الكويت تحتفي بـ «فصيحة قطر»

alarab
محليات 27 أكتوبر 2017 , 07:40م
الدوحة - العرب
تلقت الكاتبة والشاعرة زينب المحمود دعوة استضافة رسمية من دولة الكويت الأسبوع الماضي، لحضور لقاءات تلفزيونية وصحافية وثقافية.
وبروح ود العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين في البلدين، حظيت الشاعرة صاحبة لقب "فصيحة قطر" باستقبال حافل بالورود في المطار، وبحفاوة كبيرة طوال برنامج الزيارة؛ ما جعلها تسطّر قصيدة في حب الكويت وشعبها وأميرها.
كانت المحطة الأولى في الزيارة لقاء في قناة الراي الفضائية مع المذيعة دانة العويصي، وعرّج الحوار على المحفل الثقافي الماثل في دولة قطر، ودعم الحكومة للطاقات الشبابية وتنمية مواهبهم، للمضي قدماً نحو ما يواكب مجريات الواقع، استناداً على الهوية الثقافية، وتعزيزاً لمكانة اللغة العربية، وبالأخص اللغة الفصيحة.
واستوضحت المذيعة عن برنامج "فصاحة" الذي أطلقته المؤسسة القطرية للإعلام، والذي بُثّ في تلفزيون قطر، وحصول زينب المحمود على لقب "فصيحة قطر"، وطلبت توجيه رسالة إلى الأبناء، وحثهم على اللغة العربية وآدابها، وكيفية احتوائها، وما الخطوات التي من خلالها يستطيع الفرد أن يحقق كياناً ثقافياً بلغته الأصيلة، ودور وسائل الإعلام في نشر روح الانتماء والولاء للغة الفصحى، وأنها لغة القرآن، وصيدلية الرحمن، ولغة الحضارات العريقة والأمجاد، ودور زينب المحمود ومسؤوليتها بصفتها شاعرة وكاتبة وحاصلة على لقب "الفصيحة"، وكيف تستطيع أن تحيي هذه اللغة وتحبب الجيل الواعد فيها.
وزارت زينب المحمود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ورابطة الأدباء الكويتية، والتقت مدير إدارة الثقافة الأستاذة عائشة عدنان المحمود، وجرى الاتفاق على أوجه التعاون والشراكة في ما يخص الفعاليات والمؤتمرات والمحافل الثقافية، كما التقت الشاعرة بالأمين العام السيد بدر فيصل الدويش، الذي رحب بها، وأشاد بالجهود الحثيثة لدولة قطر، ونوه بإيجابية قطر قيادة وحكومة وشعباً. وتسلمت المحمود مجموعة من الإصدارات الأدبية والثقافية.
وكان ختام الزيارة -بحسب تعبير زينب المحمود- "مسكاً زاكياً عبقاً"، وذلك في لقاء برنامج "رواسي الشعر" بقناة سكوب الفضائية، مع المذيع الشاعر خالد شاهر، الذي استند حواره على جمال الشعر الفصيح، ومقارنته بالشعر الشعبي الذي تدعمه الجهات الحكومية في كل دول مجلس التعاون. ومن ثم التفت إلى فوز زينب المحمود بلقب "فصيحة قطر"، والحديث عن هذه التجربة بكل تفاصيلها، بدءاً من التصفيات والاختيار والمعايير ولجنة التحكيم والنجومية، وأثرها على حياة الشاعرة وأسرتها وأبنائها، ومسيرة نجاحاتها، والتأكيد على الوعي لدعم المبدعين في قطر، ودور الأمسيات والملتقيات الأدبية، وهل تضيف إلى الشاعر شيئاً، والتركيز على مشاركة العنصر النسائي ومنافسته للرجل، وعن الإصدارات والدواوين الأدبية التي سوف تصدرها زينب المحمود قريباً.
وتحدّثت المحمود عن دورها كشاعرة ودورها المهم في المجتمع، وفي وعي الأبناء والبنات للتمسك باللغة العربية، التي تمثل هويتنا وحضارتنا، وهي أساس في ديننا. وأوضحت أن "حكاية الحرف العربي الفصيح كانت عندما نزل به الوحي المقدس في سماء الطهر على محمد صلى الله عليه وسلم"، وقالت: "حري بنا أن نحافظ على هذا الموروث الثقافي الشامخ، والذي ستزهر به الأجيال المقبلة، وتصبح مصدر قوة وعزة ومجد".
ولم تنس زينب المحمود الالتفات إلى دور الأسرة، وبالأخص والدتها وأبناؤها، في دعم موهبتها الشعرية ومسيرتها الأدبية. وذكرت في كلمة ختامية: "إنني أعشق اللغة العربية، وأرتوي من معينها الذي لا ينضب أبداً، وحريصة أن أكون ممن ينشّط الحركة الثقافية في بلدي قطر والعالم أجمع".
وأضافت: "ليس الإعلام هو طموحي المطلق، ولكن لو سنحت لي الفرصة وجاءت الظروف مناسبة للظهور والحديث عن العربية الفصحى والإفصاح عن أسرار جمالها وتذوقها لا أتردد؛ فالكثير ممن يتابعني جعل لنفسه مساراً نحو اللغة، يتجه باتجاهها، ويهتم بها، ويسعى لها، وهذا في حد ذاته نجاح وسعادة. والأهم من هذا، رسالتي لكل من يُقال له شاعر ومثقف وأديب وكاتب أن نحترم بعضنا البعض، ونلتزم بمبادئ وقيم تجعلنا في المقدمة دائماً، ولا نلتفت إلى ما يضيع الوقت ويجلب البغضاء والشحناء مهما حصل، وكل منا له عالمه، ولديه من نعم الله ومنحه التي تجعله متميزاً؛ فلا نسمح لأنفسنا أن يطغى عليها مشاعر الغيرة والحسد والمقارنات الواهية التي تودي بنا للسقوط في بحر الفشل والتراجع؛ فنحن أصحاب رسالة سامية وراقية، ويجب أن نكون قدوة ومثلاً لأبنائنا وللشعوب والعالم أجمعين".
وتقدمت "فصيحة قطر" بجزيل الشكر ووافر الامتنان "لدولة الكويت الشقيقة والصديقة على الاستضافة الغالية". وقالت: "وهذه الرحلة ستجعلني أقدّم لوطني قطر الكثير. ولأنني أمثّلها لساناً عربياً فصيحاً، فسأكون داعمة لأبنائنا وبناتنا".