من مقاعد الدراسة إلى دفّة القيادة.. خريجو مؤسسة قطر يرسمون ملامح الغد

alarab
محليات 27 أكتوبر 2025 , 01:21ص
الدوحة - العرب

في ملتقى خريجي مؤسسة قطر السنوي الذي عُقد مؤخرًا، عاد الخريجون إلى المكان الذي صاغ أولى أحلامهم ليتحدثوا عمّا أصبحوا عليه اليوم من مصدر إلهام وتمكين لغيرهم وعلى مدار ثلاثة عقود، أسهمت مؤسسة قطر، من خلال مدارسها وجامعاتها، في تخريج أجيال تؤمن بأن النجاح الحقيقي هو رحلة مشتركة تشمل الجميع، ومن بين هذه الأجيال، برز الدكتور خالد الجفيري الذي سلك المسار الأكاديمي في عدد من الجامعات في قطر وخارجها، وانتسب إلى منظمات فكرية دولية. 

قبل عشرين عامًا، كان الدكتور خالد يجلس في أحد مقاعد جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ينتظر بفارغ الصبر الاستماع إلى أساتذته، بأُذنٍ صاغية وأحلامٍ كبيرة. واليوم، عاد ليقف في مقدمة ذلك الفصل الدراسي؛ لم يعد الدكتور خالد طالب، بل أصبح أستاذ مشارك في برنامج السياسة الدولية.
يقول الدكتور: «أقف اليوم وأنا كلّي فخر لأنني أقوم برد الجميل لبلادي والمساهمة في خدمتها من خلال تدريس الطلاب في قطر، وبناء جسور التعاون مع جامعات مؤسسة قطر. وأسعى ألا أكون مجرد ناقلٍ للمعرفة، بل مصدر إلهامٍ يشجع طلابي على التساؤل والتفكير النقدي والمساهمة في تغيير العالم نحو الأفضل».
وأضاف: «بدأت مسيرتي في قطر حين كنت أقدّم برنامج بكالوريوس الشؤون الدولية في جامعة قطر بين عامي 2022 و2025، فقد كنت أطرح عددًا من المساقات في السياسة الخارجية الأمريكية، والثقافة والسياسة، والإستراتيجيات السياسية، وكذلك المرونة السياسية. كان لي الشرف في التأثير بمسيرة أكثر من 140 خريجًا أنهوا تعليمهم في ذاك التخصص. وأنا أعمل حاليًا في جامعة جورجتاون في قطر، وأطرح مقررات دراسية تتناول موضوعات المرونة السياسية ومفاهيم الهوية الاجتماعية».
يتابع: «ما زلت على تواصل مع بعض هؤلاء الخريجين، وألمس أثر عملي في مسيرتهم، إذ عبّر بعضهم عن رغبته في السير على خطاي في المجال الأكاديمي. كما أنني أحرص دومًا على تذكيرهم بألّا يخشوا المستقبل، بل أن يواجهوه بشجاعة وإيمان بأنفسهم دون أن يلتفتوا للوراء».
ليست الغاية من الدرجات العلمية إيجاد فرص مهنية فحسب، بل رواية قصص الأمل والتحدي والقوة من أجل تصور مستقبلٍ أفضل للعديد من المجتمعات. بالنسبة لحمزة السيوفي، خريج سوري من جامعة جورجتاون في قطر، وشريك مؤسس ورئيس تنفيذي لأكاديمية «كاملكود» (CamelCode)، كان التعليم بمثابة شريان حياةٍ وطوق نجاة، إذ فتح له أبوابًا لفرصٍ خارج وطنه الأم، وذلك عندما كان يبلغ من العمر تسعة ربيعًا عام 2012. 
حمزة شاب دفعته تجاربه للدفاع عن حق الأطفال بالتعليم وتمكين الشباب لتصوّر غدٍ أفضل، فهو يقول: «يصعب عليَّ اختزال قدرة التعليم على إنقاذ حياة الأطفال ببضع كلمات. وأشعر بالامتنان لأنني تلقيت تعليمًا عالي الجودة من مؤسسة قطر، بينما لم يحصل الكثير من أبناء جيلي على هذه الفرصة، رغم كونهم على نفس القدر من الكفاءة».
خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا، التقى حمزة ببعض أصدقاء طفولته، الذين لم يحصلوا على التعليم الذي يستحقونه قط. وقد عبر عمّا رآه بقوله: «أصبحت كلّ حياتي تتمحور حول الحق في التعليم، لا سيما خلال هذه المرحلة من شبابي، فاليوم، شاهدت الكثير ممن عانوا بدونه». 
من خلال أكاديمية «كاملكود»، يعمل حمزة ورفاقه على تعليم الأطفال البرمجة والمهارات التقنية، وبهذا الشأن، يقول: «تعتبر الأكاديمية بذرة نزرعها اليوم، قد لا نستطيع قطف ثمارها وملامسة أثرها على الفور، لكننا بالتأكيد سنشهد نموها غدًا. فالأطفال في الأكاديمية يستطيعون ابتكار التطبيقات، مثل تلك التي تدعم إعادة التدوير وتحقق الاستدامة».