

أكد إعلاميون وأكاديميون، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام مجلس الشورى تضمن رسائل للشعب بإبراز هويتنا القطرية والإسلامية والافتخار بالانتماء للوطن.
وقالوا في تصريحات لـ»العرب»، إن حرص صاحب السمو على تحقيق التنمية المستدامة من خلال تتمتع الأجيال القادمة بجانب اقتصادي وصحي وتعليمي وسلامة للبيئة على مستوى عالٍ، موضحين أن خطابات صاحب السمو دائما تركز على بناء الإنسان ثقافيا لكي يكون على وعي كبير بهويته الوطنية وليعمل من أجل رفعة الوطن.
وأكدوا أن صاحب السمو قدم في هذا الخطاب خارطة طريق وكشف أداء الحكومة حتى يكون الشعب على بينة واطلاع، بالإضافة إلى التركيز على الوضع الاقتصادي والنمو الذي حدث خلال العام الحالي، ويأتي ذلك بعد التراجع الذي حدث عام 2020، والبيانات الأولية التي أشارت إلى نمو الناتج المحلي خلال النصف الأول من العام بنسبة 4.3 بالمائة مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي بنسبة 7.3 بالمائة.

د. إلهام بدر: خارطة طريق ورسالة لأجيال الغد
أكدت الإعلامية الدكتورة إلهام بدر السادة أن ملف الاقتصاد تقدم كثيرا في خطاب صاحب السمو أمام مجلس الشورى، مستذكرة إشارة سموه إلى أن آثار كورونا وآثار الحرب على أوكرانيا عرضت الاقتصاد العالمي لهزات كبيرة.
وقالت لـ «العرب»: بالتأكيد أن هذه الهزات تتفاوت من مكان إلى آخر ونحمد الله أننا في دولة قطر لم نتأثر كثيرا حيث إن التقارير الاقتصادية أشارت إلى الإيجابية في الأداء، والنجاح في الملفات الاقتصادية بعثت برسائل مفادها أننا إذا استطعنا أن ننجح وأن نتفوق ونتغلب على تلك التحديات الكبرى فإننا قادرون على النجاح في الارتقاء.
وذكرت الدكتورة إلهام بدر أن صاحب السمو قدم في هذا الخطاب خارطة طريق وكشف أداء الحكومة حتى يكون الشعب على بينة واطلاع، منوهة بإشارة سمو الأمير إلى المسؤولية والتكامل في الأداء.
واعتبرت أن حضرة صاحب السمو بعث رسالة إلى الأجيال القادمة لإكمال مسيرة الغد، وأعطاهم إرشادات يسيرون عليها، وأنه حين تطرق سموه إلى الهجمة الشرسة غير المسبوقة التي تتعرض لها دولة قطر منذ أن نالت شرف تنظيم هذه البطولة لم يكن بصدد طرح شكوى بل كان سموه بصدد الإشارة إلى قبول دولة قطر حكومة وشعبا بهذا التحدي، مشيرة إلى أنه لم يكن التحدي الأول بالنسبة للدولة، وأنها تنتمي إلى جيل مر على الأقل بستة تحديات كبيرة، مشددة على ضرورة التشبث والتأكيد على الهوية.
د. أحمد عبدالملك: وضع أصبعه على الجرح مباشرة
ذكر الأكاديمي والروائي الدكتور أحمد عبدالملك أن خطاب صاحب السمو أمير البلاد المفدى كان بمثابة تشريح للوضع، معتبرا أن الخطاب يدعو إلى الوقوف يدا واحدة في مواجهة الحملات التي تحاك ضد الدولة.
وقال الدكتور عبدالملك لـ «العرب»: لقد وضع سموه، أصبعهُ على الجُرح مباشرة، حيث تحدث عن دورنا نحن كشعب، نستمد قوتنا من هويتنا الحضارية، وليس من ناحية قوة اقتصادنا ومؤسساتنا. وفي حقيقة الأمر، نحن نحتاج للتعبير عن تلك الهوية، التي حافظنا عليها على مر السنين، كلٌّ بـأسلوبه وإمكانياته. فلقد تعرّضت بلادُنا إلى حملة شعواء طالت استعداداتِ وطننا لاستقبال أكبر حدث رياضي في العالم، ومع قرب انتظام هذا الحدث، زادت الحملةُ ضراوة، ولكن أثبت الشعب القطري قدرته على المواجهة، وقَبل التحدي، لما يمتلكه من طاقات وشخصيةٍ تنطلق من الدين الحنيف، والانتماء للأسرة القطرية الواحدة تحت راية الوطن.
إلى ذلك أضاف الدكتور أحمد عبد الملك قائلا: نحن مطالبون اليوم، بأن نقف يداً واحدة لكل الحملات التي تُحاكُ ضدنا، ولا نلتفتُ إلى ما يجري في وسائل التواصل، وما يتم تلفيقه، تحت دعاوى حقوق الإنسان، أو تلك العنصرية البغيضة، فديننا السمح أول من دعا إلى حفظ حقوق الإنسان ورعايتها، أو إلى سواسية البشر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «كلكم لآدم وأدمُ من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضلٌ على أعجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد؟». وختم الأكاديمي والروائي عبدالملك كلامه بدعوة جميع أفراد المجتمع إلى التكاتف لعكس صورة إيجابية عن الوطن وقال: علينا – كقطريين ومقيمين – أن نقدّم صورة واضحة عن واقعنا وآرائنا وأساليب حياتنا، بكل وضوح، ودون تشنج أو مبالغة، وأن بلدنا قد قبلت التحدي، ونحن قبلنا هذا التحدي، وهذا يأتي من وحدتنا تحت راية الوطن، وعدم السماح للآراء المتطرفة التي تستهدف هذا الحدث الكبير، أن تتغلغل إلى نفوسنا، وإثبات الشخصية القطرية السوية، أمام العالم، بحسن أخلاقها، وسماتها العربية الأصيلة، وثقافتها الأصيلة، المستمدة من الكرم العربي واحترام الآخر، وحسن استقباله.

صالح غريب: رسائل موجهة إلى الداخل
أكد الإعلامي صالح غريب أن الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام مجلس الشورى جاء في ظل ظروف يعيشها العالم بشكل عام سواء الأزمة الأوكرانية الروسية أو أزمة الطاقة التي تسببت فيها هذه الأزمة وأيضا تأثيرات جائحة كورونا التي ما زالت قائمة وإن انحسر الوباء، وفي ظل ذلك دولة قطر بقيادة صاحب السمو تخطت كل تلك العقبات وحققت نجاحات كبيرة على جميع الصعد منها ارتفاع الفائض العام في الموازنة العامة للدولة وارتفاع الإيرادات كما أن جهود الدولة لاستضافة حدث مهم وهو كأس العالم فيفا 2022 والذي كما قال سموه «يشكل أحد أهم مشاريعنا الوطنية، وهو كأس العالم. ويظهر الاهتمام العالمي بهذه المناسبة وبالبلد المضيف مدى أهمية هذا الحدث لبلادنا. إنه أهم حدث رياضي، ولكنه ليس حدثاً رياضياً فقط، بل هو مناسبة إنسانية».
وأضاف غريب: تناول صاحب السمو في كلمته الحملة التي تتعرض لها دولة قطر منذ أن تم إسناد ملف تنظيم قطر لكأس العالم وهي حملة غير مسبوقة ولم تتعرض لها أي دولة من دول العالم التي نظمت البطولة، لكن تكاتف أهل قطر مع القيادة في العمل دون الالتفات إلى ذلك أو التأثر بها، وظل التركيز على إنجاز الأعمال الخاصة بالبطولة وهو ما كان فقد أنجزت قبل عام من انطلاق البطولة، وأيضا حديث سموه عن النقد حيث قال «نحن لسنا ضد النقد ولكن لابد أن يستند على أدلة ومعلومات».
وتابع غريب: الخطاب جاء وافيا وشاملا وإن كانت الرسالة موجهة إلى الداخل بدرجة أساسية من منطلق شعار اليوم الوطني لدولة قطر وهو «وحدتنا مصدر قوتنا» ولولا ذلك لما تجاوزنا أزمة الحصار وأزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة هبوط النفط وأصبحنا نعيش الآن في اكتفاء ذاتي لبعض المواد وتصدر الدولة إلى الخارج وكل ذلك بسياسة حكيمة من قيادتنا الحكيمة.
د. هلا السعيد: القيادة الحكيمة تحقق التنمية المستدامة
قالت الدكتورة هلا السعيد سفيرة النوايا الحسنة خبيرة التربية الخاصة مديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مجلس الشورى، يعتبر خارطة لدولة قطر يظهر إنجازات الدولة الاقتصادية، والخطط التي تسير عليها الدولة في المرحلة المقبلة.
وأضافت: بدأ الخطاب بالإشادة بالدور الكبير والمجهود الذي يقوم به أعضاء مجلس الشورى من أجل المصلحة العامة، كما شمل أمورا هامة ترتبط بالجانب الاقتصادي، والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
مضيفة: الجميع يشهد لسموه بما عرف عنه من مساهمات في تحقيق السلام والأمن والاستقرار بالعالم.
وقالت: إن الخطاب يعزز تحقيق التنمية المستدامة، والحرص على بناء الإنسان القطري حتى يعمل من أجل رفعة الوطن.
وأضافت: نحن كمواطنين من واجبناً إدراك مسؤولية أن ننهض بالوطن كل في موقعه دعماً لجهود القيادة الحكيمة الهادفة إلى مزيد من الرفاهية والارتقاء بالوطن إلى مصاف دول العالم المتقدمة.