآتنا جديدة والمعروف أن المنشآت الجديدة تعرف بعش المشاكل والأعطال لكن ذلك لم يحدث وهذا لم يمنع من حدوث بعض الأعطال العادية التي لم تؤثر على سير الأمور بشكل طبيعي ولم تصل إلى مستوى كبير من حجم الكارثة، وكما ترون فالأمور تمر عادية رغم أن فترة الإنشاء كانت قياسية حيث انتهت الأشغال في صالتي الدحيل والسد في ظرف أقل من سنة ونصف مقابل سنتين تقريبا لصالة لوسيل.

¶ استمرت الأشغال في صالة لوسيل إلى غاية اللحظة الأخيرة. ألم يضعكم ذلك تحت الضغط؟
- عندنا ثلاث صالات أول واحدة فيها كانت في الدحيل وأقيمت فيها بطولة سوبر جلوب بعد ذلك انتهينا من الصالة الثانية في السد وأقيمت عليها بطولة آسيا للأندية في أكتوبر وصالة لوسيل أكبرها تصل سعتها إلى 15500 كرسي وفيها إمكانيات أكبر إضافة إلى 380 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء والممشى ومنطقة الألعاب لهذا ظلت الأشغال مستمرة إلى غاية اللحظة الأخيرة، وهذا شيء طبيعي في مشروع بهذه الضخامة وفي الوقت القياسي الذي أنجزنا فيه الأشغال لأن صالة لوسيل أصبحت جاهزة في سنتين وفي مكان آخر وفي ظروف مختلفة يمكن لهذا المشروع أن يتطلب أربع سنوات على أقل تقدير، ولا ننسى الجودة العالية في الإنشاء والفخامة في مختلف مرافق الصالة بتوفرها على الأجهزة الحديثة والفخمة. طبعا هناك بعض الأشغال استمرت إلى آخر لحظة لكن هذا لم يؤثر على استعمال الصالة ويمكن لبعض الأشغال أن تتواصل بعد البطولة من دون تأثير يذكر على التشغيل والعمليات إذ يمكن وصف المتبقي بالرتوش الأخيرة والنهائية والاتحاد الدولي، كما تعلمون وافق على الصالة وكان يتابع التحضيرات.

¶ ما دور الشركاء خلال فترة الإعداد للحدث وأثناء البطولة؟
- صالة مثل لوسيل بهذا الحجم تتطلب مساهمة شركاء متخصصين في البنية التحتية مثل كهرماء التي وفرت لنا دعما غير محدود حتى الآن من خلال توفر فرق صيانة خاصة خلال فترة البطولة جاهزين للتعامل مع مختلف الظروف وما يحدث من أعطال وأشغال التي وفرت شبكة طرق مميزة في منطقة صحراوية من كل الاتجاهات صوب الصالة، وهذا يخص صالتي السد والدحيل كذلك من خلال توسيع الأرصفة ورص الشوارع والنظافة العامة خارج المنشآت إضافة إلى البلدية وجميع الهيئات والمؤسسات الرسمية والخاصة التي تعاونت معنا بشكل كامل لإنجاح البطولة والنتيجة أن الجميع مندهش من التنظيم.

¶ من سيتكلف بتشغيل الصالات بعد نهاية المونديال؟
- إدارة المنشآت ستؤول إلى إدارة الصيانة والعمليات في اللجنة الأولمبية القطرية لأنها المسؤولة عنها وذلك بعد فترة من نهاية البطولة من أجل إتاحة الفرصة لنا لإخراج حاجياتنا وأغراضنا التي اشتغلنا بها خلال الفترة الماضية والمنشآت الثلاث تابعة للجنة الأولمبية ووزارة الرياضة والشباب.

¶ ماذا يمثل حصول المنشآت على درع «جي ساس»؟
- توجه الدولة وفق رؤية قطر 2030 تركز على كون جميع المشاريع الحكومية والخاصة تكون محافظة على البيئة وصالات مثل لوسيل بضخامتها تستهلك طاقة كبيرة بحجم الناس المتواجدين فيها وعلى هذا التوجه العام للدولة واللجنة المنظمة، فإننا نركز على تشييد بنايات خضراء صديقة للبيئة وقد اتخذنا جي ساس المعيار في هذا المجال للحفاظ على البيئة للحد من الانبعاثات الغازية التي يمكن تخلفها المولدات الاحتياطية فقط وجميع الإضاءات في المكاتب والملاحق وغيرها من الممرات تعمل بنظام الحساسات التي تعمل على إطفاء الأضواء في حال نسيانها من قبل الزوار أو الموظفين أو المشغلين، وهذا يحدث عادة لذلك فنظام الحساسات يساهم في الحفاظ على كمية من الطاقة التي يمكن أن تهدر، وهذا يخص المياه كذلك وأجهزة الإنذار التي تعمل وفق أحدث التكنولوجيا الموجودة وهذا معمول به حاليا في العالم، وهذا مكننا من الحصول على تصنيف 4 الذي يعتبر عاليا جدا، وأعتقد أن هذه المنشآت الوحيدة الحاصلة على هذه الدرجة ليس فقط في قطر بل في منطقة الخليج كذلك، وهي بذلك تحقق شروط الاستدامة التي تتبناها قطر.

¶ ما الفعاليات التي يمكن استضافتها في هذه الصالات؟
- الصالات الثلاث مصممة ومجهزة لتعدد الاستخدامات لكي تقام عليها ليس مباريات اليد فقط، بل الطائرة والسلة وكرة الصالات وجميع الألعاب الداخلية وحتى الكراسي متحركة بالكامل يمكن من خلال توسيعها أرضية الملعب وفق الحجم المطلوب لكل لعبة حسب مقاسات مختلفة وخلال التصميم أخذنا بعين الاعتبار المواصفات الدولية في كل لعبة حيث راسلنا الاتحادات الدولية لكل لعبة. فضلا عن تواجد ممشى وأماكن للتنزه والترفيه خارج الصالات بناء على توجه اللجنة الأولمبية بإنشاء المناطق الخضراء وأماكن ممارسة الرياضة. صالة السد تتحول إلى حلبة تزلج في ظرف 48 ساعة وهذا نادر في العمل حيث تتحول الأرضية الخشبية إلى أرضية جليدية لممارسة مختلف أنواع الرياضات الشتوية مثل الهوكي على الجليد.

¶ هل هذا يدخل في إطار الاستعدادات للألعاب الأولمبية؟
- اللجنة المنظمة تعمل تحت مظلة الدولة وتوجهها العام وعندما نشيد صالة أو منشأة، فإننا لا نعدها لحدث واحد فقط فالاستثمارات الضخمة للرياضة تجهز لتكون مطابقة للمعايير الدولية والمواصفات العالية. كراسي متحركة في الدور السفلي يمكن إزالتها عن طريق التحكم الآلي ففي صالة لوسيل هناك ما يزيد على 3 آلاف كرسي يمكن تنقيلها أو إزالتها حسب الطلب مثلا إضافة إلى أن كل الكراسي منفصلة عن بعضها وليست موصولة ببعضها، كما كان عليه في السابق وهذا يسهل عملية التحكم فيها حسب أي نظام مطلوب في ظرف وجيز. الصالة مصممة لاحتضان فعاليات من كل نوع حتى إن الأبواب الكبيرة تسمح بدخول السيارات العملاقة، كما أن الأرضية يمكن أن تتحمل أوزان ثقيلة جدا فضلا عن المؤتمرات والمعارض والحفلات وغيرها من الأنشطة. وهناك مقصورات يمكن تأجيرها للشخصيات خلال فترة الفعاليات والبطولات المختلفة.

¶ حدثنا قليلا عن آراء ضيوف البطولة.
- الاتحاد الدولي منبهر بالصالات رغم أن مسؤوليه كانوا يتابعون التحضيرات لكنهم فوجؤوا للزمن القياسي الذي أعدت فيه الصالات خاصة مع الصعوبات التي واجهناها على المستوى اللوجستي التي عادت ما تؤخر عددا من المشاريع لكننا تمكنا من تجاوز هذا الأمر من خلال التخطيط بعناية وهذا أبهر متابعي المشاريع الذين كانوا يراهنون على صعوبة الانتهاء في الوقت المحدد بل إننا أقمنا لقاءين تجريبيين في صالة لوسيل لتجاوز مختلف العيوب التي يمكن أن تظهر فجأة والوفود الخليجية والدولية انبهرت بالصالة بحجمها وتقسيمها إلى مرافق مختلفة منها صالات كبار الشخصيات والمركز الإعلامي المستقبل.