جيران قاتل السفير الروسي يتذكرون شاباً منعزلاً دون أي مؤشر على التطرف

alarab
حول العالم 27 ديسمبر 2016 , 01:24ص
رويترز
يتذكر سكان بلدة سوكي التركية الذين يعرفون مولود الطنطاش الشاب الأنيق الحليق الذي اغتال السفير الروسي هذا الأسبوع شاباً منعزلاً صموتاً رفضت الجامعة قبوله مرتين قبل أن يترك بلدته ليلتحق بالشرطة.
كان الطنطاش يبلغ من العمر 22 عاماً عندما أطلق النار على السفير أندريه كارلوف من الخلف في معرض للفنون في أنقرة قبل أن تقتله الشرطة، لم يتعرف سوى قلة من أهالي سوكي على الشاب الذي كان يرتدي حلة داكنة وربطة عنق والذي وقف بجوار جثه السفير.
قالت جارة من المنزل المجاور تحدثت إلى رويترز من خلف بابها المغلق وقطع بكاؤها الحديث عدة مرات: «كنت أكن الاحترام لابنهم»، وأضافت: «كان مهذباً وهادئاً، كان شاباً لطيفاً للغاية».
وقالت الجارة: «عندما جاءت الشرطة إلى الباب تصورنا أنه قُتِل أثناء تأدية عمله وأنهم جاءوا لإبلاغ أسرته باستشهاده، انهارت الأم عندما سمعت الخبر».
كما أن وحدة الشرطة التي كان يعمل بها الطنطاش كعضو في وحدة مكافحة الشغب شهدت عملة تطهير أطاحت بقائدها وبعض أفرادها بعد محاولة انقلاب فاشلة في يوليو.
ويقول خليل كارافلي مدير تحرير صحيفة ذا تركي أناليست: «العنصر الديني كان دائماً مُهِماً للغاية في التجنيد وتشكيل الكوادر في الدولة التركية خاصة في الأجهزة الأمنية، ليس في الجيش، بل في الشرطة».
قال أردوغان: إن منفذ عملية الاغتيال من أتباع رجل الدين المنفي فتح الله كولن وهو حليف قديم له شكّل شبكة واسعة النطاق داخل الشرطة، وينفي كولن ذلك.
وتقع سوكي في أحد أكثر أقاليم تركيا علمانية في جنوب غرب البلاد، لكن حي جيلتكجي الذي تقيم فيه أسرة الطنطاش يمتلئ بالمباني المتهدمة التي سقطت دهانات جدرانها وأصبحت حافلة بكتابات جرافيتي غالبيتها شعارات قومية أو دينية.
ويقيم أفراد أسرة الطنطاش في الطابق الرابع وظلت الملابس المغسولة منشورة على الحبال في الشرفة بعد يومين من احتجاز الشرطة لهم لاستجوابهم، وقالت وسائل إعلام: إنهم أفرج عنهم بعد ذلك.
وقال والده إسرافيل الطنطاش: إن سلوك ابنه تغير بعد أن صادق في أكاديمية الشرطة شخصاً يدعى شيركان بي.
وتابع: «لكنه بدأ يركز على أداء الصلوات وأصبح انطوائيّا وصموتاً أكثر»، مضيفاً أن ابنه تجاهل اقتراحه بأن يبقى في أزمير وذهب مع شيركان إلى أنقرة حيث أقامَا في منزل واحد.
وقال باهري جوكجيل وهو من سكان الحي: «كان دائماً في حاجة للمساعدة» ويعمل جوكجيل الآن في مقهى في سوكي وهي بلدة سكانها من الطبقة المتوسطة الدنيا يسكنها 117 ألف نسمة وتطل عليها المنتجعات الفارهة على ساحل بحر إيجه.
لكن في سوكي يرى البعض آثار شبكة كولن التي تشير إليها الحكومة بأنها «منظمة كولن الإرهابية».