مستشارك النفسي.. أعاني من القولون العصبي

alarab
محليات 27 أكتوبر 2024 , 01:23ص
د. العربي عطاء الله

أعاني من القولون العصبي من الصغر والآن عمري 33 ولازالت نفس الاعراض وفي آخر زيارة لي للطبيب كتب لي مضاد اكتئاب كعلاج للقولون ولكني لم اخذ العلاج لان الطبيب باطني وغير مختص بالصحه النفسية. سؤالي هو هل القولون العصبي يستدعي مراجعة عيادة صحة نفسية مع العلم ان هذه الايام لدي قلق وتوتر واضطرابات بالنوم وخفقان واضطرابات جنسية كسرعة القذف ارجو الافادة. وشكرا. أخوكم: عباس.
الإجابة السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل عباس حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير وشفاك من كل مكروه، كما أشكرك على تواصلك معنا.
يجبُ أن تعلم أنَّ القولون العصبي مرضٌ وظيفي، أي أنَّه اضطرابٌ في وظيفةِ القولون، وكل التَّحاليل والتصاوير والمناظير والعينات تكونُ طبيعية في هذا المرض وله علاقةٌ وطيدةٌ مع العواملِ النَّفسية والقلق، فتزدادُ الأعراض مع الضغوطات النَّفسية، والتوتر والقلق، خاصةً عندما تصادفُ الإنسان مشكلة أو يريدُ أن يقومَ بعملٍ ما، وتخفُّ عند الراحةِ النَّفسية، ولذا كثيراً ما يكونُ جزءاً من علاجِ الأدوية التي تقلِّلُ من القلق.
يُعتبرُ القولون العصبي المسبب الرئيسي للقلقِ والتوترِ النَّفسي لدى غالبيةِ الناس، فإذا تمَّ علاجهم وتخفيف التوتر عنهم زال ألم هذا المرض، واختفت أعراضه، فالضغوطُ النَّفسية أيضاً ارتبطت بتحليلِ هذا النوع من المرض.
ولهذا فقد ارتبط عندك - أخي الفاضل - تهيُّج القولون بالخوف والقلق والاكتئاب وعدم استقرار المزاج أما بالنسبة لسؤالك حول علاقة القولون بزيارة الطبيب النفسي، فالقولون العصبي كما ذكرت لك أنه مرتبط بالأعصاب فكلما تهيج القولون كلما زاد عندك القلق والتوتر والخوف والحزن وعدم الرغبة في الأكل ولا في التحدث مع الآخرين وتصاب بكآبة حادة، لأن ذلك مرتبط بالأعصاب، وفي هذه الحالة فإنك تحتاج إلى بعض الأدوية النفسية منها مضادات الاكتئاب والقلق.
ولهذا أنصحك أخي الحبيب باتباع الخطوات التالية حتى لا تهيج عندك القولون وتعيش في راحة وطمأنينة بعيدا عن التوتر والقلق، وشرب الأدوية: 1- ابتعد عن كل ما يقلقك ويوترك.
2- إذا أمكنَ أن تمارس تمارين الاسترخاء، وذلك باتِّباع الخطوات التالية: - اختر مكاناً هادئاً خالياً من الضوضاء ومشتتات الانتباه.
- استلقِ على ظهرك على السرير، أو على كرسيٍ مريح، وتأكَّد من خلو المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرةٍ أو ضاغطةٍ على بعضِ أجزاء الجسم.
- اصرف انتباهك عن المشكلات التي تُشغل بالك في هذه اللحظة، وتفكَّر في حدثٍ سعيد، مع التَّركيز على إتمامِ وتجويدِ الخطوات التي تقوم بها.
- خذ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم احبسه بالصدر لمدة 10 ثوان، ثم أخرجه تدريجيًا ببطءٍ وقوةٍ عن طريق الأنف والفم معًا، وكرر هذا التمرين ثلاث مرات.
- اقبض كفة اليد اليمنى، واضغط عليه بشدةٍ لمدةِ خمس ثوان، ثم ابسطها، ودعها مسترخيةً لمدة 10 ثوان، ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء، كرِّر ذلك ثلاث مرات.
ولتصبح هذه القاعدة مكرَّرة في الخطوات القادمة دونَ الحاجةِ لتكرار ذكرها، وهي: قبضٌ وشدٌ وتوترٌ لمدَّة خمس ثوان، ثم بسطٌ وإطلاقٌ واسترخاءٌ لمدة 10 ثوان، وكرِّر ذلك ثلاث مرات، مع ملاحظةِ الفرق بين التوترِ والاسترخاء في كل مرة.
3- حاول أن تكونَ صاحب ابتسامةٍ عريضة؛ فالابتسامةُ تخفِّف من خوفك وهلعك، وتُنسيك كل الهموم والأحزان.
4- حاول أن تعتمدَ على تناولِ الأعشاب مثل: (البابونج، النعناع، الكراوية، الينسون) كلها تعبرُ من المهدئات لتهيجِ القولون، بالإضافةِ إلى تنظيمِ الوجبات الغذائية، والابتعاد عن الأكلات الدَّسمة، وحاول أن تضع برنامجاً للرياضة فهو يساعدُ أيضاً من آلام وتهيج القولون.
5- مارس التَّمارين الرياضية، فهي علاجٌ نفسي وجسدي، وتعطيك راحة واطمئنان، وتُخفف من آلام القولون.