أكدت مؤسسة حمد الطبية أن للرياضة فوائد عديدة وممارستها بشكل منتظم يعد جزءاً من نمط الحياة الصحي، ولكن قد تكون الرياضة أحد المحرضات أو المسببات الشائعة لظهور أعراض الربو، لافتة إلى أنه من الجيد تجنب محرضات الربو، ولكن تعد ممارسة الرياضة من الأمور المهمة للصحة ويجب عدم التوقف عن ممارستها. وأشارت إلى أنه يجب ألا يتوقف النشاط البدني عندما يكون الربو تحت السيطرة، ويمكن من خلال العمل مع الطبيب المشرف على الحالة الصحية وضع خطة تسمح بالتمتع بحياة طبيعية والمشاركة في الأنشطة العادية وممارسة الفعاليات البدنية الرياضية.
وأوضحت حمد الطبية أن أعراض الربو تظهر أثناء ممارسة التمارين الرياضية عند معظم الأشخاص الذين لا يكون الربو عندهم تحت السيطرة، وقد تظهر الأعراض لدى بعض الأشخاص عند ممارستهم للرياضة فقط، ويسمى هذا النوع من الربو بالربو المحرض بالرياضة - Exercise Induced Asthma، ويرمز له بالرمز EIA، ويشمل الأعراض التالية: السعال
صفير الصدر
قصر النفس
ألم في الصدر أو ضيق في الصدر والتنفس
التعب
صعوبة القيام بالجهد مثل الأصدقاء
وقالت مؤسسة حمد الطبية: قد تبدأ هذه الأعراض بالظهور أثناء ممارسة التمارين الرياضية القوية، وعادة ما تبدأ بعد 5 – 10 دقائق من التوقف عن ممارسة الرياضة، وأحيانا تعود الأعراض بعد ساعات من الانتهاء من الفعالية الرياضية، وتعتمد شدة أعراض الربو المحرض بالرياضة على مدة ممارسة النشاط ومدى كثافته بالإضافة إلى البيئة التي يتم فيها ممارسة الرياضة.
وأوضحت أن الرياضة المكثفة جدا مثل (السباحة وكرة القدم والجري لمسافات طويلة) هي الأكثر احتمالا في إحداث أعراض الربو، ولكن لا تحتاج هذه الرياضات إلى تجنبها لمنع حدوث النوبة والسبب لأنه يمكن السيطرة على الأعراض عادة. كما أن الأعراض قد تظهر نتيجة التعرض لمحرضات الربو في البيئة التي يتم فيها ممارسة الرياضة. فعلى سبيل المثال: يمكن للشخص أن يتنفس بشكل طبيعي عند ممارسة رياضة السلة داخل صالة مغلقة، ولكن أعراض الربو ستظهر لديه عند الركض في حقل عشبي أو عند التزلج على الجليد في الطقس البارد.
ونوهت إلى أن من المحرضات التي تزيد حالة مريض الربو سوءًا: درجات الحرارة. والرطوبة، وتلوث الهواء، وحبوب اللقاح، والعفن، والأبخرة الكيميائية، وتشمل حتى تلك الموجودة في بعض حلبات الجليد والحمامات، وقد تكون المحرضات التي تؤثر على المريض بذاته مختلفة عن المحرضات التي تؤثر على شخص آخر.
وحول كيفية منع ظهور أعراض الربو أثناء ممارسة الرياضة، أضافت المؤسسة: إذا كنت مصاباً بالربو وتود أن تمارس الرياضة، فيمكن أن تساعدك هذه الخطوات على ذلك: حدد محرضات أو مسببات الربو المحرض بالرياضة، وإذا كان الهواء البارد أحد مسببات الربو لديك، فيمكنك ارتداء وشاح أو قناع مخصص للجو البارد بحيث يغطي منطقة الأنف والفم وذلك لتدفئة الهواء، حاول أن تتنفس من خلال أنفك أثناء ممارسة الرياضة. وإذا كان لديك حساسية تجاه حبوب اللقاح أو العفن فتحقق من كميات حبوب اللقاح أو العفن وتجنب ممارسة الرياضة في الخارج إذا كانت كمياتهما كبيرة جدا. وعادة ما تكون مستويات ملوثات الجو عالية في فترة الظهيرة أو منتصف النهار. يعد الأوزون من ملوثات الجو الأكثر شيوعا في أشهر الصيف. فعندما تكون مستوياته عالية فعليك تجنب ممارسة الرياضة في الخارج.
وشددت حمد الطبية على أهمية تناول أدوية الربو قبل ممارسة الرياضة، وأن عدة أنواع من الأدوية يمكن أن تناولها قبل ممارسة الرياضة، وهي: الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية والأدوية المضادة للالتهاب، موضحة أن الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية تعمل على فتح الطرق التنفسية عبر استرخاء العضلات المحيطة بالطرق التنفسية.
ولفتت إلى أن هناك نوعين من الأدوية الموسعة للقصبات وهي الأدوية قصيرة أمد التأثير والأدوية طويلة أمد التأثير، وأن كلا النوعين يستخدمان لمنع ظهور أعراض الربو، وأن من الأدوية قصيرة أمد التأثير الألبوتيرول Albuterol والمشهور باسم الفنتولين وكذلك يوجد ليفو البتيرول Levalbuterol والمشهور باسم زوبونكس. ويجب أخذ الموسع القصبي قصير أمد التأثير قبل 15 - 30 دقيقة من ممارسة الرياضة، ولا تستمر مدة تأثير هذا الدواء أكثر من 2 - 4 ساعات.
وأضافت حمد الطبية: إذا ما كنت قد أخذت الموسع القصبي قصير أمد التأثير قبل ممارسة الرياضة، فيمكنك أن تأخذه مرة أخرى كدواء لتحسين أعراض الربو بشكل سريع في حال ظهور الأعراض أثناء أو بعد الرياضة. أما بالنسبة إلى الأدوية المضادة للالتهاب فتستخدم هذه الأدوية لمنع التورم والتوذم داخل الطرق التنفسية، وتتضمن كلا من السيتروئيدات القشرية (مثل: بيكلوميتازون، بوديزونيد، فلونيزوليد قلوتيكازون، موميتازون، وتريامسينالون) والأدوية غير السيتروئيدية مثل ( مونتيلوكاست والمعروف باسم السنغيولار، وزيفر لوكاست).
وأشارت إلى أنه عادة ما تؤخذ الأدوية المضادة للالتهاب يوميا دائما حتى لو لم يكن هناك أعراض ربو ظاهرة وذلك للسيطرة على الربو ومنع حدوث أعراضه، لذلك تسمى هذه الأدوية بالأدوية المسيطرة على الربو، وقد لا تلاحظ أي تحسن فوري سريع عند استخدام هذه الأدوية حيث أنها تحتاج إلى الوقت ليظهر تأثيرها. فيجب التحدث إلى الطبيب حول استخدام الأدوية المسيطرة على الربو إذا كانت هناك أعراض الربو المعتادة أكثر من مرتين في الأسبوع خلال النهار أو مرتين في الشهر ليلا، فهذا يدل على أن السيطرة على الربو لديك ضعيفة وغير جيدة.
وقالت حمد الطبية: قد تتساءل لماذا من المهم ممارسة تمارين الإحماء والتهدئة قبل وبعد ممارسة التمارين الرياضية؟. يمكن أن تساعد تمارين الإحماء الرياضة البسيطة لمدة 5 إلى 10 دقائق قبل ممارسة التمارين الرياضية على منع حدوث أعراض الربو أثناء التمرين، فعلى سبيل المثال يمكنك بدء تمرين الإحماء بالجري البطيء ثم زيادة السرعة. كما يمكنك أن تبدأ تمارين القفز بتحريك الذراعين فقط في البداية ثم إضافة الساقين. وعليك أن تقوم بالتهدئة لمدة 5 إلى 10 دقائق بعد ممارسة التمارين الرياضية وذلك لمنع حدوث أعراض الربو التي قد تظهر بعد ممارسة التمارين الرياضية، مثل ( المشي أو تمارين التمدد).
وأضافت: ماذا يجب عليك فعله إذا ظهرت أعراض الربو أثناء ممارستك للتمارين الرياضية؟ يمكن أن تظهر أعراض الربو أثناء التمرين حتى إذا كنت قد استخدمت الدواء الموسع القصبي قبل ممارسة الرياضة. إذا حدث ذلك فعليك خفض سرعة الأداء. أما إذا أصبحت الأعراض أكثر سوءا فقد تحتاج إلى استخدام أدوية التحسن السريع مثل الألبوتيرول (الفنتولين) حتى إذا أخذت هذا الدواء قبل ممارسة الرياضة فلا بأس من تناوله مرة أخرى. أما إذا كنت تشعر بأن تنفسك يحد من قدرتك على ممارسة الرياضة، فأخبر طبيبك عن ذلك.