أكد أكاديميون وباحثون في قطاع النفط والغاز أن التآكل يمثل مشكلة رئيسية تواجه الشركات العاملة في هذا المجال، وأن الظروف الحالية التي تواجه هذه الشركات من أكثر البيئات قسوة وخطورة، داعين إلى ضرورة التركيز على مواءمة برامج البحوث والتطوير المبتكرة مع الاحتياجات الصناعية.
جاء ذلك خلال الاجتماع السنوي للجنة التوجيهية الفنية لمركز التآكل الذي عقده معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، وحضره أكثر من 35 مشاركا.
ووفر الاجتماع فرصة مكنت المعهد من عرض البرامج والمشاريع الحالية على الأشخاص الفاعلين في قطاع الصناعة للحصول على آرائهم وتعليقاتهم، للتأكد من تماشيها مع احتياجات الصناعات في دولة قطر.
وأكدت الدكتورة حنان فرحات، مدير أبحاث أول بمركز التآكل، أن اللجنة التوجيهية الفنية تحظى بأهمية بالغة لعمليات مركز التآكل التابع لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. مشيرة إلى أن كل مشروع ينفذه المركز له شريك صناعي وتحد يحتاج إلى حل. وقالت فرحات خلال مداخلة لها «إن عمل المركز يلبي احتياجات الصناعة، وهذا هو السبب في إجراء الاختبارات إما في ظروف ميدانية أو شبه ميدانية لمحاكاة البيئة التي تساهم في تآكل المواد بشكل أفضل»، موضحة أن اللجنة التوجيهية الفنية تقيم مشاريع المركز وصلتها بالصناعة، للتأكد من جدوى نتائج الأبحاث، ومن إمكانية تطبيق الحلول التي يقدمها في المنشآت الصناعية. من جانبه، نبه المهندس يوسف الجابر، نائب الرئيس لإدارة الابتكار والتغيير في شركة توتال للطاقة، إلى أن مركز التآكل التابع لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة يتيح فرصة فريدة لقطاع الطاقة للتعاون مع باحثين من الطراز العالمي في موضوعات مهمة للعمليات التشغيلية.
ولفت الجابر إلى أن فهم المنظومة المحلية يعد أمرا أساسيا لإيجاد الحلول الأكثر ملاءمة، مشيرا إلى أن مركز التآكل نجح للغاية في إقامة علاقات قوية مع قطاع الصناعة المحلية، وأزال الحواجز بين مجتمع البحوث والصناعة، وهناك حاجة ماسة إلى ذلك في قطر.
وأكد الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أن الاجتماع لم يسمح بتوفير فرص التواصل والتفاعل بين مركز التآكل وقطاع الصناعة فحسب، ولكنه يضمن بقاء برامج المركز على صلة باحتياجات الصناعة.
وقال: سمح هذا الأمر بحصول مركز التآكل على معلومات مباشرة من القطاع الصناعي تساهم في تمكين المركز من تصميم برامج متخصصة لتلبية احتياجات محددة، كما ساعد شركاء الصناعة على فهم النطاق الكامل للمشاريع والمرافق والموارد التي يقدمها المركز.