الدلائل السريرية تدعم وجود تأثير وقائي إضافي للجرعة المنشطة
المناعة المكتسبة من اللقاحات الأولية ضد «كوفيد- 19» تنخفض تدريجياً بعد 6 أشهر
قرابة ربع مليون شخص حصلوا على الجرعة المعززة
زيادة متوقعة في عدد الحاصلين على الجرعة المعززة
أكدت الدكتورة منى المسلماني المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية أن إعطاء الجرعات المعززة من لقاح «كوفيد- 19» يشمل جميع الأشخاص الذين مضى على تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح 6 أشهر.
وقالت في تصريحات لـ «العرب»: إن الموافقة على إعطاء الجرعة المعززة تأتي تماشياً مع الدلائل السريرية التي ظهرت مؤخراً التي تدعم وجود تأثير وقائي إضافي للجرعة المنشطة وتبين أنه بالنسبة لمعظم الأفراد، فإن المناعة الوقائية التي اكتسبوها من سلسلة اللقاحات الأولية ضد «كوفيد- 19» تبدأ في الانخفاض تدريجياً بعد مرور 6 أشهر.
وأوضحت أن أحدث الأدلة السريرية أثبتت أن أخذ الجرعة المعززة سوف يمنح حماية طويلة الأمد ضد جميع سلالات «كوفيد- 19» وأن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من خلال المراكز الصحية تقدم جرعات معززة من لقاح «كوفيد- 19» لجميع الأشخاص الذين مضى على تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح 6 أشهر.
نوهت بأن الرعاية الصحية الأولية تقوم بالاتصال بالأشخاص المؤهلين للحصول على جرعة اللقاح المعزز مباشرة لتحديد موعد، كما يمكن لأي شخص مؤهل ولم يتم الاتصال به بعد أخذ موعد عن طريق الخط الساخن لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية على 40277077 لتحديد موعد، ويمكن كذلك تحديد مواعيد التطعيم ضد «كوفيد- 19» عبر تطبيق الهاتف الجوال «نرعاكم» الخاص بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
وأشارت د. منى المسلماني إلى أن هناك إقبالا كبيرا من العاملين في الصفوف الأولى على أخذ الجرعة المعززة، حيث إن الكثير منهم حرصوا على الحصول على هذه الجرعة، كونهم إحدى أبرز الفئات المستهدفة لتعاملهم المباشر مع الجمهور أو بعض الأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس.
ونوهت إلى أن ما يقرب من ربع مليون شخص حصلوا على الجرعة المعززة في قطر، وأن هذا الإقبال يشير بوضوح إلى الوعي الكبير بين أفراد المجتمع، الأمر الذي ينعكس على حماية كل من يعيش على أرض قطر من المتحورات الجديدة لكوفيد– 19، والتي أثبتت الأدلة السريرية أنها توفر أعلى قدر من الحماية للإصابة بمضاعفاتها.
وأوضحت د. منى المسلماني أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة متوقعة في عدد الحاصلين على الجرعة المعززة، ضمن خطة الدولة لتوفير أعلى حماية للسكان من الفيروس، وفي إطار حملة التطعيم الأكبر في تاريخ الدولة، والتي بدأت قبل قرابة عام. وقالت د. منى المسلماني: حققت حملة التطعيم ضد «كوفيد- 19» نجاحات كبيرة طوال عام، ونجحت الحملة في إعطاء أكثر من 5.1 مليون جرعة، بنسبة تغطية لأخذ الجرعتين تجاوزت 85 %، وغيرها من النجاحات التي حققتها الحملة. وأضافت: دولة قطر نجحت بأن تكون بين أعلى الدول تطعيماً لسكانها، وهذا النجاح لا يُنسب للقطاع الصحي فحسب، بل للمجتمع الذي تحلى أغلب سكانه بدرجة عالية من الوعي، وحرصوا على تلقي اللقاح، فالتطعيم ومنذ بداية الحملة بصورة اختيارية، لذا فهذا النجاح لا يمكن أن نغفل فيه درجة الوعي العالية لدى كل من يعيش على أرض قطر.
الحد من الوفيات
وأعربت المسلماني عن أملها في أن يستمر هذا الوعي بين السكان، وأن يحرص الجميع على تلقي الجرعة الثالثة المعززة، وأوضحت أن التطعيم كان له أثر كبير في الحد من الإصابات، وعودة الحياة لطبيعتها في قطر في الكثير من مظاهرها.
وأشارت إلى أن التطعيم كان له أثر كبير في الحد من الوفيات، فدولة قطر كما أنها بين أكثر الدول تطعيماً للسكان فإنها بين أقل الدول من حيث عدد الوفيات مقارنةً بالإصابات المسجلة في قطر، موضحة أن التطعيم كان له دور أساسي في تحقيق هذا الهدف.
ودعت الدكتورة منى المسلماني كافة السكان إلى أخذ الجرعة المعززة، وقالت: حتى الآن، أكثر من 9 مليارات جرعة من اللقاح أعطيت حول العالم، حيث حصل أكثر من 3.1 مليار شخص حول العالم على اللقاح، بنسبة تغطية لسكان العالم تجاوزت 40 % من سكان العالم، والمضاعفات المسجلة للقاحات أقل بكثير مما قد يصيب الشخص في حال أصيب بالفيروس، خاصةً مع السلالات المتحورة التي انتشرت في الكثير من البلدان حول العالم.
وأضافت: إن دولة قطر، ومنذ اليوم الأول لحملة التطعيم ضد فيروس كورونا «كوفيد– 19»، حرصت على توفير أعلى اللقاحات من حيث الفاعلية والأمان، والمضاعفات التي تم تسجيلها حتى الآن في الدولة لا تتعدى ألم موضع الحقن والارتفاع الطفيف في الحرارة أو غيرها من الآلام التي لا تتطلب سوى بعض المسكنات البسيطة.
وتابعت: فيما يتعلق بالجرعة الثالثة «المعززة»، فالمضاعفات لا تتعدى ما كانت عليه في الجرعة الثانية، وأنصح الجميع بتلقي هذه الجرعة.
أثر فعال
ونوهت إلى أن التطعيمات بصورة عامة يُعرف عنها أثرها الإيجابي الكبير في مكافحة الأمراض، وأن برامج تطعيم مختلفة كانت قبل كورونا، من بينها التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، وهي الحملة التي تنظمها الدولة بصورة سنوية، ومستمرة في عدة مراكز بالدولة في الوقت الحالي.
ونصحت د. منى المسلماني بضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، مؤكدة أن وزارة الصحة العامة والمؤسسات تحت مظلتها حريصة على تعريف السكان بكافة التفاصيل الجديدة المتعلقة بفيروس كورونا، ونشر الوعي الصحي بين السكان، وأن على كل شخص ألا يلتفت إلى ما يتم ترويجه من معلومات مغلوطة تؤثر على صحته وصحة المحيطين.
وأشارت إلى أن هناك دراسات تبين أن اللقاحات الحالية فعالة ضد سلالة أوميكرون والجرعة المعززة ترفع من فعالية اللقاح بشكل كبير، ولكن مع مرور الوقت فإن المناعة تضعف ضد مقاومة هذا الفيروس، وهو ما يتطلب ضرورة أخذ الجرعة المعززة لتقوية المناعة وتفعيلها بالشكل المطلوب ضد هذا الفيروس.
50 طفرة.. وقابلية للانتشار
وقالت د. منى المسلماني إن سلالة أوميكرون تتصف بأكثر من خمسين طفرة وهذا يزيد قدرة الفيروس على الانتشار بين المجتمع بشكل أكبر من سلالة دلتا بستة أضعاف، وإنه كان هناك قلق عالمي أن الفيروس الجديد لا يستجيب للقاح، ولكن الأدلة أثبتت أن اللقاحات تعمل ضد جميع الفيروسات.
وحذرت من أن المتحور الجديد لديه قابلية للانتشار والعدوى بشكل أكبر من سلالة دلتا، وهذا يدل على أنه سريع الانتشار وهذا يجعل إصابة مجموعة كبيرة من الأشخاص أمرا متوقعا وغير مستبعد.