هدف عملاق السيارات: «صنع في تويوتا» وليس اليابان أو تايوان

alarab
محليات 27 ديسمبر 2012 , 12:00ص
ناغويا - عبد الرحمن جبرة
تصل «العرب» بكم اليوم إلى آخر حلقاتها الخاصة بزيارتها إلى اليابان، التي جاءت بدعوة من شركة (عبد الله عبد الغني وإخوانه) وكيل تويوتا في قطر.. وكنا نقلنا لكم تفاصيل تنقلنا بين طوكيو وكيوتو وناغويا، واستعرضنا ما احتوته معارض تويوتا ومتحفها وأبرز المعالم السياحية في بلاد الساموراي. خلال الزيارة لم نفوت فرصة سؤال مسؤولي عملاق السيارات عن مدى تأثير المقولة الشائعة وسط المستهلكين عن جودة سيارات تويوتا المصنعة في اليابان بالمقارنة مع سيارات الشركة التي يتم إنتاجها في بلدان أخرى مثل تايوان والصين.. فكانت الإجابة المدهشة: «نحن نسعى لنصل بمنتجاتنا لمستوى نضع عليها عبارة صنع في تويوتا وليس في اليابان أو تايوان»! ونفى المسؤولون عدم جودة السيارات المصنعة خارج اليابان وقالوا: «نحن نرسل خبراء باستمرار في مصانعنا بالخارج للتأكد من الجودة». هكذا تسير الشركة صاحبة المبيعات الأعلى في الشرق الأوسط.. وهذه هي رؤيتها واستراتيجيتها.. وإذا كانت قطر وإيماناً منها بأهمية موضوع المناخ قد استضافت أوائل الشهر الحالي مؤتمر المناخ العالمي.. فإن تويوتا لا تغفل أهمية الموضوع. أخذونا إلى مدينة (تويوتا) في ناغويا.. هناك رأينا أمراً عجباً.. بيوت صديقة للبيئة وسيارات تعمل بالكهرباء لتخفيف نسبة ثاني أوكسيد الكربون المنبعث من السيارات.. يعمل هذا النوع باستخدام الكهرباء والوقود الذي يلجأ إليه صاحب السيارة في حال انتهت (بطارية) السيارة.. «لا نتوقع تصدير هذا النوع من السيارات إلى خارج اليابان قريباً وتحديداً إلى الشرق الأوسط نسبة لعدم توفر بنى تحتية في معظم الدول».. هكذا قال مستر شوجي مدير مشروعات تويوتا في الشرق الأوسط.. وفي (إيكو سيتي) تسعى تويوتا بدعم من الحكومة اليابانية إلى جعل المجتمع صديقاً للبيئة بتقليل استخدام الكهرباء في البيوت بتصميم المباني بطريقة تقلل من استهلاك الطاقة.. والاعتماد على الطاقة الشمسية بصورة أكبر.. افتتحت المدينة في مايو الماضي وستكتمل تماماً في 2014.. وتم بيع 67 وحدة حتى الآن.. وصممت تويوتا نظام المواصلات الذكي (ITS).. كما صممت نظاماً لتحليل استخدامات الطاقة.. في المستقبل سيستخدم اليابانيون وكثيرون في العالم سيارات من إنتاج تويوتا تمثل ثورة في مفهوم البيئة النقية.. في كل بيت سيكون هناك مصدر لتزويد السيارة بالكهرباء وستكون هناك محطات (هيدروجين) في الشوارع.. من منزلك ستستقل سيارة صغيرة تتسع لراكبين بحيث تذهب إلى محطة القطار أو الباصات دون أن تلوث البيئة. مؤتمر صحافي في مساء اليوم الأخير أقامت (تويوتا) حفل وداع للوفد الإعلامي الخليجي في مبناها الضخم بناغويا.. قبل العشاء أقيم لقاء صحافي حضره كبار مديري الشركة ومسؤوليها عن الدول الخليجية ومنطقة شمال إفريقيا.. وفي بداية اللقاء الصحافي تحدث المستر هيسايوكي إينو المدير التنفيذي لتويوتا.. وأكد أنه بعد الصدمة التي شهدها العالم في عام 2008 بانهيار بنك (ليمان برازرز) عملت شركته بلا كلل أو ملل للتغلب على الكثير من المصاعب.. وأضاف: «كنا نأمل أن يكون هذا العام جيداً وخالياً من أية صعوبات أخرى. مع ذلك وكما هو معلوم فقد برزت بعض المسائل الدبلوماسية بين اليابان والصين، مما أدى إلى انخفاض فجائي في معدل مبيعاتنا في الصين، لذلك فقد كان هذا العام غير طبيعي في نواح كثيرة».. لكن المستر إينو أكد قوة موقف شركته بفضل مبيعاتها في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأميركا. وحققت نسبة مبيعات تويوتا في الشرق الأوسط هذا العام رقماً قياسياً للشركة، حيث زادت بنسبة %30 عن العام الماضي، حيث باعت الشركة حوالي 650 ألف سيارة.. وأشاد المدير التنفيذي لعملاق السيارات بمبيعات شركته من اللكزس في الشرق الأوسط، مشيداً بوكلاء تويوتا في المنطقة وأوضح: «شهدت مبيعات لكزس في الشرق الأوسط ارتفاعاً بنسبة وصلت إلى %48 في العام (31 ألف سيارة في السنة) وهو نمو كبير نرحب به، جاء بفضل جهود موزعينا ووكلائنا في المنطقة، بالإضافة إلى إدخال منتجات جديدة مثل طراز إل أكس وجي أس وأل أس». طراز رياضي جديد واعتبر المستر إينو ارتفاع وهبوط المبيعات أمراً طبيعياً في التجارة العالمية، حيث قال: «نحن شركة عالمية لديها عمليات في عديد من دول العالم، ويبدو أنه لم يحدث قط أن كانت جميع الأسواق سيئة، ولا يمكن أن تكون جميع الأسواق جيدة في وقت واحد. ومن وجهة نظري هذا التوازن والتنوع والاختلاف يمثل واحداً من الأمور الأساسية والجوهرية في العملية التجارية العالمية الجيدة». علماً بأن مبيعات تويوتا ولكزس في عام 2012 بلغت 8.7 مليون سيارة. وخلال المؤتمر كشف مسؤول التويوتا عن طراز رياضي جديد من سيارات شركته (تويوتا 86) وقال إنها لاقت إعجاباً من قبل العملاء ووسائل الإعلام.. كما كشف المستر إينو عن تجاوز مبيعات السيارات الهجين المليون سيارة. وفي ختام حديثه أشاد مدير تويوتا بسوق الشرق الأوسط بقوله: «حصلت تويوتا على حصة السوق الأعلى في معظم دول الشرق الأوسط، فقد بلغت نسبة المبيعات في المنطقة ما يقرب من نصف المبيعات المسجلة في اليابان (السوق الأم). بالإضافة إلى ذلك، فإن مدى تغلغل تويوتا في سوق الشرق الأوسط هو نفسه تقريباً كما هو الحال في السوق اليابانية، وسوف يستمر هذا السوق الواعد في النمو بالنظر إلى النسبة الكبيرة من جيل الشباب في المنطقة. فالشرق الأوسط كان وما زال وسيظل دائماً سوقاً جد هامة بالنسبة لنا». بعد ذلك أجاب مسؤولو تويوتا على أسئلة الصحافيين، وأكدت الشركة عدم نيتها في إنتاج سيارات أقل من 1.6 سي سي.. وقال المسؤولون إن طراز لاندكروزر بيك اب (دبل كاب) مخصص فقط للشرق الأوسط.. ولم ينف مستر إينو تأثر مبيعات تويوتا بسبب شركات السيارات الكورية التي قال إنها تطورت بشكل مذهل.. لكنه قال إن ما يميز تويوتا جودة منتجاتها وخدمات ما بعد البيع. من جهته أشاد تاكاشي أوباتا المسؤول عن مبيعات تويوتا في قطر بمجهودات (عبد الله عبد الغني) في تحسين مبيعات تويوتا، ومشاركة الشركة في دعم الأنشطة الاجتماعية مثل حملات التبرع بالدم وحملات الأمن والسلامة بالتعاون مع إدارة المرور في قطر، مؤكداً رضا تويوتا تجاه هذه الأنشطة التي تقوم بها (عبد الله عبد الغني) دون أي دعم من رئاسة الشركة في اليابان.. واختتم المستر أوباتا حديثه لمندوبي الصحف القطرية بثقة شركته في تعزيز (عبد الله عبد الغني) لخدمات ما بعد البيع خاصة مع افتتاح مركز خدمة (ميجا سنتر) في عام 2015.