البيئة الإسلامية

alarab
الصفحات المتخصصة 27 نوفمبر 2015 , 07:11ص
اسماء الدوسري
الإسلام دين حياة وتطبيق، ومن المعلوم بالضرورة أن أسلوب حياة أي إنسان هو انعكاس لسلوكه اليومي وتفاعله مع بيئته المحيطة، ومن تعاليم ديننا الحنيف كمسلمين نستمد سمات ذلك السلوك.

وقد شملت تعاليم الإسلام كل تفاصيل حياتنا من مأكل ومشرب وملبس ومأوى وغيره وأكدت على الاهتمام بالبيئة في مواضع عديدة من القرآن الكريم التي وضحت دور الإنسان في حماية البيئة ومكوناتها فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الفساد في الأرض بكل صوره المعنوية أو المادية فقال (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) وقال سبحانه (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) وقال تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين)، أما السنة النبوية فقد أكدت على المحافظة على البيئة باعتبارها واجبا اجتماعيا فإماطة الأذى الذي لم نتسبب به هو من حق الطريق علينا والذي يحصل فيه الأجر والثواب، وإماطة الأذى كلمة جامعة لكل ما فيه إيذاء الناس ممن يستعملون الشوارع والطرقات، وليس أدل على ذلك من وصية الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه لقائد جيشه«لا تـخونوا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخًا، ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة.."،تلك وصية تؤكد على عدم الضرر في البيئة سواء في الحرب أو السلم والحرص على حمايتها وسلامتها.

وما نلحظه اليوم أننا نجتهد أن تكون أجسادنا نظيفة، وأن نظهر بأبهى منظر متزينين بأجمل وأفضل الثياب، ونتطيب بأجمل العطور متأسين برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ونسعى لأن تكون بيوتنا وسياراتنا وكل ممتلكاتنا نظيفة ولا نسمح برمي الأوساخ فيها أو إفسادها، والمفارقة أننا ما زلنا نشاهد تعاملات مختلفة ومتناقضة من البعض عندما يكونون في الأماكن العامة حيث يتناسون واجبهم تجاه البيئة وأهمية المحافظة عليها، بالرغم من أن الإسلام أولى البيئة أهمية لا تقل عن الأمور المتعلقة بالشخص نفسه وممتلكاته الخاصة، ذلك لأن البيئة ذات منفعة متعدية عامة شاملة لمصلحة الفرد والمجتمع.

وما نراه اليوم في شوارعنا وأمام بيوتنا من القمامات والقاذورات مخالف مناف لما أكدت عليه شريعتنا الإسلامية وأوصانا به رسولنا الكريم فالمحافظة على البيئة مسؤولية الجميع لأن الضرر لا يستثنى أحدا والأذى يتأثر به الجميع، فالبيئة هي عنوان هويتنا كمسلمين، وهي دليل شاهد على سلوكنا وحضارتنا ولأن الإنسان يتأثر ويؤثر من خلال سلوكه في البيئة، فعلى المقصرين تجاه بيئتهم والمفرطين أن ينظموا حياتهم ومجتمعاتهم وطرقهم وأن يتعاون الجميع على النظافة والتجمل لأن هذا يدل على صدق الإيمان داخل كل إنسان ومدى شعوره بالمسؤولية تجاه مجتمعه.

دمتم سالمين